عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2013, 11:16 PM
المشاركة 38
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
25

سألت ماريان بدهشة ندى التى كانت تجلس فى مكانها المعتاد
اين ديان
فى المنزل لا تكاد تبرحه
جلست ماريان وهى تطلب لنفسها بعض المرطبات
انها الثانية باقى ساعتين وينتهى انذار الجيش
نظرت لها ماريان وهى تهز رأسها فى فتور سينتهى الامر بانتخابات رئاسية مبكرة
راقبتها ندى باستغراب لا يبدو عليك الحماسة
هزت كتفيها ..لا شئ ..تعلمين انى و سامح شاركنا فى مظاهرات 25 يناير وماسبيرو ومظاهرات ضد العسكر لذا لدينا دائما حساسية من تدخل الجيش
مطت ندى شفتها اى شئ نقبل به مقابل ان نخلص من هؤلاء الفشلة ..لكن اين سارة ..لم تعد تحضر اى لقاء
غممت ماريان .. نصيحة انسى سارة ثم ارتشفت مشروبها بعمق وبعدها اكلمت بابتسامة وودة
كان قرار جيد انك رفضت العمل فى تلك القناة
نهضت ماريان فجأة سامح هناك يشير الى هو مكتئب بعض الشئ
هزت ندى كتفيها لا عليك.. رن موبيل ندى
عامر اين انت
فى دار الاوبرا ..لاشئ افعله اقابلك فى المنزل
كان عامر فى المنزل وديان كعادتها فى الأونة الاخيرة تجلس باكتئاب تقلب قنوات التىلفزيون دون اكتراث..بها شئ من الحزن لا يعرف له سبباً
نظر لها بعطف وهو يأخذ الريموت من يدها
ديان ..ما بك
نظرت اليه بدهشة..له نفس النظرة الحنون التى يرمقها بها خالد..نظرة طالما اشعرتها ان العالم بأمان ..نظرة افتقدتها فى دموع طفولتها القاسية ..بقدر ما اسعدتها مزقتها ..بكت بحرقة والم وجسدها يهتز بعنف ..بكاء هستيرى لا يتوقف وعامر يحاول ان يهدئها وقد فاجأته عاصفة البكاء وجلوس ديان على الارض ولم يشعر بدخول داليا التى عادت من السفر وتسمرت وهى ترى الانهيار الذى تعانى منه ديان..القت حقيبتها بسرعة وهى تحاول اسناد ديان التى نامت فى وضع جنينى..مسحت دموعها برقة وازاحت الشعر المبتل عن جبينهاثم مسدت جبينها بقليل من العطر رقبتها بسرعةثم وضعتها هى وعامر على الاريكة فى التراس لتستنشق قليل من الهواء ..تركت عامر معها وهو يمسك بيدها لتحضر لها كوبا من الينسون..وضعته بين يدها :-
اشربيه ..مفيد..
نظرت لها ديان بامتنان..لم تشعر بمثل هذا الاهتمام من بعد خالد..تنهدت وسكين يخترق قلبها..نظرت لندى التى دخلت متسائلة
ماذا يجرى هنا
تمتمت ديان
انا بخير لاعليكم..فقط تلقيت خبر محزن عن احد الاصدقاء
همست داليا
يبدو انه صديق عزيز وقريب لك
تنهدت ديان بحزن
اقرب مما تتصورين
رن موبيل داليا
داليا انا لينا وصلت الان مطار القاهرة ..لم اخبرك قبلا ..لكن رائد سيخرج غدا وساستقبله غدا اخر اليوم من منفذ طابا ..
ردت داليا بفرح ساتى لاخذك من المطار
بل صفى لى المنزل وساخد تاكسى
هتفت داليا بمرح رائد سيعود..سيعود يا ندى..سيعود يا عامر
نظرت لها ديان بأسى وهل ستعود يا خالد..هل ستعود لمن باعتك ..لكنك بعت وطنى يا خالد فلما يقتلنى الحزن عليك..هل جلب الوطن السعادة كما فعلت انت ..صراع رهيب يدور بداخلها وهى شاردة عمن حولها ..لم تشعر بالعيون التى تعلقت بها وهى تهذى لم تشعر حتى بيدى ندى وداليا يسنداها ولم تشعر بنفسها وهى تغوص فى السرير لتنام بعمق.

