عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2011, 05:13 PM
المشاركة 215
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (49)




طَرِيْقُ النَّارِ




أذوبُ ومنْ بسحركِ لا يذوبُ
وسهمُكِ رغمَ بعدكِ لا يخيبُ


أذوبُ جوىً وتُرهقُني جراحي
وقد عزَّ المُجرِّبُ والطبيبُ


أتوبُ إليكِ إنْ أذنبتُ يوماً
وأمَّا عن غرامكِ لا أتوبُ


أحبُّكِ لو عرفتِ مدى التياعي
وقد بَعُدَ المقرِّبُ والقريبُ


لَمَا أسرفتِ في في هجري شُهوراً
أخِبُّ بها وتلفظُني الدروبُ


* * *

سئمتُ على مدى الخمسينَ عمري
يعاندُني بهِ القدرُ الرهيبُ


وأنتِ .. وأين أنتِ من احتراقي ؟
ومن شوقي فهل هدأَ الوجيبُ


وقلتُ : لعلَّ ليل السُّهدِ ولَّى
ومن ناري أضاءَ ليَ اللَّهيبُ


صباحَ دخلتِ في خفرٍ غريبٍ
وهدْهَدَ مُهجتي أملٌ غريبُ


وقلتِ وفي عيونكِ ألفُ وعدٍ
" صباحُ الخيرِ " وانتشرتْ طُيوبُ


وغِبتُ بعالمٍ للسحرِ يزهو
على كلِّ العوالمِ لا أجيبُ


ونَبَّهَني حياؤكِ قلتُ أهلاً
فعادَ لحُمرةِ الخدِّ الحليبُ


* * *

فكيف مضيتِ ؟ كيف بَعُدتِ حتى ؟
تمكَّن من وضاءتكِ الشُّحوبُ


أما كنَّا تعاهدْنا بليلٍ ؟
ربيعيٍّ به خفقتْ قلوبُ


تغيبُ نجومُه إمَّا ظهرْنا
ويغمرُنا الصباحُ ولا تغيبُ


ومرَّ العامُ يحملُ ذكرياتٍ
ولا أحلى وموسمُه خصيبُ


فما أخلفتِ لي وعداً حبيباً
ولم أَلمسْ بحبِّكِ ما يُريبُ


حنانكِ .. إنْ نَسيْتِ فلستُ أنسى
وهل ينسى حبيبتَه الحبيبُ ؟


وذنبكِ أنَّ حبَّكِ كان طفلاً
طريق النارِ أوَّلها ذنوبُ





1986