الموضوع
:
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
09-09-2010, 12:05 PM
المشاركة
334
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
اريكسون
من
المؤكد ان حياة أريكسون لم تكن ذات اثر يسير في تفكيره ونظرياته التي عالج من
خلالها ازمات الشخصية في علاقتها بالوسط الاجتماعي .
فقد ولد أريكسون سنة 1902 في
فرانكورت
–
المانيا
وبعدها بقليل مات ابوه فتزوجت امه من طبيب الأسرة الذي كان يرعاه وهو في المهد وعشق
الفن ولم يستجب لزوج امه الذي اغراه بالطب . وقبل المراهقة بقليل انتقل الى فينا
حيث عمل مدرسا لدى اسرة كانت على علاقة شخصية بعالم التحليل النفسي المشهور سيجموند
فرويد . فاتيحت له رؤية فرويد عن قرب وعلى مستوى غير رسمي ، ولهذا تأثر به طوال
حياته
.
وعمل بالتحليل النفسي والعلاج
والتدريس والبحث والممارسة الخاصة الى ان حصل على درجة الاستاذية بجامعة هارفرد في
علم النفس الارتقائي سنة 1962
.
كان
معروفا عنه وداعته وحبه للعمل فقد كان يتولى دوما اكثر من عمل في وقت وأحد ولو انه
كان خجولا في الأماكن العامة ومتحفظا في التعبير عن افكاره
.
وربما لهذا السبب تاخر في طباعة اول كتاب له وكان ذلك في
سنة 1950 . ولو ان الخوف من الكتابة فارقه بعد ذلك فنشر كثيرا من الكتب اهمها
:
حقيقة غاندي ، الاستبصار والمسؤولية الذاتية ، أزمة الشباب . اما عن تطوره النفسي
الاجتماعي فلندع نظريته تتكلم على نفسها ( ابراهيم ، 1987: ص94
) .
نظرية أريكسون في تطور الهوية
تعد نظرية اريك اج أريكسون
*
من ناحية المبدأ امتداداً لنظرية
التحليل النفسي لفرويد . فقد كان متأثرا بفرويد ليس من خلال قراءاته فحسب وانما من
خلال الاتصال والاحتكاك الشخصي . وقد التقى الاثنان في عدة مناسبات اجتماعية ،
وفيما بعد خضع أريكسون لتحليل نفسي من قبل انا فرويد . وعلى اية حال فان هنالك
عدداً من الاختلافات المهمة بين نظريتي فرويد وأريكسون . إذ تبدو نظرية أريكسون
اكثر ارتباطا بالواقع الحالي . فمصطلحه " أزمة الهوية " يرتبط ارتباطا وثيقا بحالة
منتشرة على نحو واسع في اواسط الشباب على الرغم من ان هذا المصطلح لا يعد متعلقا
بظاهرة جديدة كليا اختلف أريكسون مع فرويد في نظريته فقد اهتم بكل مراحل حياة
الإنسان ولم يقتصر على مرحلة وأحدة ، فضلاً عن اعتقاده بالدور الايجابي للذات
(Ego)
ودورها المركزي وسيطاً جيداً بين "الهو
Id "
و " الذات
العليا
Supper Ego " .
وهو يرى أن الذات الصحية او السليمة
(Healthy ego)
تكون
في تماس مع الرغبات الأساسية وكذلك القيم الاجتماعية المتمثلة في الذات العليا
وتعد وجهة نظر أريكسون اكثر انسانية من
تلك التي تعود لفرويد إذ يتعامل مع الجانب الذاتي للحياة وكذلك مع تقدير الشخص
لذاته وللآخرين . ونرى ان تأكيده على الجانب الحياتي ( البايولوجي ) اقل من تأكيده
على الخصائص الاجتماعية فيما يتعلق بتطور الشخصية فقد أكد أريكسون على دور الوالدين
في تشكيل الشخصية وتصويرها وكذلك نراه يعطي كثيراً من الأهمية لأدوار الاشقاء
والاقران والمجتمع في المجال نفسه. وعلى العكس من فرويد كانت توجهاته نحو الشخصية
المريضة أقل ليتجه اكثر نحو صنع شخصية صحية . كما كان اكثر تفاؤلا من فرويد . ذلك
انه سلم بان الأشخاص يمكن ان يتغيروا نحو الأسوأ في أثناء تطور شخصياتهم ولكنه كان
يصر على ان التغيير نحو الأفضل يحظى بفرصة جيدة في أعمار المراهقة
وهو يحافظ على المنطلقات الأساسية المستمدة من التحليل
النفسي لفرويد ولكنه يدخل تعديلات مهمة على دوافع الصراع وإضافات على الصورة
الاجمالية العامة لمراحل النمو وبخاصة المراحل الأخيرة من الحياة وقد اشار أريكسون
الى مراحل التطور النفسي الجنسي للشخصية عند فرويد ، مؤكدا وجود مراحل حرجة للنمو ،
وان التغيرات النمائية في المراحل اللاحقة تعكس محتوى
العمليات التي مر بها الفرد
او حققها في الطفولة المبكرة . الا ان اختلافا جوهريا بينهما يتجلى في ان أريكسون
يرى ان الشخصية لا تكون محددة في الطفولة المبكرة وانما يستمر نموها طوال حياة
الإنسان ، لان خبرة الفرد تزداد يوما بعد يوم
، ويختلف مع فرويد في تفاؤله بان الاخفاق في مرحلة ما
يمكن ان يصحح بالنجاح في المراحل الآتية ومن هنا يمكن القول بان أريكسون ادخل
تعديلا على نظرية النمو النفسي الجنسي لفرويد في ناحيتين هما
:
اولاً : تأكيد التفاعل المتبادل ، وربما اكثر من فرويد
بين المحتوى الاجتماعي والمراحل البيولوجية المعينة
.
ثانياً : التوسيع في عدد المراحل من خمس الى ثماني مراحل
اما فيما يخص توسيع أريكسون النظرية
النفسية الجنسية ، وإضافة مراحل أخرى ، فان احسن إضافة معروفة هي ما يعبر عنه مصطلح
"
هوية الانا
" ( Ego-Identity )
الذي هو نتاج الصراع الذي يحدث في اثناء البلوغ للوصول
الى عقدتي اوديب والكترا في المرحلة القضيبية . وقد اعطى أريكسون عند توكيده للجهد
الذي يبذله الفرد من اجل اكتشاف مكانه في العالم والوصول بنجاح الى طبيعته الموحدة
، اعني بلوغ هوية الانا أهمية لمرحلة المراهقة
.
واستخدم أريكسون في نظريته فكرة مطالب النمو محاولا تفسير
صراع القوى الداخلية مع مطالب البيئة واثر ذلك في الفرد ، مشددا على اثر الثقافة
والمجتمع والتاريخ في تشكيل الشخصية ، وربما يعود ذلك الى تأثره بالمختصين في علم
الإنسان ممن اتصل بهم امثال روث بيندكت
( Ruth Benedict )
وماركريت ميد
(Margaret mead )
وهنري مورأي
( Henry Morray )
فضلا عن ان دراسته لطرائق تربية الطفل بين الهنود في
قبيلة السايواكس في ولاية داكوتا الجنوبية عام 1938 وقبيلة يورك في شمال كاليفورنيا
عام 1939 اثر في كثير من أعماله المهنية اللاحقة فمن خلال نتائج اتصالاته بهاتين
القبيلتين الأمريكيتين الهنديتين بدأ أريكسون يلاحظ أعراضا لا يمكن تفسيرها
باستعمال نظرية فرويد التقليدية
يرى
أريكسون ان النمو الإنساني يمر عبر مراحل متسلسلة ولكل مرحلة اهدافها واهتماماتها
ومهماتها ومخاطرها . ويرى كذلك ان هذه المراحل متكاملة
(Interdependen)
