عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
4885
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
04-24-2015, 06:07 AM
المشاركة 1
04-24-2015, 06:07 AM
المشاركة 1
افتراضي أخـلاق سـادة البشـر – الحيـاء
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
اعلم أخي المسلم أن سادة البشر الحقيقيين ليسوا من بنى مملكة تفنى و إنما من كمل في الدنيا خلقه فنال في الفردوس الأعلى مملكة لا تأكلها النيران .
أخي المسلم : الحياء صفة نبيلة كريمة رائعة , و كيف لا و هي التي تجعل صاحبها يستحي من فضل ربه عليه فيسارع إلى شكر مولاه على نعمه التي لا تحصى , باحثاً عن السبيل لذاك , فيأتيه الجواب أن اعمل بما يفرضه عليك ربك تشكره , دعه يراك حيث أمرك , و أن يفتقدك حيث نهاك , أَطِعه فيما أمرك , و انته عما زجرك , فيسارع الحيي في شكر ربه قولاً و عملاً , غير مُتَوانٍ عن ذلك أو متباطىءٍ , لا متملصٍ و لا ممتعضٍ , قد أدرك فضل المنعم و حق شكره فأبى أن يكون لئيماً جاحداً لا يشكر منعماً و لا يعترف بفضلٍ , شمر عن ساعد الجد و التزم الطاعات و انته عن المعاصي و الذنوب .
و الحياء يدفع المسلم نحو عمل الخير في مجتمعه , فيسارع لنشر الفضيلة و المعروف و البر و الصلة في مجتمعه , جاعلاً مَن حوله سعداء فرحين به و بوجوده , غير متأففين منه و لا ضجرين , راضين عنه و بطول العمر له داعين .
و الحياء يجعل المسلم يأنف من قبيح الأعمال و سيئها , فيبتعد عنها و لا يأتيها , لا ينشرها أو يعلمها أو يرتضيها , أحبت روحه كرام الناس فألفوه و ألفهم , و نَفَرَت من شرارهم فكرهوه و كره صنيعهم .
و فضل الناس على الحيي جبل قد أتعبه و أشقاه , يتقلب في همه و كأنه على جمر قد ألهب جنباه , يقول متى أكافىء صاحبه و من قيده أتحرر و أنساه , فلله دره من امرىء قد حسنت جيرته و عشرته و قرباه .
و أما الجَحود فيرى الحياة مكسباً من هذا و ذاك , و لا يبالي بشعور الناس و لا معاناتهم , و كأنهم خُلِقوا عبيداً له و لشهواته و أطماعه , يدوس عليهم متى شاء , و يعفو عنهم متى شاء .
و الحياء الرائع الجميل هو الحياء الذي يدفع صاحبه للالتزام بشرع الله عزوجل , و أما الحياء الذي يحجز صاحبه عن الحق و عن الامتثال لأوامر و نواهي الإله فهو حياء مَرَضي و على صاحبه أن يتخلص منه .
أخي المسلم : لابد لك من خلق الحياء إن أردت الفوز برضا الرحمن و العيش بجواره في الجنان و التنعم بالأمن و الأمان في الدارين و مع المصطفى العدنان , ذلك لأنك إن ضيعت هذا الخلق فقد ضيعت الدين , و من ضيع الدين فقد ضيع نفسه و أرداها في الهلاك المبين مع العصاة المجرمين و الشياطين الضالين .
- مراجع مساعدة : - الدرر السنية , الموسوعة الحديثة و موسوعة الأخلاق الإسلامية
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 24 نيسان 2015


لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه