عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2013, 10:54 AM
المشاركة 18
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

10 القاهرة

الخامسة صباحأ نظرت للقاهرة والطائرة تهبط وتهبط..متسعة كاتساع الهوة بين هويتها اليهودية وهوية عائلتها المصرية
داعبت رياح اواخر فبراير الباردة الرقيقة وجنتها الناعسة فقد بلغ التوتر بها مداه ولم تنم لحظة واحدة
حينما سألها التاكسى الذى استقلته عن وجهتهااجابته بعربية سليمة:-
وسط البلد..طلعت حرب- فندق الكوزموبوليتان
انشغلت بالطريق بالقاهرة التىكانت حلما زراتها منذ سنوات..تكاد تكون خالية من المارة فى السادسةصباحأً..سجلت بعينيها عبارات عديدة كتبت على الجدران
يسقط حكم المرشد..انا مش كافر انا مش ملحد يسقط يسقط حكم المرشد
يالا العار يالا العار الفلول بقوا ثوار
جيكا فى الجنة اساحبى
مصر اسلامية ...مصر اسلاميةرغم انف الحرامية
فين حق الشهداء يا مرسى؟
جبهة الانقاذ نحمل الخراب لمصر
حملقت بذهول وخوف ..كم تغيرتالقاهرة ..كل هذه الثورية ترعبها..كل هذا الاختلاف يذهلها.. شعرت بالذعر انتوجهت كل هذه الطاقة الثورية يوماً ضد اسرائيل...نظرت مرة اخرى للشوارعوتساءلت بخفوت وكأن عينيها تخدعها
هل هذه القاهرة العجوز الخانعةالكسولة ..مالها تحقد على نفسها..تصارع ابنائها ..شيئاً فى الهواء يستبيحالدماء ويطلب المزيد من القتلى
سألت السائق بفضول
مازالت الثورة تشتعل..هناك مؤيد للاخوان المسلمون ومعارضون ....لأى صف تنتمى
اجابها كم من لدغته حيةوهو يرقب ملامحها الاجنبية فى شك وقد وجل للكنة الغريبة فى لغتها العربية
ان شاء الله خير..ربنا يكتب الاصلح لمصر
نقدته مبلغاً زهيدا فلم ينبس ببنت شفة ..انزلها سريعاً وغادر كالريح
حملت حقيبتها الصغيرة على كتفها وعدلت من كوفيتها الفلسطينة..تسمرت فجأة على الصورة الجدارية الصغيرة المرسومة على الحائط
جيكا شهيد محمد محمود- رفعت حاجبيها فى استهانة
لا يكف العرب عن التضحية بصغارهم فى اتون المعارك..اى ثائر هذا الذى لم يبدأ حتى مرحلة المراهقة
حينما دلفت للفندق نظر الحارس شذرا للكوفيه الفلسطينية.. اخرجت جواز سفرها الامريكى فسمح لها بالدخول بكل ترحاب
هذا الترحاب الذى اقترن بالتوجس من عامل الاستقبال..اعطاها حجرة جيدة التهوية ..للحق الفندق يحمل الطابع الانجليزى تماماً
خلعت ديان سترتها ووضعت راسها على السرير المريح تحملق فى السقف المرتفع وترءات لها الالاف الخيالات تتصارع هناك
انسحبت ببطء لبحر النوم العميقوفى اغواره رأت نفسها تقف وحيدة على جسر طبرية والموج يرتفع ويرتفع حتى غطىنصف قدميها وصار كدوامة عاتية تصارعها وهى تدور معها حتى غاصت كلياً فىالظلمة حيث لا ينيرهاسوى عينى خالد المضيئان وهو مسجى على ظهره فىالاعماق يجذبها اليه بعنف
صرخت وهى تستيقظ وصدرها ينتفض وينتفض وقد تصبب جبينها بعرق غزير رغم برودة الجو
تركت فراشها بصعوبة وهى تجر جسدها جراً تجاه الحمام حيث وضعت نفسها بملابسها تحت المياه الباردة
بعد ساعة كانت قد استعادتنشاطها وجلست فى استرخاء تام على المقهى المقابل للفندق..تعجبها فكرةالمقاهى فى الهواء الطلق ..اكلت بعض شطائر الفلافل على الاقل تتشابه فيماتجده فى اسرائيل الا انها فى القاهرة افضل كثيرا..استلذت طعم الشاى المعطربالنعناع فطلبت واحدً اخر وهى ترتشفه ببطء واستمتاع غير واعية للأعينالفضولية لمجموعة من الشباب والشابات التى تحدق بها ..بالاخص كوفيتهاالفلسطينة
اقتربت منها فتاة تبدو فى اوائل العشرينات
مرحبا ثم سألتهابفضول
عربية
اجابت ديان وقد وجلت للحظة من جراءتها
امريكية
نظرت لها الفتاة بشك اكبر
تتحدثين العربية بلهجة فلسطينة
اجابت وقد غص حلقها من انكشاف امرها
استاذى فى الجامعة الذى علمنى العربية من اصول شامية
لم ترق اجابتها للفتاة التى ترتدى جينز مقطوع عند الركبة وسترة ضيقة ..اومأت لها هلا جلست ومدت يدها لتصافحها
اسمى ديان
اجابت الفتاة
ماريان ..كان بودى الجلوس معك لكن لدى مجموعة هناك تنتظرنى
برقت عينى ديان وهى تفهم
وهم من بعثوك لتتعرفى على هويتى ..ترى على تتعرفون على الاجانب بنفس الطريقة ام شيئاً يزعجك فى مظهرى
ارتبكت ماريان وهى تفرك يديها
فى الحقيقة هم يشكون فيك كونك من حماس تراقبيهم
ضحكت ديان للفكرة
حماس ولماذا اراقبكم..وما الذى وضع هذه الفكرة فى ادمغتكم
اشارت للكوفية حول رقبتها
فضحكت ديان اكثر
شعر افراد المجموعة بتوتر ماريان الشديد فقاموا فى اتجاه ديان
كانت مجموعة من شابين وفتاة اخرى
قالت ماريان بهدوء وهى ترى النظرات المتحفزة على وجوههم
ليست كما تظنون ..هى امريكية تجيد العربية ولها اسبابها والكوفية مجرد لبس
غممت الفتاة الاخرىواسمها سارة وهى ترتدى حجاباً على الطريقة الاسبانية ولبس لايقل ضيقاً عن صاحبتها
اخبرتكم حماس لا ترسل نساء
نظروا لها باعتذار ...كانت فرصة لديان لتقترب لمجموعة من المصريين
هبت بحماس وهى تمسك بذراع سارة
هلا جلستم رجاء ..هذه اول ليلة لى فى القاهرة ولى رفقة لدى ..اعتذروا بأدب ولكنها تمسكت بفرصتها بالحاح
اعزمكم على كوب من الشاى المصرىبالنعناع فهو يعجبنى كثيرا ..يبدو كل شئ مصرى مبهج... نظرت للفتاة الاخرىباسطعتاف..وقد تساعدونى فى امر شخصى..لم يجدوا مناصا من الجلوس معها