اذ
ان النجاح في اتمام مهام مرحلة نمائية يعتمد على حد كبير على النجاح في اجتياز
المهام النمائية المرتبطة بالمراحل النمائية التي تسبقها . ويؤكد ان الفرد يواجه في
كل مرحلة من مراحل النمو أزمات نمائية
( Development crisis )
تتضمن كل أزمة صراعاً بين بدائل ايجابية
وأخرى غير صحيحة وان الطريقة التي يحل بها الفرد هذا الصراع ويجتاز بها الأزمات
تؤثر في رؤيته لنفسه والمحيطين به فيما بعد. كما ان الإخفاق في حل المشكلات
المرتبطة بالمراحل المبكرة يمكن ان تترك اثارا مؤذية على حياة الفرد فيما بعد ، الا
ان اصلاح الاذى ممكن في مراحل لاحقة من حياة الفرد. ويرى أريكسون ان هوية الفرد
تنمو من خلال سلسلة من الازمات وهي التي تؤدي الى نمو الشخصية او نكوصها فالفرد
مرغم على التفاعل مع المحيطين به ومن خلال هذا التفاعل توجد لدى الفرد فرصة لتطوير
شخصيته السوية وتحدث مرحلة تعلم الهوية في مقابل اضطراب الهوية في سن المراهقة إذ
يقوم المراهق بعملية تجريب هويات مختلفة وانتقاء الهوية المناسبة وتبدو هذه العملية
من خلال التغيرات التي تطرأ على اهتمامات المراهق وميوله وتفكيره وصداقاته وأنماط
سلوكه ومعاييره ومعتقداته ومثله العليا ويقوم الأباء بمساعدة أبنائهم باتجاهاتهم
الإيجابية في تطوير إحساس الأبناء بهوية واضحة مستقلة وقد يعاني عدد من المراهقين
من مشاعر الاضطراب في الهوية ويعبرون عن ذلك على شكل عصاب وتمرد وخجل وشك
وانطلاقا من جهود أريكسون في تحديد حاله
الهوية يرى مارشا
( Marcia , 1985)
ان هناك
اربع حالات للهوية عند المراهقين
:
1-
الهوية
المحصلة : وذلك عندما يتخذ المراهق خيارات وقرارات واقعية
.
2-
الهوية المكبلة : وذلك عندما يتخذ المراهق قيماً واهدافاً
خاصة بالآخرين
.
3-
الهوية
الغامضة : وذلك عندما لا تكون لدى المراهق خطط واضحة
.
4-
الهوية المؤجلة : وذلك عندما يكون المراهق في حالة نضال
لاتخاذ القرار لتحقيق هوية واضحة
.
وكان
لأريكسون الفضل في ادخال هذا المفهوم (أزمة الهوية) في نظريته عن النمو النفسي
بوصفه حلقة ضمن سلسلة حلقات تصور كل منها وجود مواجهة بين الفرد والمجتمع وقد بدأ
في ادخال مفهوم الهوية سنة 1950 ثم استمر يطوره حتى سنة 1974 ويعكس هذا المفهوم
–
عنده
الادوار والتوقعات المصاحبة لها التي يتوقع الفرد ان يقوم بها في المستقبل والى
جانب هذا او ذاك يستبعد أريكسون العوامل الثقافية سواء منها ما يتصل بالقيم السائدة
لدى الجماعات المرجعية او القيم السائدة في المجتمع ككل
.
واستخدم أريكسون مصطلح أزمة الهوية لوصف حالة المراهق
الذي يخبر الانفصال الذي يكون العديد من المصادر أولها هو الانفصال عن الخبرات
السابقة للشخص اما المصدر الثاني فيتمثل بالتغيرات في الجسم والشكل ويتمثل المصدر
الثالث في حث جديد يرتبط بعدم التحقق في مجال الممارسة ، والتغيرات الناتجة في موقع
الشخص والادوار المتوقعة التي تخلق الموقف الذي يجد المراهق فيه صورته المتكونة على
انه لم يعد الشخص نفسه الذي كان في السابق
وفضلا عن وجهة نظر أريكسون في هوية المراهق يشير جان
كروكر
( Jan Kroger )
في كتابه عن الهوية في المراهقة
" Identity in Adolescence "
الى جهود اربعة منظرين اخرين وهم : بلوس
( Blos )
وكولبرك
( Kohlberg )
ولوفنجر
(Lovinger )
وكيجان
( Kegan )
، وعلى
الرغم مما قدمه هؤلاء المنظرون من نماذج نظرية فان الانموذج النظري لأريكسون قد حظي
بالريادة وباهتمام عدد من الباحثين على امتداد العقود السابقة ومنذ منتصف الستينات
