عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
8078
 
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي


طاهر عبد المجيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
165

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2010

الاقامة

رقم العضوية
9160
09-17-2010, 06:54 PM
المشاركة 1
09-17-2010, 06:54 PM
المشاركة 1
افتراضي الخُرُوجُ مِنَ العُزْلَة
إلى كل أولئك الذين يعانون من عزلة قاتلة، واستيقظت عقولهم ذات يوم فوجدوا أنفسهم في سجون ثلاثة هي على التوالي:
القدر الوراثي، والاستلاب الاجتماعي، والاستبداد السياسي.
إلى كل هؤلاء الذين يحلمون بالخلاص من هذا القهر ثلاثي الأبعاد أقدم هذه القصيدة.


الخروج من العُزلة
د. طاهر عبد المجيد


آنَ الأوانُ لأن أُغادرَ عُزلتــــي
وأعيش عُمْري بعدها مُتمــــردا

آنَ الأوانُ لفتحِ كـــل نوافـــذي
للشمسِ في كلِ الفصولِ مُجدَّدا

ما عدتُ أحتملُ البقاءَ كمــا أنا
شبحاً يخافُ من الصباحِ إذا بَدا

يومي كأمسي لا جديد كأنمــــا
عَثَرَ الزمانُ به فأصبحَ مُقعـــدا

وأنا وراء الليل أنتظـرُ الـــذي
يأتي ولا يأتي ليمنحني غَــــدا

أصحو على صوتِ الطيورِ فأنتشي
وأقولُ هل لــــي مثلها أن أُنشـــدا

وأبثُ للأزهارِ مـا بي ربمـــــا
شعرت بأحزاني فبلَّلهــا النَّـدى

فتهاجر الكلمات مــــن قلبي إلــــى
شفتيَّ «كالسَّلَمون» تختصرُ المدى

وهنــــاك تختتمُ اللقــاء برقصــــــةٍ
هي آخر الرقصات في عرسِ الردى

لتعود من نفسِ الطريقِ صغارها
يوماً وتذهبُ كل آمالي سُـــــدى

ويفيضُ من عيني السؤالُ إلى متى
وبأي ذنبٍ قـــــد خُلقتُ مُقيَّـــــدا؟

ووضعتُ في سجنٍ صغيرٍ ما لهُ
باب بكلِ خليـــــةٍ قـــــد شُيِّـــــدا

أمشي إلى ذاتي وظلــــــي واقفٌ
بمكانــــهِ وكأنهُ قــــد أُجهــــــدا

أَتُراهُ ضـــاقَ بصحبتي أم أنـــهُ
يخشى على خطواتهِ أن تَنفـــــدا

ما زلتُ أسألــهُ ويهربُ قائــــلاً:
لــم تُعطني وقتاً لكــــــي أتزودا

حتــى اكتشفتُ بأن ظلي لم يكن
ظلي وصوتي لم يكن إلا صدى

وبأن شخصاً آخراً في داخلــي
هو من يُحركني كثوبٍ مُرتدى

هو سجنيَ الثاني فكيف دخلتــــهُ
ومتى وهل سيزورني فيه الردى؟

أم يا تُرى سيزورني فــي ثالثٍ
لما يزلْ متربصاً بي كالعـــدى؟

* * *
ما اعتدتُ أن أَهَبَ الحروف نقاطها
لأقول شيئاً واضحــــــاً ومُحــــدَّدا

ما اعتدتُ أن أضعَ السؤال على فمي
أو أن أُحـــــدِّق فـــي المــرايا جيِّدا

ما اعتدتُ أن أُعطي الحقيقة فرصةً
أُخرى ووقتاً كافياً كـــي تشهـــــدا

وتركتهـــا زمناً تُحارب وحــــدها
عني ولـم أمــــدد لنصرتها يـــــدا

ما اعتدتُ قبل اليوم قتل عواطفـي
وعلـــــيَّ مُنذُ الآن أن أتعـــــودا

وعليَّ أن أسعى إلى حُريتــــــي
وأموتُ مراتٍ إلى أن أُولـــــــدا

وأسلُ سيفَ الشك لا أُلقي بــــه
حتى أرى سيف الحقيقة مُغمدا

وأرى العقول تقوم في محرابها
طول الليالي لا تكــــلُّ تعبُّــــدا

وتصوم حتى الموت إن هي لم تجد
إلا طعامــــاً جاهـــــزاً مستـــوردا

ولســوف أقتحمُ القلوب بحـــــــده
وأطارد الكلمات كـــــي أتأكَّــــدا

أن الذيــن يُشاركــــون بثورتـــــــي
لن يُخلفوا – مهما جرى - لي موعدا

ضيعتُ من عمري الكثيرَ ولم يعدْ
في العمرِ ما يكفي لكـــــي أتردَّدا



د. طاهر عبد المجيد