عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2011, 09:12 AM
المشاركة 102
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع : مقابلة الكاتب الغزير جمال الغيطاني
أحمد علي الزين: الكتابة فعل ضد النسيان أو محاولة على الأقل لتأبيد اللحظة أو تخليص الحياة من الإندثار من الإندثار الكلي، ولعل الصورة لاحقاً لبّت بشكل أدق هذه الرغبة، والحياة شريط طويل من الصور وكتاب يخطه الزمان، ونساهم به على قدر استطاعتنا. أول صورة تطالع الداخل إلى مكتب جمال الغيطاني صورة لنجيب محفوط التقطها الغيطاني بعدسته هاوياً.
جمال الغيطاني: أنا استمرت فترة غير مصدق، أنا كنت يعني أنا حملت نعشه وظلت بصحبته حتى وري الثرى، لكن كان عندي إحساس أنه اللي في الصندوق مش هو نجيب محفوظ، لأن نجيب محفوظ جزء من كياني أنا، يعني كان في محبة إنسانية غير الصلة ككاتب، وهو من الكتّاب الذين تعلمت منهم بالفعل، يعني العلاقة بالكتابة العلاقة بالوقت وبعدين الصحبة، أنا يعني مثلاً لقاء الثلاثاء ده كان لا يمنعني عنه إلا مرض أو سفر، فظللت فترة لعدة شهور في الفترة الأخيرة بدأت أتأكد أن نجيب محفوظ لم يعد في هذا العالم..

أحمد علي الزين: على أساس هو راح مشوار وبده يرجع وما رجع..
جمال الغيطاني: بالزبط، وأنك لن تلتقي به فجأة في تلك الفترة كنت يخيل رغم أنه لم يكن يمشي في الشارع من عام 94..

أحمد علي الزين: بس كان ظلاله أو طيفه بالمقهى..
جمال الغيطاني: دا صحيح، الأستاذ نجيب قدر لي أن أكون آخر من يراه لترتيب في الظروف ليس لميزة، ويخيل إلي أنه ظل يكتب حتى توقف عن الحياة.

أحمد علي الزين: يبدو في مكان حميم على قلبك هو المقهى مقهى الفيشاوي بعدك ترتاد هذا المقهى بشكل رسمي أو بشكل دايم مثل ما كنت ترتاده بالسابق؟ أم أن حلقة الأصدقاء تفرفطت..
جمال الغيطاني: شوف حضرتك القاهرة القديمة تكون يعني المحصورة ما بين باب النصر وصولاً إلى ميدان القلعة، أنا أحفظها ليس شبراً شبراً ولكن حجراً حجراً، وكما رأيت أنا اعتبر يعني فيه علاقة حميمة جداً مع الناس ومع المكان، هذا المكان أنا عشت فيه ثلاثين سنة، نصف عمري قُضي هناك والنصف الآخر أنا لم أعش فيه فقط لكن عشت رأسياً وأفقياً، جزء من بحثي أو همي الأساسي في الكتابة ألا هو تحقيق الخصوصية علاقتي بالجمالية، فطبعاً دي منظومة من المشاعر ومن العمر لها علاقة بقضية الزمن، الزمن كثيف في هذه المنطقة نتيجة القدم ونتيجة عدد ضخم من المباني والفنون مرتبطة بالعصور السابقة.


أحمد علي الزين: على مستوى التجليات التي كتبتها.. طيب بتقديرك الواحد مع تراكم التجربة وتراكم العمر يعني بيصير ميال أكثر للتأمل والحكمة..
جمال الغيطاني: أكيد طبعاً..
أحمد علي الزين: وأنت هلأ على كل حال بمعظم أعمالك فيه منسوب من التأمل هيك.. الكتابة نوع من التأمل لكن عندك الدوز شوي عالي؟
جمال الغيطاني: شوف أستاذ أحمد لما بدأت الكتابة، أنت طبعاً تكتب في ظل أشكال معينة يحددها النقد تحددها المدارس الفنية المختلفة، أنا لم أكن أشعر براحة، يعني على سبيل المثال كانوا من ضمن قوانين الرواية يُشترط أن يختفي المؤلف طيب أختفي إزاي وأنا اللي كتبت! يعني كيف.. لم أكن مقتنعاً بذلك، وعندما كنت أقرأ كتاباً مثل الحيوان للجاحظ أجده يوقف السرد في لحظة معينة ويورد شعراً أو يفتح هامش أو يذكر حكاية قديمة، لماذا لا أستمتع أنا بهذه الحرية؟ هذا ما بدأت يعني كانت الانطلاقة في الزيني بركات تأكدت أكثر في كتاب التجليات الآن لا يعنيني أي قانون مسبّق، العمل يولد قانونه معه، فأحياناً..



أحمد علي الزين: من الصعب أن توجز حياة وتجارب الناس بسطور، فكيف إذا كانت حياة هؤلاء متقاطعة مع أحداث ومراحل دراماتيكية وشاهدة على تجارب غيرت في الرؤى والمفاهيم والمسارات، لعلنا مع جمال الغيطاني أضأنا بعض نواحي في مسار عمره وتجربته.