عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2012, 03:49 PM
المشاركة 4
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:100%;background-color:black;border:3px double red;"]
ب – منحى يرى أنه يجب التعامل مع الأدب الموريتاني من منظور علمي بحث ومن منظور الوعي بالحاضر والإدراك للوجود الآني. وهذا المنحى هو الذي يجب أن يسير فيه البحث الجاد والرصين، وهو الذي ينبغي أن يسود المشهد الثقافي الموريتاني إذا أريد له الخروج من مآزقه. علاوة على هذا، فهو – كما يقول أحمد ولد حبيب الله – "المنحى الذي يخيل إلينا أنه هو الممكن علميا وعمليا."([3])
ولعل من أهم الدراسات التي شهدتها الساحة النقدية الموريتانية المعاصرة دراسة الأستاذ أحمد بن حبيب الله المعنونة "بتاريخ الأدب الموريتاني." وهي دراسة ضخمة الحجم، إذ تقع في حوالي ثلاث وثمانين وسبعمائة صفحة من القِطْع المتوسط، وقد صدرت في طبعتها الأولى عام 1996 بدمشق ضمن منشورات اتحاد كتاب العرب. وهي عبارة عن خلاصة جامعة للمجهودات التي بذلها الدارسون والباحثون الموريتانيون في سبيل تأريخ الأدب الموريتاني وتأصيله وتصنيفه. وهي الدراسة التي نعتزم في هذه الورقات المحدودات تقديم قراءة مركزة لها.
لقد استهل أحمد ولد حبيب الله دراسته بمقدمة طويلة بعض الشيء (من ص 5 إلى ص 17) خصها بالتعريف بأدب موريتانيا، وأومأ فيها إلى أهمية موضوع بحثه وصعوباته الجمة، واستعرض في ثناياها جهود الدارسين السابقين في هذا المضمار، وذكر مظانه الرئيسة المعتمدة في صوغ مواد بحثه وعناصره مُجْمِلا إياها في أربع دراسات رأى أنها تمثل – بحق – محاولات رائدة وجادة في مجال البحث في أصول الأدب الموريتاني وتطوره؛ ويتعلق الأمر بدراسات ولد أَبَّاهْ وابن احميدة وابن الحسن وابن عبد الحي. وعرض الباحث في هذه المقدمة كذلك المحاور البارزة لدراسته، ودعا الدارسين العرب بعامة والموريتانيين بخاصة إلى مزيد من الجُهد والجَهد وتنسيق أعمالهم بغية النهوض بالأدب الموريتاني ورد الاعتبار إليه بعد مدة طويلة من التهميش والتغييب... إلخ.
وبعد الخطاب المقدماتي، ينتقل الباحث إلى الحديث عن فصول كتابه الستة فصلا فصلا. وفيما يلي سنقف عند هذه الفصول كلها محاولين تقديم خلاصة مركزة لكل واحد منها على حدة، ومناقشة بعض القضايا البارزة فيها. ولتكن البداية بالفصل الأول:
[/tabletext]