الموضوع: حُلْمُ صَبَاح
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2021, 09:15 PM
المشاركة 18
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: حُلْمُ صباح
حلْمُ صباح

إنَّهُ الوعـدُ في العيــونِ الملاحِ=فاكتَنِفْـنـي بنظرة ٍ يا صباحي!
وأحِطْنِــي بلمسـة ٍ من حنانٍ=طال في ظلمتـي رؤى الأشبـاحِ
يـزرع الليـلُ في جفـونيَ ملحاً=ويرشُّ المــزيدَ فوق جـراحي
وصديقايَ فيه صمتٌ رهيــبٌ=وظـلامٌ ويـا لـهُ من وشـاحِ
يقطعُ الصمـتَ أنَّــة ٌ ونشيجٌ=فأهابُ الصَّـباحَ خوفَ افتضاحي
لعنـةُ الدَّهــر أحكمتْ قبضَتيها=في خناقـي فكم يطول صياحي ؟
أيـُّهذا الصباحُ هل أنت وهــمٌ=أم تخطَّـاكَ تائهـاً مـلَّاحـي!
أم توشَّحتَ في ثيــاب حدادٍ ؟=و تعفَّـرتَ مـن هزيعِ الرياحِ ؟
كنتَ يا صبحُ سلسبيـلَ بهـاءٍ=وعبيـرا ً كنفحــةِ التفَّـاحِ
تسكبُ الأمنياتِ جنَّاتِ عطـرٍ=عصرتْهــا فرائــدُ الأدواحِ
ألـفُ ليلى وألـفُ ليلـةِ أُنسٍ=تنفـثُ السِّـحرَ من كلامٍ مباحِ
قد تكونُ النِّسـاءُ أصدقَ قـولاً=من نبـوءاتِ مـالكٍ وسـجاحِ
غفلتْ والظُّنــونُ صحوةُ لاحٍ=وصحتْ والمـدامُ غفلـةُ صاحِ
كنتَ يا صبـحُ شاطئاً لفـؤادٍ=أغرقتهُ يـدُ الجمـالِ الصُّـراحِ
تنثرُ الآهَ والـدموعَ رمــاداً =بَـدَدا ً يُسْكِنُ الظنـونَ براحي
صدحتْ في البعاد أطلالُ روحي=ببكــاءٍ ويا له من صُــداحِ!
فتنـةَ الروحِ لا تُطيلي انتظاري=ليس في العشـق فسحة ٌ للمراحِ
بين جفنيكِ مستـراح ٌ لصـدري=ووســاد ٌ على ضفاف النُّواحِ
يشعلُ العـاذلونَ في الحب ناري=وسبيـلي إلـى الردى نُصَّاحي
أيُّها اللائمونَ لـو كـان رشداً=لَهَدَتْني إلى الهـدى أطمـاحي
فـأنا والحبيبُ يـوم اعتنقنــا=نشوةُ الـطِّلِ في عيـونِ الأقاحي
وسـقاني سـلافة ً ليس فيـها=من مزاج ٍ يَشِينُهــا بافتضـاحِ
وأشـاح الزمـانُ عنِّي وعنــهُ=مستريحـا ً على شــفا الأقداحِ
أيُّهـــا العازفونَ لحنـاً شجيـاً=مـن بكائـي ومن صهيلِ جراحي
أيُّها السائلونَ... كلُّ مصـابٍ=في فـؤادي وتحت ريش جناحي
أيُّهـا الطالبـونَ عيشـاً رضِيَّاً=أين من عيشكم جنونُ ريــاحي؟
جنَّةُ الخُـلْدِ لو بدنياي مـرَّت=لـم تُفِدْنـي بســاعةٍ لارتياحِ
وهمومــي إذا ركبتُ شــهاباً=أدركتنـي بطرفها اللمَّــــاحِ
فـأعنِّـي بغفـلةٍ يـا زمــاني=وأعِـدْ لـي لساعـةٍ مصباحـي!
هـكذا ليلتي فكيف سأمضـي=قصَّـةَ العمر ؟ هل يطلُّ صباحي؟
3/3/2009
مُعلَّقةٌ باذخةُ الشعرِ والشجن، حقُّها أن يرجِعَ الزمنُ لِتجاورَ المُعلقات على جدارِ الخُلد
وأما هذه الأبياتُ:
أيـُّهذا الصباحُ هل أنت وهــمٌ=أم تخطَّـاكَ تائهـاً مـلَّاحـي!
أم توشَّحتَ في ثيــاب حدادٍ ؟=و تعفَّـرتَ مـن هزيعِ الرياحِ ؟
والبيتُ الأخير:
هـكذا ليلتي فكيف سأمضـي=قصَّـةَ العمر ؟ هل يطلُّ صباحي؟

فأكادُ أجزِمُ بأنَّ امرأَ القيسِ لو قرأها ما كتبَ عنِ الليلِ ما كتبَ وتناقلتْه الأجيال!

أوجعتْ قلبي حدَّ الخوفِ من إعادةِ قراءتِها
هو وجعُ الشعر الشعر يسري في القلوبِ عزفُهُ على قيثارةِ الألم!!!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة