عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2013, 03:46 PM
المشاركة 18
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الأستاذة غادة قويدر ،
مشرفة منبري الشعر الفصيح والأدب العالمي .. والمشاركة بقصة / موت مقدس .

موت مقدس / غادة قويدر .

والتقينا ، في ذات الطريق ،نستحم بشوقٍ تحت ذرات الثلج ،وهي تلسع وجنتينا بعناد وتقرع الأرصفة اليائسة من حولنا كانت أفكارنا تتناسل حالمة و
كان الطريق شبه خال من المارة،إلا عجوزا يتعثر بخطاه،يتخذ من عكازه السوداء مطية للعبور بين أكداس الثلج البيضاء
كان الثلج يشبهنا تماما،وكنا قبل أعوام ،ننظر إليه فيخجل من انعكاس بلوراته في عيوننا
فالفضاء حر من حولنا ويسمح لنظراتنا أن تتلاقى دون استشعار خطر والريح الخافقة كعادتها هدأت ، مراهنة بهدوئها على استمرار هطول الثلج
كنت أسأل نفسي لماذا الخوف في هذه اللحظة يظللنا ويحتل أروقة الروح العطشى فينا؟ كان الجواب ذ و احتمالين ؛ أحدهما افتعال هذا الشوق وثانيهما وهم متكدس بأعماق كلينا0حتى المظلة سكرت من دهشتنا وراحت تصيح : أنقذوني من برودة جمدت أجزائي وبقينا نرتق أهداب السؤال ولكنه تعثر في شفاهنا لم نفطن لمرور الثواني من خلفنا، لأننا نسينا وباختصار أن نجلب ساعة ضد الثلج0كنت ألمح بعينيه ذات النظرات الحزينة،والتي تعاهدنا من سنين أن تنتش بذور ثمارها فينا، حتى رسائلنا عبرت تلملم أجوبة لم تكتب بعد ,وتتصاعد دندنة
العجوز بصوته الذي يشخب كجرح مفتوح، ليوهم الصدى أنه الأقوى ،و كأن فيروز أورثته ذاك اللحن أو ربما وجد نفسه أحق بترديده وببطء يتراجع الصوت إلى أن يموت بين جدران البيوت،
ونحن بقينا صامتين نشيع جثمان الشوق الذي ظننا أنفاسه تلاقحت
فينا والى الآن لم يزل يشهق حالما بموت مقدس .



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!