حينما استيقظت على الاصوات باسفل كانت الساعة تشير للعاشرة مساءاً..اغتسلت بسرعة وارتدت ملابسها لتتريض قليلا لعل النزهة تفيدها بعض الشئ
حينما نزلت
لاحظت وجود تلك الاجنبية الشقراء التى بدت لها مألوفة للغاية..كان صوت عامر مرتفع وغاضب:-

لقد وضع مصر فى مأزق ..لم يلتفت لفصيل اخر..وضع الجميع على المحك
ردت ندى
لم نتوقع هذا ..ابسطه استفتاء ولكن العزل !! ربنا يستر على البلد
قاطعتهم الشقراء بعربية واضحة
هذا وأد واضح للتجربة الديمقراطية فى مصر
نزلت ديان على السلم
وقد التفت الجميع صوبها
قامت ندى لتساعدها
ديان
همست لينا بصدمة ديان..كانت قد نسيت امر الشبه بداليا واعتبرته صدفة
تعالى حبيبتى تابعت ندى وهى تمسك بيدها وتقدم لينا..لينا الناغى.. ديان اختى
قالت لينا بقسوة اختك واطبقت فى رقبة ديان بعنف وسط دهشة داليا وندى وعامر
خلصوا رقبة ديان بصعوبة
هى تعر ف من هى ..تعرف لانها اخته لخالد
قامت ديان بسرعة وخرجت من الباب هاربة وسط صيحات لينا لا تتركوها
تعلم ديان ماذا تفعله فى حالة كشفها ..هناك منزل امن قريب وشخصية اخرى وجواز سفر اخر لفتاة شقراء
انجزت الامر فى دقائق واتجهت للمطار لتستقل اول طائرة تغادر مصر
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
لم يستوعب حاتم الامر ولينا تحكى امامه من هى ديان الليثى اليهودية الديانة الاسرائيلية الجنسية التى غدرت بأخيها خالد الناغى..بينما انتابت ندى حالة من الذهول وعدم التصديق
اخذه عامر جانباً
حاتم علينا ابلاغ السلطات
قال حاتم بخفوت
امر كهذا سيضر بمستقبلى ..لن استطيع
هتف عامر ..ماذا
ربت حاتم على كتفه البلد فى حالة غير مستقرة الان سنبحث الموضوع لاحقاً
غادر المنزل وهو يتجه لمنزل سلمى
كانت داليا فى حالة غريبة من الحيرة فهى تجمع ملابسها لتذهب لطابا ومنها لشرم الشيخ والرحيل لالمانيا مع رائد اخبرت حاتم فمط شفتيه بعدم اكتراث ..تؤلمها حالة ندى وصدمتها فى ديان..هى لم ترتاح لديان منذ البداية وان تعاطفت معها اليوم..لكن ان يظهر انها يهودية واسرائيلية فالامر فوق استعيابها
كانت ممزقة بين رغبتها فى لقاء رائد زوجها وبين تركها لندى
وضعت اخر شئ بالحقيبة ولينا تربت على كتفيها
هناك شئ لابد ان تعلميه
رائد تعرض لتعذيب رهيب ..
دمعت عينى داليا
تعذيب
نعم داليا ..انه يعانى شلل كلى
هتفت داليا فى ارتياع
وحوش
احتضنتها لينا وهى تبكى ..نحمد الله على عودته..استطعت الوصول اليه لكن خالد لم استطع حتى الان لكنى لن ايأس ..لن ايأس ابداً
@@@@@@@@@@@@@@@@
اوقف حاتم سيارته بجانب فيلا سالم الجارحى..كانت سلمى تجلس فى الشرفة تشرب عصيرا ما..حينما رأت سيارته دخلت واغلقت النافذة ..دخن سيجارته بهدوء وهو يغمم
عنيدة ولكنك لى ..ستظلين لى شئت ام ابيت سيعود ابيك فى السادس من هذا الشهر بعد ثلاثة ايام ..علينا ان نحسم امر عملك فى مستشفى رابعة فقد صار الخطر كبيراً.حينما احس بحركتها وهى تفتح النافذة ثم تغلقها ضحك وقاد سيارته الى شقته فى زهراء مدينة نصر
---------------------------------------------------