الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2021, 11:17 PM
المشاركة 3244
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كشكول منابر
قال أحدهم:

عشتُ طول عمري في الغربة.. وأنا أذرف الدموع شوقاً لأهلي..
ثم إذا زرتُ أهلي.. وجدت نفسي غريبة بينهم..
فاتتني أخبارهم وتحولاتهم..
وصرتُ فقط ضيفة عندهم!
لأشتاق لوطن المهجر مرة اخرى..
قدتطول بنا الحياة ثم نكتشف أن كل مرحلة من مراحل حياتنا هي غربة..
وقد نعيش أياماً.. نكون فيها غرباء حتى في بيتنا..
وسط أهلنا..
نعيش ونحن ننكر الكثير من الأمور على المكان الذي تعتبره وطننا.. ونتمنى وطناً غيره..
ثم نعيش وننكر أغلب أنماط الحياة في الوطن الآخر ونشتاق للعودة إلى الوطن..
ثم نكتشف.. بين هذا وذاك.. أن لا موطن حقيقي لنا في الدنيا..
إنما هي محطات..
نهايات وبدايات..
والمحطة الأخيرة.. الوطن الحقيقي.. المثوى الأخير..
هو بيتنا في الجنة..
ملكية أبدية أزلية ما دامت السموات والأرض..
بيتنا الحالي.. سينتقل لغيرنا..
وأملاكنا.. سيرثها ويوزعها ويبيعها ورثتنا..
أولادنا.. سيتزوجون ويغادروننا.
أزواجنا.. قد يُخلصون لنا.. أو يتزوجون غيرنا..
والدينا.. سيرحلان..
اخوتنا.. سيتشتتون بحثاً عن أرزاقهم..
البشر من حولنا يذهبون..
وما نمتلكه حقا" . هو ملكية مؤقتة.. ستذهب إلى غيرنا عندما نفقد أهليتنا في الحياة..
حتى ما نكتبه في النت
ستغلق كلها وكأنها لم تكن..
الموت… هو النهاية الحقيقية للغربة.. وهو البداية الحقيقية للعودة الى حضن الوطن
لذا..
عندما نعيش بين تلاطم أمواج الغربة طوال الحياة..
فإن الشيء الوحيد الذي يجب أن نفكر فيه.. هو ما الذي سنتركه في هذه الغربة..
لنمتلكه غدا بعد موتنا.. على أرض وطننا..
بيتنا الحقيقي في الجنة ولكن بانتظار أن ندفع ثمنه هنا..
فأوصلوا حبلكم بالله ..
وادفعوا ما استطعتم من بضاعة الدنيا ثمناً للٱخرة...
ولنتذكر..
إن الرسول عليه الصلاة والسلام.. كان قبره في المدينة.. وليس في مكة..
وإن أغلب الصحابة.. من المهاجرين والأنصار.. قبورهم حول العالم.. خارج أوطانهم الحقيقية..
الوطن ليس ما نولد فيه أو نحمل جنسيته..
ولا ما نعيش طفولتنا فيه أو نشب عليه..
ولا ما نتزوج أو ننجب أو نبحث عن رزقنا فيه..
الوطن هو المكان المؤقت الذي نبيع ونشتري فيه من أعمال الدنيا…
ثمناً لشراء أوطاننا الحقيقية في الاخرة إن شاء الله.....
اللهُم أعنا على بناء ملكيتنا في الٱخرة