عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4090
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
11-15-2013, 03:32 PM
المشاركة 1
11-15-2013, 03:32 PM
المشاركة 1
افتراضي ربا الجمال .. العلاقة بين النص و الناص / ريم بدر الدين
في تسعينيات القرن الماضي بدأ برنامج حكواتي الفن في إذاعة دمشق و كان يبث يوم الاربعاء في الواحدة و النصف ظهرا ليحكي فنان الشعب رفيق سبيعي عن ذاكرته الفنية المترعة بالثمين و القيم
و في احد هذه الاربعاءات بدا حديثه عن مصادفة جمعته في إحدى السهرات بصوت نسائي يمتلك أدواته ببراعة و يقف على مكامن الجمال في الأغنية و روى تفاصيل مهمة لكنني لم افهمها جميعا رغم أني تدربت مع فريق الكورال في المدرسة لفترة طويلة
بت في شوق لرفع الستار عن اسم هذه الفنانة فإذا باسمها مفصل على مقاس صوتها و من أول حرف بانت ربا الجمال
ربا الجمال ليس اسمها الحقيقي فهي تنحدر من أصول أرمينية بدأت من مدينة حلب و هو اسم معقد و طويل و غير قابل للحفظ أو النسبان و لعلها قد نسيته هي أيضا
ربا الجمال ليس لها سوى أغنيتين أو ثلاث باسمها و لكنها تؤدي أغاني كوكب الشرق باقتدار رهيب لدرجة ان سماع ربا الجمال يدخلك إلى عالم سومة
و ازعم أن أسمهان كانت في وقت ما منافسة لام كلثوم بينما لو ظهرت ربا في زمنها لهددت مركز الرائعة أم كلثوم
ربا الجمال لا تقل جمالا عن أميرات الطرب الحديث كنجاة الصغيرة و وردة و ميادة الحناوي و الماجدة لكنهن جميعا حظين بفرص ذهبية و آلة إعلامية و تسويقية مهما لم تحظ بها ربا
و قضت ربا الجمال منذ سنوات بعد مرض عضال و لم يحضر جنازتها سوى عدة أشخاص احدهم ابنها الوحيد البالغ من العمر خمس عشرة
قيل في ترجمة ويكيبيديا أن ربا كانت تتعاطى الخمور و المخدرات مما جعلها عصبية و نزقة و التعامل معها صعب جدا لطباعها المتكئة على شفرة الوعي دوما و لعله هذا بالضبط سر إبداعها
حكاية ربا التي رحلت في عمر قصير نسبيا أعاد لواجهة الذاكرة سؤالا حول علاقة المتلقي بسيرة المبدع الشخصية
هل يجوز أن نضع حياة الكاتب الشخصية على مشرحة النقد و هل يؤثر على الدراسة الأدبية و الفنية أو التذوق الأدبي و الفني السيرة الذاتية للمبدع
هل هناك علاقة مباشرة ما بين النص و الناص؟ و هل يحق لقارئي أن يعرف حياتي الشخصية ? قد يفاجئ الكاتب أو المبدع بالسؤال التقليدي هل هذا النص أو المُخرج الإبداعي يخصك مباشرة و يتصل بك شخصيا؟ فالمبدع مطالب بان يكون على درجة من المثالية المطلقة لئلا يتهم بالانفصال الموضوعي عن مادته و يقوم المتلقي بتصنيفه أخلاقيا صعودا أو هبوطا.
و من خلال القراءة في ترجمة حيوات الادباء و الكتاب و الشعراء نجد ان اغلبهم لم يكونوا مثاليين في حيواتهم بل و قادوا مسيرات متعبة و متعبة (بفتح العين و كسرها) و كثير منهم كان اسيرا للمخدرات حتى ان ادوارد كراولي و بودلير و ادجار الان بو و شيلي و جان جاك روسو كانوا شخصيات اسيرة لإدمان الكحول و المخدرات
بل و إن الروائي الكبير خيري شلبي شرعن في رواياته تعاطي الحشيش و برر وجودها في النسيج الاجتماعي و تكلم عن مستويات من الوعي المشحوذ و الابداع المتأتي منها فهل سأضع هؤلاء المبدعين و حيواتهم الشخصية في ميزان التعامل مع ما قدموه من نتاج يغني مسيرة الفكر الانساني ؟
من وجهة نظري اعتقد أن الفصل بين حياة المبدع الشخصية و أعماله أمر لازم إلا في حالة واحدة عندما يكون المٌخرج الإبداعي مثاليا و مبدعه يرتكب خيانة بواحا في حق الوطن و يتخذ مكانه بين شذاذ الافاق .