الاستاذة ريم مرحبا

تقولين " أعتقد أن وفاتهم المأساوية هذه أدخلتني في دوامة اكتئابية كبيرة أثرت كثيرا على مشروعي الكتابي و على الانتهاء من روايتي الجديدة. ربما بمرور الوقت يمكن لي أن أطبع العلاقات مع الحزن و الفقد".

الاستاذة ريم
اعرف انك اقدر مني على فهم والتعامل مع قضايا الشخصية الانسانية ولا اريد ان اكون منظرا عليك في هذا الامر المؤلم... ولكن عندما تقع المأساة ينسى الانسان النظريات ويجتاحه الالم والحزن والشعور بالفقد والذنب.

وقد يتحول الامر الى كآبة مريرة كتلك التي وصفتها في قصتك حيث يجد الانسان نفسه في مغارة مظلمة تملأ جدرانها الاشباح وكأنه لا مخرج من الدوامة...لكنك في قصتك تحدثتي عن نقطة ضوء في اخر المغارة وهذه نقطة الضوء هي بوابتك للخروج من دوامة الالم.
واضح انك تؤمنين بالقدر ولا بد ان تسلمي بأن ما جرى قدرا لم يكن هناك فكاك منه.
المطلوب منك هو التعامل بعقلانية مع الاثار التي خلفتها تلك المصيبة القاسية. لا بد من الخروج من دائرة الالم. واعلمي ان كل محنة تحمل في ثناياها منحة. الالم والحزن والشعور الطاغي بالفقد طاقة مذهلة اذا تركت تفعل فينا الافاعيل تضيعنا وقد تسحقنا ولكن يمكننا ان نستفيد من هذه الطاقة من خلال محاولة خلق عالم افضل وهذا العالم يتحقق من خلال الابداع.
وحيث انك لا يمكن لك ان تعكسي القدر ارى بأن عليك متابعة مشروعك الابداعي دون ابطاء ولتستفيدي من هذه الطاقة المهولة التي تشكلت في ثنايا ذهنك لتوليد نصوص عبقرية....

جربي وسيأتي كل شيء تلقائيا وسوف تساهم العملية الابداعية في تعجيل التصالح مع الالم و الفقد والحزن وتاتي بالشفاء ايضا والتصالح مع النفس.
كوني قوية.