الموضوع: نظرات زائغة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2014, 01:14 AM
المشاركة 5
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

من النصوص الأدبيّة مايشبه المصباح الساطع الضياء ..
المركّز على نقطة في الأنحاء..
يحمله متحرّك مستقيم الوجهة
ينطلق من لحظة في الزمان وحيّز من المكان صوب مستقرّ له فيهما ..
ويمتزج الموضوع بالهدف كامتزاج زجاج الكأس بالماء ..
ومنها مايشبه ضوء البدرالتمام.. في سمام بلاغمام ..
ينير الخلاء بجلاء..ولايخترق الماوراء..
فتتراقص الظلال ..وتثير الخيال..
ونصوص أخرى كشمس النهار..
تتسلّل من كوّة في سقف..ومن نوافذ مفتوحة حتى النصف..
فيحارالناظر ..حين يرى الأضواء ..مسلّطة على بضعة أشياء ..
ويتساءل..ترى أيّها الأكثر ظفراً بالوضوح..وأيّها يقع موقع الروح..
فإذا هي متضامنة متكافلة..لرسم لوحة متكاملة ..
وتفرض محتويات المكان وانعكاساتها القراءات..
وتنسج العلاقة بينها مسبوك إيحاءات ..
وهنا في نظرات زائغة..تزيغ أبصار أحياناً ..
وتزيغ بصائر..وتنطق الصور..متضافرة لتقول:
الحياة نعمة..فلايعبثنّ بها عابث فيفقدها..
ولايتماوتنّ متماوت لقبض ثمن ميتة لايستطيع ردّها..
وتهلك المرأة في مطلب من مطالب الحياة..
لأّنّها ارتدت له ثوب ممات..
ويحيق بها مامكرت..وتقع فيما حفرت..
والقصّة بمجملها تقول:
تعاطفوا مع هذه البائسة المخادعة قدر ماتريدون..
واشمتوا بها إذا شئتم..ولكن اعلموا أنّ الموت ليس عقوبة..
وليس نهاية ..فله مابعده..ولكن تذكّروا فقط أنّ الجميع
لهم حركات تماوت مماثلة ..وتصدمهم شاحنات مختلفة الأوزان والأحجام..
تترك أحياناً ندوباً على الوحوه المرئيّة..وتارة كدمات على الأجزاء المخفيّة..
ولكنّها في المحصّلة..ستمرّ في وقت ما على غير انتظار ..
وسيكون ذلك جزاء لكم على التلاعب و الاستهتار..
وربما بلا سبب معروف..فأنتم هدف موقوف ..
لسهم صائب..سينطلق ذات يوم ..فاستعدّوا للرحلة..
وتزوّدوا للنقلة..ولا أراكم تفعلون ..وأذكّر بذلك نغسي ..
فأنا مثلكم مجرّد متفرّج ..وعندما أعظ ..أكون أولى بالموعظة..
جزاك الله كلّ خير أخي ياسر ..فالموضوع ..والبناء المنطقي ..
والوصف..من الذي أحسنت ..فلك التحية والتقدير..