عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2013, 12:40 AM
المشاركة 15
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
سامنتا

فى مطار جى اف كيندى وقفت ديانترقب المرأة.. الانيقة الطويلة- امريكية غنية حتى النخاع..وبجانبها تلكالصبية الشقراء تقف فى دعة ..هؤلاء لا علاقة لهم ابداً بحياة التقشف التىعاشتها فى الكيبوتس
لم تتقدم خطوة منهما وانتظرت
تقدمت سامنتا بتردد وهى تقول بشك
ديان..
هزت راسها بنعم
سامنتا
لم يكن ثمة عاطفة تجمعها ولم يقطع الصمت بينهما سوى تأفف ويندى الواضح
-هلا ذهبنا سام لدى موعد بعد ساعة
نظرت اليها ديان نظرة صاعقة وهى تحمل حقيبتها وسامنتا تهتف
دعيها حبيبتى سيحملها احدهما
ويندى هل صافحت شقيقتك
-------------
نظرت ديان بخفة لويندى التى مدتيدها ..بلحظة جمعت تفاصيلها- شقراء بلهاء مترفة –تنفق الكثير على نعومةبشرتها والكثير على ثياب لاتحتاجها فى الاغلب ..ترتدى معطف من الفراءالاسود وتنورة قصيرة من نفس اللون وقد تركت شعرها فى انسدالة عابثة ..زمتديان شفتيها وهى تفكر فى ازدراء ترتدى الصغيرة ما لايناسبها مطلقاً .. ولكنماجعل عينيى ديان تضيقان وتنفر من ويندى اكثر تلك النظرة التى لم تفهم لهاتفسير
انزلت ويندى يدها الممتدة دونبادرة ترحيب من شقيقتها الكبرى وهى تلقى نظرة هازئة على ملابسها وعلى سروالالجينز القديم وسترتها القصيرة.
هذه الاسرائيلية ذات الشعر القصير الباهت اللون والنمش العابث لن تروق لها نيويورك ابدا
ادارت نفسها نصف استدارة وهى تهتف بعصبية
هيا سام..قلت لك لدى موعدا
- سام ..هيا يا فتيات
تبعتهم ديان واعماقها تربض فىغضب..تمنى نفسها بالصبر ..لن تمكث هنا اكثر من اسبوع ..هى محطة لا اكثرلهدفها..يستحق الليثى ان تعرف المزيد عنه من سامنتا.. وان تسافر بعدها مننيويورك للقاهرة بجواز سفرها الامريكى
..تمنت لو كسرت رقبة هذه الباربىالمسماة ويندى وهى تمشى امامها كاوزة منتشاة ..ابتسمت وهى معجبة لهذاالخاطر..قد تعود يوماً وتفعلها..بينما نظرت ويندى نظرة ذات مغزى للسائقتوماس..اخذ الحقائب من الحمال.
اطبق الصمت على ثلاثتهم فىالسيارة ..التفت ديان من نافذة السيارةلنيويورك الغارقة فى البرودة .والزحام الشديد والانارات القوية والاعلانات الضخمة..شعرت بضألتها وفكرتفى مدينتها التى لا تنام التى لا تتعدى الخمسين كيلو متراً واشتاقتاليها..ودعتها منذ عشرون ساعة فقط ..عبست لحنينها هذا ..وتنهدت وهى تتذكرشقتها وتتذكر خالد..ندت عنها صيحة غاضبة
تباً قالتها بالعبرية
- ويندى- ماذا قلت
- ديان لا شئ
ضحكت ويندى فى جزل ..نطق تمثالك الصامت سام..يبدو ان المدينة لا تروقها
زجرتها سامنتا
ويندى كفى عن العبث
ارتمت ويندى فى احضان سامنتا فربتت عليها بكل حب وقبلت وجنتها
كفى شقاوة ويندى حبيبتى
نظرت ويندى بخبث ولم يفوتها تلكالنظرة اللامعة فى عينى ديان..نظرة حملت بحرأ من الدموع..دموع طفلة وحيدةمهجورة قضت طفولتها وصباها فى مكان لا عاطفة فيه سوى لوطن يحملها فوقطاقتها
دلفت مع سامنتا للشقة المترفة فى افخم بنايات نيويورك
نظر توماس نظرة ازداء للحقيبة الصغيرة المهترئة
- قالت
بالعبرية
حتى انت ايها الاسود
- انعقد حاجبى توماس فى غضب فضحكت سامنتا وهى تقول
- اهدئىديان ..توماس هو خادمى وسائقىوطباخ المنزل وهو يهودى من يهود الفلاشاوقد قضى بضعة سنوات فى اسرائيل لذا فهو يفهم العبرية جيدا
- انبسطت اسارير ديان فقد نجحت فى جرح احدهم والقت نظرة عابثة على الخادم الغاضب..