مراحل النمو النفسي الاجتماعي
:
يذهب اريكسون الى القول بان عملية
التطبيع الاجتماعي تمر بثماني مراحل ، وهو متأثر في ذلك بعمق باتجاهات فرويد في هذه
المراحل ، وقد افترض أريكسون هذه المراحل افتراضا ولم يتوصل اليها عن طريق أعمال
تجريبية . وقد مكنت خبرات أريكسون الطويلة في العلاج النفسي ، وخاصة مع الأطفال
والمراهقين ، من وضع درجة كافية من الوقائع الاجتماعية التي يعيشها الفرد ليجعل
منها خطة ناجحة في توجيه الانتباه الى مشكلات النمو الاجتماعي . ويرى ان كل مرحلة
من المراحل الثماني تمثل أزمة نفسية تتطلب الحل قبل ان يتمكن الفرد من الانتقال الى
المرحلة التالية بسلام
ويرى أريكسون ان
هذه المراحل مرتبة وفق نظام هرمي متسلسل ، وان كل أزمة تحل على نحو ايجابي او سلبي
، وان الحل الايجابي لأية مرحلة يعتمد على النجاح السابق والإحساس باستمرارية الفرد
نفسه والشعور بقوة الذات ، اما الفشل او الحل السلبي فانه يؤدي الى الشعور بالوحدة
والإحساس بانه شخص غير مالوف ومن هنا ينظر أريكسون الى نمو الإنسان وتطوره على انه
عبارة عن سلسلة من الصراعات فالشخصية يجب ان تكافح وتتغلب على صراع خاص في كل مرحلة
، وكل صراع موجود بشكل كامن في الولادة ولكنه يبرز في مرحلة معينة من النمو فحسب
وذلك عندما تتطلب البيئة من الفرد مجموعة من المتطلبات ، واطلق أريكسون على هذه
المواجهة او التحدي مع البيئة اسم الأزمة
لقد وصف أريكسون مراحل النمو التي تحدث في ثماني مراحل
تمتد من مرحلة الطفولة حتى مرحلة الرشد ، على انها تغير في كفايات الفرد التي تنبثق
من خلال سياق التوقعات الاجتماعية ، ولقد نظر أريكسون الى عملية النمو بوصفها
نتاجاً لدرجة معينة من الصراع او التوتر في كل مرحلة من المراحل النمائية التي
يكافح فيها الفرد من اجل التكيف لمتطلبات الثقافة وفي الوقت نفسه يحاول ان يحافظ
على فرديته ووجوده الشخصي. ويمكن ايجاز المراحل والازمات التي تقابل كل مرحلة في
الاتي
:
1.
المرحلة الفمية الحسية
:
الثقة في مقابل عدم الثقة
( Trust versus mistrust )
يؤكد أريكسون على هذه المرحلة والممتدة من الولادة
وتستمر الى الشهر الثامن عشر من حياة الطفل تأكيده على المراحل الأخرى لكنه يربط
الحقبة الزمنية لكل مرحلة بالفروق الفردية التي يعطيها الدور الرئيس لتحديد طول او
قصر كل مرحلة من مراحل النمو ويكون اعتماد الطفل في هذه المرحلة على الوالدين ،
وخاصة الأم في تقديم ما يحتاجه الطفل فاذا وجد الطفل طعامه جاهزا عندما يشعر بالجوع
، واهتمت به امه عندما يحتاج الى الاهتمام يتطور لديه الشعور التام بالراحة
والطمأنينة والثقة ، ومن العوامل الرئيسة في تطوير هذا الشعور الانتظام في تقديم ما
يلزمه وتلبيه حاجاته الملحة ، ويرى أريكسون ان الطفل سيمتلك فهما او حسا للثقة
Trust
اذا ما حصل على امومة جيدة في حين يكون كثير الخوف والقلق
عندما تكون امومته سيئة وغير مراعية لحاجاته بالشكل الصحيح فاذا تمت رعاية الطفل في
بدء حياته ورضاعته باشباعه من ثدي الأم مضيفة اليه حرارة الالتصاق بها بحب وحنان
نشأ الطفل وقد غرست فيه الثقة والشعور بالأمن ، واحسن دليل على ذلك هو استطاعة
الطفل تحمل غياب الأم عنه دون شعور بالقلق ، لثقته انه يتمكن من الاعتماد عليها في
اشباع حاجاته ، ويمكننا حينئذ القول بان الطفل قد مر بهذه المرحلة بسلام . اما اذا
اسيئت معاملة الطفل في السنة الاولى من حياته ، فانه ينشأ فاقدا للشعور بالأمن
والثقة في الناس وفي نفسه وتقابل هذه المرحلة المرحلة الفمية عند فرويد
2.
