عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
5783
 
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


رشيد الميموني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
597

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
تطوان / شمال المغرب

رقم العضوية
9563
01-05-2011, 05:23 PM
المشاركة 1
01-05-2011, 05:23 PM
المشاركة 1
افتراضي أنا و أنت .. و الصمت
أنا و أنت .. و الصمت



أحيانا أسائل نفسي مدفوعا بالفضول عن كنه علاقتي بك وعن مدى معرفتي بك ، فأقف حائرا و أعجز عن تخطي ما يشبه حجابا سميكا يفصلني عن إدراك الحقيقة .. و أتخذ قرارا بصرف ذهني عن كل هذا لكني أجد نفسي من جديد أتقصى طيفك المراود لي في يقظتي كما في منامي .
هل كنا متواعدين منذ الأزل ؟ أم أننا التقينا صدفة ؟ .. ربما كان زماني مختلفا عن زمانك فعدت أنا إلى الماضي السحيق أو أنك أتيت من غياهب المستقبل .. أو ربما كنا نحن الإثنان لا ننتمي للزمان ولا للمكان .. ماذا تمثلين لي ومن أنا بالنسبة إليك ؟ لشد ما يحيرني أنني كلما دنوت منك ابتعدت ، وكلما نأيت عنك هرولت نحوي . ولشد ما يربكني هذا الحوار الصامت الذي يدور بيننا .. يربكني لأنني حين أبوح و تبوحين ، وحين أسر إليك بما يعتلج قلبي وتفضين إلي بكل خفايا نفسك أجد نفسي لا أفقه شيئا .. فتثورين كما أثور و تصرخين فأصرخ حتى نكل وتخفت أنفاسنا اللاهثة ويسود الصمت .. عندئذ أشعر أنني أفهمك جيدا و أنك تلمين بكل شيء ، مدركة تماما كل ما أريد الإفصاح عنه ..
تطلبين من صمتي أن يغازلك فأفعل .. و أطلب من صمتك أن يحضنني فلا تترددين .. و أنتشي كما تنتشين فنلتحم معا وننصهر في بوتقة تلملم كل الأزمنة و كل الأمكنة .. وأفسح المجال لنفسي كي تحلم قليلا ..
في حلمي هذا الغارق في لذة الصمت أراك قبالتي تزيدين توهجا .. فتبدين تارة نجمة و تارة أخرى أقحوانة .. و أحيانا حورية .. وأشكل باقة ورد لك لكنني أفضي زمنا طويلا للحاق بك حتى تذبل ورودي فأستنكف أن اقدم لك ورودا ذابلة ، وأعود أدراجي لأشكل من جديد باقة أخرى..
حين أناجيك تتراقص جدائل شعرك المتماوج على إيقاع الريح و تسرح عيناك إلى هناك حيث الأفق المتورد من وهج خديك .. وما بين لمعان عينيك و تورد وجنتيك أدرك أن العشق قد تسلل إلى خلاياك عبر مسامك و أن الشوق قد تغلغل في أعماقك وعشش في حشاك .
و حين يطول صمتنا و يتوهج عشقنا تنتابك الهواجس ويستبد بك القلق فتفضين إلي بما يؤرقك وتلحين علي كي نهرب بعيدا عن الأعين و لآذان .
هنا ينتهي حلمي وأنتبه إلى أنني يجب أن أتكلم دون أن أدري ما سوف أقوله .. هكذا كنا وهكذا نحن .. لا أدري كيف جمعتنا الصدف .. لكنني على يقين من أنني يوما ما سأدرك من أنت ومن تكونين بالنسبة لي .. و هذا لن يتأتى لي إلا حين يسود الصمت من جديد بيننا .
أين أنت الآن ؟ .. لا أدري.. أو ربما كنت أدري ما دمت أشعر بدبيب أنفاسك وتضوع روحك وهي تحوم من حولي فتجعل فنجاني يهتز طربا و نشوة .
أعرف أنك تراقبينني في صمت .. تتلهفين لرؤيتي و وتشتهين مشاكساتي وغالبا ما يثيرك هدوئي وتعملين جاهدة على أن أتصرف تارة بنزق صبياني وتارة أخرى بحدة و قسوة تذرفين على إثرها دموعا .. أنا أيضا أهفو للحظات تستشيطين فيها غضبا وتبدين في أوج ثورتك .. هل نتصرف بسادية تجاه بعضنا البعض أم أننا نتلذذ بالألم ونبحث عن المعاناة ؟
أعلم أيضا أنك تنظرين بكل فضول إلى فنجان قهوتي و أنا أرتشفه على مهل و تودين اقتحام خاطرتي لتلمي بكل جديد ، لأنك تعلمين علم اليقين أن كل أفكاري ستكون مضوعة بعطرك موشاة بألوان طيفك .