الموضوع: تصوّر
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2021, 04:29 PM
المشاركة 15
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: تصوّر
بعد الإضافة

بين الذين نجلّهم
الموت قافلةُ العطاءْ
كانت سماتُ الأهلِ
داخلةً شمالاً
باتجاه القلب
للقدر المُخبّأ، لانفراج الكفّ.. نرفعها
فترفعُنا العيون إلى السماءْ
لكنّما الأحلامُ تسبقنا،
ويخذلنا الوفاءْ
وتعود خاوية كما تُلقى الدِّلاء
ظمأى يؤرقها اشتهاء
الصومُ يُضنيها
وما في العَين ماء
***
يا أيها الطاووسُ مهلاً
بائسٌ مَن جرَّ ذيل الخُيَلاء
يا أيها المغرور بالدنيا
ويُغريك التمنّي بالبقاء
كم خائبٌ هذا الرجاء
تمضي على دربٍ
ومهما طال يلقى حتفهُ
ذات انقضاء
فلتخلع الأوزار وازرع غرس خير ٍ
إنَّ خير الغرس ِ غرسٌ في حقول الفقراء
***
يا من تحلّى في اليمين بفضة ٍ
واختال حتى الانتشاء
مهلاً حذار ِ
فليس في اليسرى رجاء
والمرء يرسم منتهاه إذا تدبّر واعياً
فهو النعيمُ إذا تعقّل واقتفى أثر الهدى
وإذا تردّى في غيابات الضلالة والسُّدى فهو الشقاء
***
النفسُ تائقة إلى مرآتها
لكنها ما بين شقي الرحى
شغفٌ وخوفٌ
كلما وقفت خشوعاً
وهي تنظر في خباياها
بلا ستر ٍ عليها أو غطاء
تخشى مواجهة الحقيقة ِ
حينما تعرى بلا زيف ٍ
بلا كذب ٍ
وينكشف الخفاء
إذ ذاك تدرك كل نفس ٍ كُنهها
تصفرُّ شاحبةً وقد عزَّ الدواء
وترى الخطايا تشرخ المرآة َ
تخنق نورها
والصورةُ الحسناءُ يغمرها الغبارُ
ويستبدُّ بها عويلُ الخزي ِ والخذلان ِ
والألوانُ مقفرةٌ
وقد عزّ الضياء
النفس والمرآة
ما هذا اللقاء ؟!
***
هذا أوان البسمة الصفراء
في شفةِ المراوح تنتشي
وخبيئة الأحلام يكشفها المساءْ !
والمستحيل يراود الرغبات ِ
يُسعدها ويُشقيها
يُمنيّها فترقص ُ بانتظار ٍ غدٍ صبوحٍ
مثل أحلام الطفولة ِ
ثم يحملها إلى جبلٍ ويُلقيها إلى وادٍ سحيق ٍ
وهو يضحك ُ
كم يقهقهُ ساخراً
ومواكبُ الرغبات زاحفة ٌ إليه
ولم تع ِ الدرس البليغ
وما تزال دُمىً بأيدي المستحيل
بها يُسلّي النفس َ ثم المنتهى في قعر ِ واد ٍ من هباء
لكنها الأيام تُغري
علّ ما يأتي يواري سوءة الماضي
ويجلو عتمة الليل المعتّق بالأسى
وبخيبة ٍ تجترُّ سيرةَ خيبة ٍ
هيهات ترسو الأُمنياتُ على شواطئ راحة ٍ
للجرح أنهرهُ
وصرخته التي تأبى الرقادَ
وليس يخبو في العيون لهيبُ قافية البكاء
فمتى سيبتسم الصباحُ وقد رمى كل المآسيْ خلفه
وتفوح ُ رائحة الغيوم من السماء
ويضمُّ عاطرُ غيثها شغف البراري في النفوس
وينتشي فرحٌ وقد عزَّ الهناء !