- ارجو الا يسمم لى الطعام ..او يطبخ لنا لحم البشر..اخبرنى ايها التوماس هل تأكل لحم البشر
- تجاهلتوماس سخرية ديان التى انهالت عليه بغضبها المكتوم من حياة سامنتا المرهفةبينما قاست هى الامرين فى الكيبوتس فحتى الاموال التى كانت تبعث بها كانتتوزع على الكيبوبتس باكمله ..وتكمل هى مع اقرانها حياة التقشف.. انما شكلتلها هذه الاموال بعضا من الحظوة والمديحلا اكثر.بكت حتىارهقهاالبكاء..وحزنت حتى اصبح الحزن وطنا بداخلها..حتى فرحها القصير بخالد لميكتمل
اه ثم الف اه عادت بافكارها لخالد مرة اخرى
لم تفق الا صوت سامنتا وهى تقول
- اذهب توماس بحقيبة ديان لحجرتى ..ساعطيها حجرتى
نظرت اليها ديان نظرة خاوية..مازلت جميلة سامنتا فى اوائل الخمسينات ولكنك جميلة لعلها اموال زوجك الامريكى
اقتربت منها سامنتا بهدوء وهىترفع خصلة من شعرها..نفرت ديان وازاحت يدها..غصت سامنتا وادارت ظهرها لهاوهى تنظر عبر الزجاج لنيويورك المبتهجة تستمد منها قوة لهذه الابنة النافرة
التى تلقت منها رسالة فى رغبتها بزيارتها..تلك الزيارة التى الحت هى عليها ورفضتها ديان مرارا
همست فى ضعف
ديان..اعرف انك تعانين كثيرا ياحبيبتى..حاولى ان تتفهمى موقفى..كنت صغيرة اذلتنى حياة الكيبوتس كثيرا..مكثتهناك خمس سنوات..اعمل كالدابة ليل نهار..لولا ظهور جيفرى ذلك المليونيرالامريكى فى
زيارة سياحية للكيبوبتس ما كنت خرجت من هناك ..عدت ديان لنيويورك التى اعشقها وكلى امل ان استعيدك يوما
نظرت لها ديان باستخفاف
اخذ منك الامر عشر سنوات سامنتا..تذكرت ان لك ابنة بعد عشر سنوات
نظرت لها سامنتا باستعطاف ..بعد عشر سنوات تطلقت واصبحت حرة من جديدة
ضحكت ديان
ومع صك حريتك نصف ثروة جيفرى..
-لكنى جئت اليك ديان ..كنت فى الخامسة عشر..يومها خدشتنى باظافرك ورفضت وجودى وطردتنى وانت تصرخين
لم أياس منك ابدا ديان..رغم ان زفافك علمت به من بعض الرفاق
مسحت سامنتا دمعة فرت من عينيها..اين هو زوجك ..لماذا لم يأت
قالت ديان ببرودة
انفصلنا
- حقا هل تركته ام تركك..العرب واليهود لا يتفقون ابدا
- اه نسيت ان لك تجربة مع مصرى ..هذا المصرى الذى انجبتنى منه
- لا تتكلمى عنه هكذا ديان
رفعت ديان حاجبيها فى دهشة
- مازلت تحبينه
- لم اكف عن هذا الحب يوماً..لم تعرفى حباً كهذا ...انه يعصف بكيانك ويورثك حزنا لا ينتهى وحقدا لا يكل ولا يمل
- كيف يجتمع الحب والحقد سامنتا
- غمزت سامنتا بدلال فقط اذا كان لك قلب يهودية
- امازلت بعد كل تلك السنوات تحبينه سامنتا ..وتدافعين عن خسته معك
- لالالالم يكن احمد الليثى خسيسا ابدا معى..مازلت اذكر ايامى معه كأنهاالبارحة..حنونا رقيقا..يدرس الهندسة فى جامعة ميتشجن حيث اعملنادلة..تزوجته سريعا وخشيت دائما ان اخبره انى يهودية..لم يعرف الا بعداشهر ديان..لم يعرف الا لدى ولادتك..حينما اشارت ابنة عمى على وجوب ذهابىللكنيس اليهودى.. مازلت اذكر الحسرة فى عينيه وصدمته الشديدة ..كان يكرهاليهود بشدة
- هتفت ديان لماذا
- جلما اعرفه ان اباه اسر فى حرب ال1967 وعذب فى السجون الاسرائيلية حتىالموت..انهارت كل الروابط بيننا فى لحظة ..طلقنى بلا رجعة ..ثم عاد بعداسابيع..عرض على اموالا كثير كى اتنازل عنك ديان..هربت الى اسرائيل
- اذن انت ترين ان كرهه لليهود هو ما جعله يهرب منك..انت عار على قومنا سامنتا
رفت عينا سامنتا بالدموع وهى تنظر لوجه ديان الغاضب وقد وقفت تفرد وتقبض راحة يدها
تملكها الذعر للحظات ولم يخرجها من هذا سوى توماس
العشاء جاهز سيدتى
نظرت اليها مرة اخرى..ماذا تخفين بداخلك ديان..ماذا تنوين ايتها الشقية..انهم يستخدمونك كطعما لشئ ما..شئ يثير الخوف باعماقى