عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5082
 
محمد فجر الدمشقي
من آل منابر ثقافية

محمد فجر الدمشقي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
745

+التقييم
0.16

تاريخ التسجيل
Oct 2011

الاقامة

رقم العضوية
10545
12-29-2011, 10:38 PM
المشاركة 1
12-29-2011, 10:38 PM
المشاركة 1
افتراضي أسطورة التراب ...
و يستمر هذياني
و تواصل أصابعي عبثها الجنوني بأزرار لوحة المفاتيح
تكتب عن حنين التراب إلى التراب
عن شوق الطيور إلى أعشاشها
عن قلوب تاهت في حقائب الذكرى
و مقل مؤرقة بعبق الانتظار



هنا غرست وروداً رويتها بدمي
زرعتني الأماني سنبلةً في تربة الموت الخصبة
فأنبتت حلماً و أنشودة
و هامة مرفوعة
و قامة فوق الجراح منتصبة
قصفة زيتون و إكليل غار و بندقية
بسمة حزن و دمعة إصرار
زهوراً فوق أغصان الوجع
حنظلا و زعفران و بوح أقحوان
و قصة ترويها لنا شقائق النعمان


هذا التراب كتاب ناطق له قلب و روح و فم
تجري في عروقه قصائد عشق حروفها أيام
و ينطق وجعاً و يصيح
في هذا التراب سر لن يبوح به و وعد بالرجوع
لحن خالد يسيل أنهاراً و حب لا يموت
بكاء روح ... أنين يمزق الضلوع
لتنمو زنابق الوفاء في زمن الخداع
تعاتب جرحاً طال نومه
و دمعةً حبيسةً تأبى الظهور
و صرخةً بقيت سجينة الصدور


ما زلت أبحث في الوجوه عن وطن لجرحي
عن سكينة روح
بت أحن إلى صلوات المتعبين
إلى أنين العاشقين
قلوبنا موغلة في الضباب مذ هجرها الصدق و غادرها الحنين
الهزائم راودت أحلامنا و جردتنا الريح من بريق الأمنيات
سحائبنا المبللة بالوعود باتت مثقلة بماء الوهم
عقيمة كأقلامنا المعطوبة
لم يعد الحب صالحاً للاستعمال
و أفئدتنا الصغيرة لم تعد توائم الموجة
لم تعد ذرائعنا تسد ثغرات الفجيعة
و تقاسمت أرواحنا أنخاب الخيبة لتغني للغرق



و تبقى أسطورة التراب باقيةً في جذور السماء
متشبثة بحبال فطرتها العنيدة
و يفوح عطر الياسمين أغنيةً
و رمزاً للخلود
نبض القلوب هنا ترنيمة أبدية
يرددها كل الوجود
ترحل عن هذا التراب إليه
و تسافر كي تعود