عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2016, 11:06 AM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

مَظانّ الفوائت القطعية (مصادرها):

مصدر الفوائت القطعية هو ما وصل إلينا من تراثنا الموثوق، وكتب التراث التي تكون مظنة محتملة
للفوائت القطعية أنواعٌ، ومن أهمها:
أ*- دواوين الشعر ومجاميعه كالأصمعيات والمفضليات والحماسات القديمة، وما يلحق بها كالأمالي والتعليقات والمعاني ونوادر الأدب.
ب*- [كتب اللغة المتنوّعة كالمجالس والغريب والنوادر وكذلك رسائل اللغة الصغير ة كالوحوش والحشرات والجراثيم والنخل.
ج- المعاجم نفسها، ولكن أن تكون الكلمة وردت عرضا في جذر غير جذرها، في سياق لغوي أو شاهد، وكان ورودها عارضا، ولم يرد لها أي إشارة في جذرها. وهذا النوع من أغرب الفوائت القطعية، وقد تنبّه الدكتور محمد حسن جبل إلى هذا النوع من الفوائت، في كتابه (الاستدراك على المعاجم العربية) فقال: تبيّن ((أنّ هناك ألفاظا وعبارات فاتت أوسع معاجمنا – أي لم تسجل في مواضعها منها – بالرغم من وجود هذه الألفاظ والعبارات في شواهد تلك المعاجم نفسها، أو في شروح علماء اللغة فيها)) .
وأكتفي بمثال واحد مما ذكره الدكتور جبل، قال: ((جاء في ميع (يعني من اللسان 8/345): والمَيْعة (بالفتح): صمغٌ يسيل من شجرٍ ببلاد الروم... قال الأزهري: ويقول بعضهم لهذه الهَنَة مَيْعة لسيلانه؛ وقال رؤبة:
والقَيْظُ يُغْشِيها لُعاباً مائعا * فَأْتَـجَّ لَفّافٌ بهـا المَعامِعا
ائتجّ: توهج، واللَّفّاف: القيظ يلفُّ الحرَّ؛ أي: يجمعه)) قال الدكتور جبل معقّبا على هذا النصّ: ((لم تُذكر كلمة اللّفّاف (كشدّاد) هذه في (لفف) بأيّ معنى، كما لم يسند في لفف أي استعمال إلى الحرّ أو القيظ أو الرياح.. فينبغي استدراك اللفّاف صيغة ومعنى، أي القيظ، كما ذكر)) قلت: ولم أجد هذه الكلمة في أي معجم من المعاجم، ووروده في اللسان كان عارضا، وفي غير موضعه، وأصاب الدكتور جبل في عدّه من المستدركات الفائتة.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا