الموضوع: قصة صورة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2022, 08:56 PM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: قصة صورة
(2)
أسموه ( قاهر الميركافا)
الميركافا بالعبري تعني ( مركبة) وهي في الحقيقة ليست مركبة عادية إنها دبابة مصنوعة في الكيان الصهيوني، ضخمة جداً تستخدم في القتال، وكثيراً ما استخدمها جنود المحتل في مقاومة المتظاهرين وفي إرهاب الناس باجتياحها للمدن الفلسطينية ، تتسع لطاقم مكون من 4 جنود ويبلغ طول الدبابة 7,6 متر وعرضها 3,72 متر وارتفاعها 2,6 متر وتبلغ من الوزن حوالي 63 - 65 طن. تبلغ أقصى سرعة لها 60 كم في الساعة.
والآن من هو قاهر الميركافا ؟!
إنه ( فارس عودة)
صبي فلسطيني من سكان غزة هاشم في الرابعة عشرة من عمره، كان يدافع عن أرضه باستماتة، ولا يملك سوى الحجارة الصغيرة التي كان يلتقطها من الحارة ويعبئ بها حقيبته قبل أن يذهب إلى المدرسة، ولأن أهله كانوا يخافون عليه كانوا يمنعونه أحياناً من الخروج، فيهرب من النافذة ملتحقاً بجيش الصغار متسلحاً كغيره بالحجارة، فأهل غزة عزل من السلاح ، شعب محاصر منذ قرابة عشر سنوات، أغلق عليهم المحتل البر والبحر، ولأن القهر أحياناً يدفع بالإنسان إلى الوقوف بوجه الريح لصدها، فإن فارس عودة وقف بوجه الميركافا التي كانت تطلق نيرانها هنا وهناك من غير رحمة، والصغير يتصداها بحجارته، وجاء القرار بقتل هذا الصغير
صورة واحدة تاريخية هي التي يمتلكها الشهيد الطفل فارس عودة، التقطت له رغما عنه قبل أيام من استشهاده، لتوضع على تأمين أمه الصحي. بعد تلك الصورة بأربعة أيام، يلتقط مصور صحفي هذه الصورة الحية والتي أصبحت رمزاً تاريخياً ووطنياً للانتفاضة الثانية (2000-2005)، طفل يقف أمام رتل من مجنزرات "الميركافا" والجرافات الاحتلالية الضخمة، وهو يقذفها بحجر.
حين استبدل طريقه إلى المدرسة في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2000 ذاهباً إلى مناطق المواجهات مع جنود الاحتلال المدججين بأعتى أنواع الأسلحة لقهر الفلسطينيين، يذكرأنه كان له خططه الخاصة في الاختباء والتخفي من القبض عليه متلبساً بآثار المواجهات، فكان عندما يغادر المدرسة كان يُخبئ ملابسا ًيستخدمها يومياً خلال المواجهات، وحين ينتهي يُبدلها بملابسه النظيفة التي سيخرج بها صباحاً إلى مدرسته. ونقول روايته أن أمه أعادته من موقع المواجهات أكثر من خمسين مرة ، حيث كان يبقى في ساحة المواجهات حتى ساعة متأخرة من الليل،
وفي اليوم الرابع لالتقاط هذه الصورة كان على موعد مع لقاء الله حين صوب جندي حاقد بندقيته نحو الصغير وأطلق رصاصة من العيار الثقيل أصابت رقبة فارس فأردته قتيلاً وارتقى بذلك شهيداً بإذن الله.