الموضوع: كلام في النقد
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2014, 09:53 PM
المشاركة 5
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


اهلاً استاذ
اوافق العقّاد في أن يعبّر عن رأيه ..
وأن يعبّر من شاء عمّا يريد في حدود المنطق والأدب ..
والمشكلة تكون عادة في توسيع تلك الحدود أوتضييقها ..
والنصّ الذي كتبته يعتبر النقد فنّاً إبداعيّاً ككلّ فنون الكتابة الأدبيّة
باستثناء أنّ موضوعه محكوم بما ينقده..
و قد يبدو في كثير من الأحيان وكأنّه صدى للكتابة..
والنقّاد ليسوا سواء..
فالكثير من النقّاد يقوّلون الكاتب مايرغبون هم في قوله..
ولإقناع القاريء بأنّهم مكترثون للنصّ ولكاتبه يضيفون بعض كلمات الثناء والمديح..
ومن النقّاد من يكون صادقاً في التحرّي عن مقاصد الكاتب ..
وبعض آخر يكتفي بتحليل النصّ كما هو مع إغفال شخص الكاتب ..
أمّا عن تسفيه المنتج بشكل فجّ ومباشر فهو غير مقبول ..
لا من الناقد.. ولامن غيره ممّن يرتدون أثواب النقد التي تبدو فضفاضة عليهم أو بالغة الضيق..
فالنقد نصّ لغوي ..له شكل وله مضمون ..
قد يعجبنا الشكل ولانجد في المضمون مايثير الإعجاب..
والمنتج النقديّ ليس دائماً وليد اللحظة ..بل هو ثمرة تراكم طويل..
ونتاج خبرات شخصيّة وإنسانيّة ..
وككلّ أشكال الإبداع اللغوي قد يكون للنقد امتدادات روحيّة تشبه الخيوط الخفيّة
التي ينسجها مخلوق غائب حاضر يتدخّل في لحظات الإدهاش بطريقة لايمكن شرحها
ولاتخضع للقوننة ولاللقواعد والعلاقة مع هذا المخلوق ليست مستقرّة تظهر وتختفي
مع زيادة المعاناة أو في فترات التأمّل او حتّى بالممارسة ..والمران ..
وقد يقصّر النقّاد في اللحاق بركب الإبداع ولكن إذا كان النصّ لم يحظ لا باهتمام القرّاء
ولاباهتمام النقّاد الّا بعد زمن فليس ذلك بمهمّ مادام النصّ استوفى حقّه من الانتباه
أخيراً..ومن يدري...
فقد يكون المبدع قادراً على الوثب إلى المستقبل ..
ورغم ذلكيكون عاجزاً عن التعامل مع الحاضر..
إمّا لعجز لديه هو..
أو لرداءة الزمن وامتناع القابليّة لاحتضان مادة الإبداع أو شكلها ..
وماالأزمان إلّا أهلها ..
فإذا كانوا منشغلين عن تأمّل الزهور بالعطاس فماذنب الزهور..
وهجر المقروء لايقلّل من شأنه ..
فقد هجر الناس ماهوخير آلاف المرّات ممّا لم يهجروه ..
إن كانت تجوز المقارنة ..