عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2011, 03:20 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأستاذ أحمد فؤاد صوفي

أولاً أشكرك جداً على تفاعلك وأقدر مرورك ومشاركتك واهتمامك.


اقتباس " لقد قرأت نظرياتك التي تحوي شيئاً غير قليل من الفلسفة بالطبع . .وأرى بأن ما جئت به عن نظرية اليتم ليس خاطئاً أبداً . .ولكن اليتم والموت والمآسي . . كل ذلك ليست أسباباً منفردة للإبداع بالطبع . . .لأن الأديب الحقيقي الذي يرفل في ثوب سعادة معقول . . وغير محتاج اجتماعياً أو مادياً . .فبإمكانه أن يتخيل وضع إنسان بائس مثلاً فيكتب عنه قصة أو رواية أو شعراً . .ويمكنه أن (يتدبر أمره)ويبدع . .
وذلك مثل الممثل . . الذي يتقمص أدواراً قد تشبه شخصيته . . أو قد تغايرها تماماً . . ولكن يمكننا أن نقول . . بأن الحاجة أو المآسي . . بشكل عام . . يمكنها أن تدفع الإنسان ( الذي يملك الموهبة في روحه بالطبع) إلى الإبداع . ."



- مع احترامي وتقديري ربما كنت في بدايات بحثي اطرح بأن اليتم هو السبب الوحيد للإبداع ، وذلك كنتيجة لملاحظة أن عدد كبير من المبدعين العباقرة والقادة الأفذاذ الخالدون هم أيتام، ولكن مع تعمقي في البحث اتضح أن اليتم ليس السبب الوحيد حتماً وإنما يمثل أهم سبب على الإطلاق لحدوث دفق هائل في كيمياء الدماغ ينتج عنه طاقة هائلة (طاقة البوزيترون) تكون في أعلى حالاتها عند الأيتام وهي الفئة التي أمكن رصدها إحصائياً، ولذلك نجد أن أعظم المبدعين والعباقرة والقادة الخالدون هم من الأيتام حصراً.



لكن هناك حتماً عدد هائل من الأسباب الأخرى التي يكون لها وقع على الدماغ فيحدث دفق في كيمياءه وبالتالي تولد الطاقة البوزيترونية والتي هي مصدر الإبداع وتقل كمية الطاقة المتولدة كلما قل الحدث أو الصدمة أو الفجيعة المسببة لدفق الطاقة في الدماغ.



بمعنى لو تخيلنا أن لدينا سلم من عشر درجات يكون اليتم في أعلى السلم من حيث الوزن ويؤدي إلى أعلى نسبة من الطاقة بمعنى أن العلاقة طردية هنا، لكن موت الجد مثلاً ربما يأتي في النقطة 9 وموت الأخ أو الأخت في النقطة 8 وموت رفيق الصف في النقطة 7 ومشاهدة الموت أي كان في النقطة 6 وموت الهرة في النقطة 5 ، والإعاقة الجسدية (نظرية التعويض في النقطة 4) وهكذا وقد قدرت أن وعي الإنسان بذاته وقدرته على التخيل وما ينتج عنه من قلق يقع في النقطة واحد من سلم الاوزان التي نتحدث عنها هنا وهو السبب الذي يعتبره أصحاب الفلسفة الوجودية بأنه محرك الطاقة الإبداعية ولكنني وعندما درست سيرة حياة نيتشه وسارتر وجدت أنهم أيتام فهم بنوا فلسفتهم على افتراضات خاطئة.


إذاً الحديث عن أن التيم هو السبب الوحيد لم يعد قائماً وإنما هو أهم الأسباب ..وقد تكون تراكمات مآساوية بعيدة عن الموت (الفقر، وبيوت الصفيح، والتشرد، الفيضان) لها وقع عظيم في توليد تلك الطاقة البوزيترونية الكامنة في ثنايا الدماغ وينهل منها الابداع..



ولمزيد من التوضيح يمكن القول إن هناك عدد هائل ربما لا يمكن حصره من الأسباب التي يمكن أن تصيب الإنسان بصدمة على شاكلة ما يحدث عند وقوع الفجيعة (فجيعة الموت)، وهذه الصدمة تؤدي إلى تغير في كيمياء الدماغ، وهذا التغير في كيمياء الدماغ يوفر البيئة الصالحة لولادة الطاقة البوزيترونية اللامحدودة (سيتم شرح ذلك في مكان آخر في الوقت المناسب للحفاظ على السبق العلمي هنا) في قوتها ولكن وحيث أننا تمكنا من ملاحظة وحصر وإحصاء أن أكثر الناس خلوداً وعبقرية وإبداع هم أيتام صار لا بد من القول أن تجربة الموت هي السبب في إحداث أعلى حد من الدفق الكيماوي في الدماغ وكلما اشتد الدفق كلما كانت الطاقة الناتجة أقوى ولذلك تكون المخرجات الإبداعية أعظم وأكثر خلوداً.



