عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2013, 03:35 PM
المشاركة 37
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وبعدها تحدث الأديب ابراهيم جوهر فقال:

- أربع مراحل من أجل ا ن تكون ليلى نفسها.
- ليلى ابنة خمسة أعوام يختلط عندها الحلم بالواقع فلا تفصل بينهما، وتصر على أن حلمها واقع قد حصل.
- بامسي: صديق ليلى (المضروب) هو كلب صغير سمين من القماش صنعته أمها وأهدتها إياه في عيد ميلادها الثالث.
- أما الأم هنا فنكتشف أنها قد صنعت بيديها هدية لأبنتها قبل عامين، لذلك حافظت الابنة (ليلى) على الهدية، وسيكسبها هذا اهتماما واتجاها محترما نحو العمل، فالامر لم يكن جاهزا كما الحال اليوم.
- وليلى تسمي الكلب دبا، وهي مصرة على ذلك، إنه دبها، وانه عالمها الخاص الذي تصر على أن تراه كما يحلو لها، فهي تلون عالمها الخاص بها، وتتخيله كما تريده، بل إنها تصر على رؤيته وترتيبه كما يحلو لها، بل إنها تطلق تسميات خاصة بها عليه: دب كلبي! مثلا (ص5).
- إنها بداية تعريفنا على طفلة ( ابنة خمس سنوات ) مبدعة بمعنى من المعاني، مبدعة لانها تتخيل، ولأنها تدافع عن رؤاها وفهمها، ولأنها تعمل بيديها وتخطط وتقرر.
- إنه عالم الأطفال الذي توضحه الكاتبة لمن لا يعرفه، وهو العالم الذي تشير الكاتبة علينا بأن نحترمه، وأن لا نقلق من تصرفات أبنائه إذا أردنا طفلا سويا وسليما نفسيا، كما تدعونا إلى تفهم "عناد" الاطفال كما نسميه، وهو ما يشير إلى استقلالية في آرائهم، ونمو طبيعي لشخصياتهم واستقلالية بعيدة عن الاتكالية وغموض القرار وا لتهرب، التي عادة ما ننمي اطفا لنا عليها دون ان ندرك ونعي.
- واذا تتبعنا هذه التصرفات عند ليلى نجدها قد اتخذت مسارا معنا دالا على نحو الاستقلالية، فهي التي تصر على واقعية حلمها، كما تصر على ان الكلب دب، وهو دب كلبي في إشارة إلى استقلالية الوصف الخارجي للعالم، وايجاد مصطلحات خاصة له بعيدا عن ا لتسميات الموروثة، اذ ان التسميات الموروثة تمثل فكرا قديما، او خاصا بأصحابه، اما التسميات الحديثة الجديدة فإنها تمثل فكرا خاصا للجيل الجديد.
- وهي تصر أيضا على عدم ارتداء كنزتها الصوفية، لأنها تخز وتخدش، فهي تقرر وتختار (لا تنسوا أنها ا بنة خمسة أعوام هنا) ومع ذلك تختار ثوبها المخملي الأزرق المخصص ليوم العطلة، ولا تجيب أمها عندما تناديها، لأنها غاضبة منها.
- إنها (تلخبط) وتخلط اوراق اللعبة المرتبة، لتعيد ترتيبها كما يملي عليها وعيها وتصورها، فالذي قرر أن يكون الثوب المخملي الأزرق مخصصا ليوم العطلة هم الكبار (عالم الكبار)، ولم يستشرها أحد في ذلك، لذلك فإنها تبني عالمها الخاص فهل تنجح؟!! وهل تفشل؟ وماذا تكسب في الحالتين؟ أم ستكتفي بالمحاولة والتجربة وستستفيد حتى من الخطأ.

- الواقع يقول: إن الخطأ مفيد لنا ولأطفالنا، وأن الطفل يتعلم حتى من خطأه، ولا خوف عليه من الانحراف (كما يعتقد الكبار)، وهو يرسم عالمه الخاص ليكون شخصيته الخاصة به ورؤاه الخاصة به، ويعتمد على نفسه بعيدا عن ذويه الذين يحيطونه بحماية زائدة، ويقررون له ما يجب ان يأكل، وما يجب ان يلبس، وما يجب ان يتحدث به، ومن يجب ان يسلم عليه، وماذا يقول له؟ هذا الطفل المقولب الذي نقول عنه مؤدب (وشاطر) لن يكون طفلا مبدعا، وهو يدعو للشفقة والرثاء، وليس للاعجاب.

ملاحظة: على فكره هذا الاستاذ ابراهيم جوهر زميلي في الجامعة وصديقي ويا ريته ينضم لنا في هذه الورشه ، سوف نتعلم منه ونستفيد الكثير.