الموضوع: الأدب الإفريقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2011, 10:45 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





غانا Gana:

اشتهرت المنطقة المسماة اليوم غانا باسم بلاد الذهب وساحل الذهب وذلك لكثرة الذهب في مناجم غالام Galam وبامبوك Bambouk. وقد استوطنت قبائل أشانتي معظم أراضي غانا الجنوبية، وتوسعت في مثلث السهوب والأدغال مما جعلها في مواجهة تأثيرات الشرق. وكانت أشانتي قد انفصلت عن قبيلة بولي. وإذا كانت قبيلة بولي قد اهتمت بموارد أرضها الطبيعية، فإن قبيلة أشانتي اهتمت بالموارد الموجودة تحت الأرض، وأبدع فنانوها روائعهم الجميلة من الذهب، مماجعل حضارتهم وفنونهم ذات طابع ذهبي. أما المنحوتات الخشبية والمعدنية فإنها تتميز بأبعادها الصغيرة.



وهكذا فإن الدمى الصغيرة المعروفة باسم أكوآبا Akua’ba، التي كانت الفتيات الصغيرات يحملنها، كثيراً ما تتصف بالتجريد. كما أن الموازين النحاسية الصغيرة الجميلة والتقليدية كانت مستخدمة في مساومات مسحوق الذهب.


وكانت أهم منحوتاتهم مصنوعة من الطين المشوي بأنماط مختلفة تميز بها فن أشانتي. وذكر وليم فاغ أنه عثر على أحد نماذجها في كاجيبي Kajebi في شمال بلاد إيوي Ewe اليوم.


كل ذلك يؤكد أن مملكة أشانتي التي اتخذت كوماسي عاصمة لها، والتي ازدهرت في القرن العاشر والحادي عشر بعد الميلاد، أسهمت جدياً في نشوء الفن الإفريقي وتطوره، وإن تكتل جماعات ساراكولي Sara- Kolles جعل منها قوة مهمة لها معتقداتها الروحية، وفنونها المحلية المتميزة.


يقول عبد المنعم شميس وكامل عبد المجيد في كتابهما عن غانا «... يعدّ النحت في غانا الفن الرئيس بدلالته، والنحات الغاني مازال يقدم إنتاجه من الخشب والعاج والمعدن...».


وإذا كان الرجل قد تفنن في إبداع المنحوتات، فإن المرأة أبدعت في ميدان الفخار. ثم إن الرسم، وفن الحفر على الأقنعة، وإبداع الآلات الموسيقية، وفن الرقص بأنواعه المتصلة بالسحر والحرب والنساء، كل هذه تمثل مفهوماً عن حركة فنية أصيلة وجميلة في غانا.



ومن روائع فنون غانا مايلي:

ـ دمية من شخصين متماسكين بالأيدي بحركة إيقاعية، من فنون أكوآبا كانت نساء أشانتي يحملنها في انتظار مولود.

ـ صنجات لوزن الذهب لها شكل إنساني متميز بالبساطة.

ـ تمثال جنائزي له رأس كبير مستدير وعينان شاخصتان ويدان تشكل كل منهما نصف دائرة.



بنين Benin:

كانت مملكة بنين من أشهر الممالك التاريخية في منطقة
أحراج غربي إفريقيا، فقد تأسست قبل 1300م. ومرت على المملكة الكثير من المنازعات الداخلية والحروب مع من حولها، ثم خضعت المنطقة للاستعمار الأوربي.


وفي سنة 1960 حصلت المنطقة الرئيسية على الاستقلال باسم جمهورية داهومي Dahomey. ثم تغير الاسم في سنة 1975 وأصبح جمهورية بنين. والأعمال الفنية التي تتحدث عنها الفقرة التالية تعود إلى عصر مملكة بنين.


كان الفن وثيق الصلة بالسلطة مع اهتمامه بالمتطلبات الروحية والحياة اليومية، وقد عبرت المنحوتات عن مظاهر الملك وسلطته الزمنية، وكانت، في الوقت ذاته، تحمل طابعاً روحياً لأن الاعتقاد السائد كان يعدّ الحاكم من ذات إلهية.


ومن أهم الأعمال الفنية:

ـ لبوة تقف على قدميها وترفع يدها اليمنى وتبسط يدها اليسرى بحركة إنسانية ربما كانت تمثل غليغلي Gléglé ابن الملك غيزو Ghézo.

ـ الملك بيهانزين Behanzin وهو ابن الملك غليغلي، ويظهر في صورة سمك القرش واقفاً رافعاً يده اليمنى وباسطاً يده اليسرى.

ـ قناع جنائزي كان يوضع في القبور الملكية، يتميز بأهميته الفنية ووظيفته التقليدية.

ـ تمثال رب الحرب من الحديد عدّه جان لود Jean Laude، في كتابه عن فنون إفريقية السوداء، من روائع النحت العالمي.

ـ منحوتة تمثل جرّة ترفعها يدان ترمز إلى ضرورة الوحدة لحماية المملكة وإنقاذها.

ـ منحوتة تمثل الملك بيهانزين يقطع رجل العدو ناغو Nago موحياً بعبارته: إني سمك القرش.

ـ منسوجات ذات مشاهد متعلقة بالغناء الجنائزي.


وتجدر الإشارة إلى أعمال فنية أخرى تعدّ هدايا ودية متميزة بالجمال، تتألف من «القرع» أضفى فن الزخرفة عليها جمالاً، وقد اعتاد الشباب إرسال هذه النماذج، التي تتألف زخارفها من شارات عاطفية لها أهمية رمزية، إلى الفتيات تودداً.





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)