وفي كل الأحوال حينما نراجع قائمة العباقرة والمبدعين الأفذاذ الخالدون الأيتام لا يمكننا إلا أن نقر بالعلاقة المحتملة بين الأمرين فالأمر يتجاوز حدود الصدفة حسب الدراسات الاحصائية. كما أن الدراسات التحليلية تؤكد نوع من العلاقة بين تجربة اليتم والعبقرية كما يظهر في المخرجات الإبداعية وتلك الشواهد تكون أحياناً واعية وأحياناً أخرى غير واعية.. كما في قصيدة dady للشاعرة سيلفيا بلاث وقصيدة يتيم الشعر ليتيم الشعر وقصيدة حرمان الطفولة - اليتيم - للشاعر فؤاد الزهراني مثلاً.



كما أن الدراسة التحليلة تؤكد وجود علاقة بين توقيت اليتم وطبيعة المخرجات الإبداعية وحتى الصفات الشخصية فمثلاً لوحظ أن دكتاتوري أمريكا اللاتينية "أولاد أرامل" وهم أيتام في سن المراهقة.




كما أن هتلر ونابليون ولينين وستالين وكل القادة الأشداء عبر التاريخ أيتام، أيتام في سن المراهقة، بينما لا يمكن تجاهل أن هناك علاقة بين عبقرية نيوتن الإستثنائية وتعدد مجالات الإبداع عنده ويتمه المبكر حيث فقد أباه قبل الولادة.



ولو أنك مثلاً قمت على التعمق في دراسة الأفذاذ أصحاب العبقريات البارزة لوجدت أنهم عانوا من يتم مكثف ومبكر وربما وفي أحيان كثيرة متكرر.




تصور مثلاً أن ليندا بايرن كتبت كتاب "السر" بعد وفاة والدها ونسترأدامس كتب كتابه نبوءات بعد موت زوجته وابنته وابنه...والمتنبي ظل بيننا لأنه شديد اليتم، والإمام الشافعي كان له ذاكرة فوتوغرافية لأنه يتيم، والإمام أحمد كذلك، وحافظ ابراهيم من العصر الحديث لديه ذاكرة فوتوغرافية، وشقرون من تونس تنبأ بالثورة وهي متشابهة في كل الثقافات فنجد مثلاً أن إدغار آلن بو وجان جينيه وهذا الشاعر هنا وذلك الشاعر الإيطالي كلهم يشتركون في تجربة الفقد المبكر.




والأمثلة كثيرة ومتعددة والقائمة تطول __ ولك بعض الأسماء المبدعه الأيتام هنا،،،،،،
http://www.mnaabr.com/vb/showthread....؟؟-دراسة-بحثية




وخلاصة القول:

حتى لو افترضنا أن الولادة ليست صدمة بذاتها والتي غالباً ما يصرخ كنتيجتها المولود، وأن هذا المولود ظل يعيش حياته دون أي صدمات من أي نوع، ولو أن ذلك افتراضاً مستحيلاً، ولو افترضنا أن ذلك ممكنا لوجدنا أن نسبة قدرة هذا الشخص على التخيل والإبداع أقرب إلى الصفر، بينما لو مر شخص آخر بعدد من الصدمات منذ ولادته بما في ذلك صدمة الولادة فسنجد أن من مر بالصدمات قد تشكل لديه قدرة أعظم على الإبداع والتخيل، أي كان لديه نشاط ذهني أعظم. ولذلك أقول إن ما جعل نيوتن أعظم عالم ومكتشف للنظريات العلمية هو حجم مآسيه وتوقيتها المبكر.


ولا بد من ذكر أنه قد تم ملاحظة أن دماغ الطفل الجنين يتأثر بالعوامل الخارجية خاصة الصدمات أو الفجائع حتى وهو في رحم أمه وذلك ما جاء في فيلم وثائقي بثته البي بي سي قبل أشهر يشير إلى ذلك الأثر المسجل علمياً.

ولذلك أيضاً، نخطئ حين نتصور أن الفجيعة تترك أثراً فينا فقط عندما نكون قد بلغنا درجة معينة من الوعي والرشد، بل إن كل الدلائل تشير إلى أن الأثر يكون أعظم كلما كان الوقت مبكراً على وقت وقوع الفجيعة، ولكنها قد تتضخم في حالة تكرارها لاحقاً، فموت الزوجة والأبناء، كما حدث مع نسترأداموس مثلاً، يحرك الآم فجيعة موت الأم فيكون الأثر ضخماً مهولاً يؤدي إلى قدرات استثنائية وقد تصيب الإنسان بالذهول، والذهول هو مؤشر على دفق هائل من كيمياء الدماغ يمكن أن يتحول إلى طاقة إبداعية هائلة وفي أعلى حالاتها لاحقاً وقد يكون مدمراً إذا لم تتوفر عوامل تعمل على إعادة توجيه تلك الطاقة بحيث تخرج على شكل مخرجات إبداعية فيحقق الإنسان التوازن ويخرج من دائرة العزلة والصمت والتدمير الذاتي ويحقق المعجزات بقدراته الذهنية المتدفقة.