المرحلة الاستية العضلية
:
الاستقلالية مقابل الشك والخجل
( Autonomy versus shame and doubt )
تبدأ هذه المرحلة من عمر (18) شهرا وتستمر حتى السنة
الثالثة من عمر الطفل وتتميز هذه المرحلة بتطور نمو الطفل البايولوجي كي يكون
مستقلا عن الآخرين إذ يرغب الطفل في اداء الأفعال بنفسه ليثبت قدراته ومهاراته
الحركية الجديدة في التحكم والقفز وقدراته العقلية وعندما لا يسمح للاطفال بممارسة
إرادتهم ، يعتقد أريكسون بانه ينشأ لديهم الشعور بالخجل والعار في علاقاتهم مع
الآخرين كما يتولد لديهم الإحساس بالشك في أنفسهم ، وقد تتاح للطفل الفرصة لاستخدام
جهازه العضلي والسيطرة عليه فاذا كان نصيب هذه المحاولات النجاح ( كما يقول أريكسون
)
فان الطفل سينمو لديه الإحساس بالاستقلال والكفاية وضبط النفس ، واذا ما قصرت هذه
المحاولات وكان نصيبها الإخفاق فقد الإحساس بالكفاية والاستقلالية وسوف يؤثر هذا
الإحساس في المراحل التالية من مراحل النمو النفسي ، وتقابل هذه المرحلة عند
أريكسون المرحلة الشرجية عند فرويد
.
ينمو عند الأطفال بسرعة عدد من القدرات الجسمية والعقلية
.
ولأول مرة يستطيعون القيام باشياء كثيرة لأنفسهم ، يبدؤون بالمشي ، والتسلق ،
والدفع ، والسحب، ومسك الشيء او رميه ويستطيعون الاتصال بالآخرين والتفاهم معهم على
نحو اكثر فاعلية ويفخر الأطفال كثيرا بهذه المهارات والقدرات التي ظهرت عندهم توا ،
ويرون ان يعملوا وينجزوا لأنفسهم كل ما يمكنهم عمله . ومن بين كل القدرات الجديدة
يضع أريكسون تأكيداً خاصا على تلك التي تشمل مسك الأشياء والاحتفاظ بها او طرحها
(Holding on and latting )
فهو يعد هذه الأنواع من السلوك نماذج أولية وبدائية
لسلوك الصراعات والاتجاهات اللاحقة . وهكذا يمارس الأطفال " إرادتهم المستقلة " ومع
انهم لا يزالون يعتمدون على والديهم فهم يرون أنفسهم أشخاصاً او قوى قائمة بذاتها
.
فهم يرغبون في ممارسة الإرادة ويصبح السؤال الرئيس الى أي حد سيسمح لهم العالم
ممثلا في الوالدين ان يؤدوا ما يستطيعون تأديته بالسرعة والوقت اللذين يناسبانهم ؟
وهناك يحدث تصادم وتضارب بين إرادة الوالدين وإرادة الطفل والاختيار الرئيس هو
مسألة التدريب على استعمال المرحاض او حالة تنظيم اجتماعي لحالة غريزية
وبذلك يتفق أريكسون مع اخرين في التحليل
النفسي مثل سيجموند فرويد وماركريت مهلر
( Margaret Mahler )
في وجهة النظر القائلة بان تحقيق الاستقلالية وشيء من الانفصال عن الأم هو من
الغايات الأساسية للنمو الطبيعي في سنوات ما بعد الرضاعة
3.
المرحلة الحركية التناسلية
:
المبادأة مقابل الإحساس بالذنب
( Iditiative versus Guilt Sensorg )
تبدأ هذه المرحلة من عمر (3) سنوات وتستمر حتى بلوغ
الطفل السنة السادسة ، ويحتاج الأطفال في هذه المرحلة الى متطلبات الإحساس
بالمبادأة فهم يبحثون بنشاط عن الفرص للقيام بعدد من الأعمال ومن خلالها يحققون
الإحساس بفعاليتهم في البيئة
ولابد
للطفل في هذه المرحلة من التحرك والانطلاق في بيئته دون الاعتماد على الوالدين او
من يقوم مقامهما فاذا حدث ذلك يمكن القول ان الطفل قد طور شعورا بالمبادأة ، اما
اذا استمر الطفل في الاعتماد الشديد على والديه فانه يطور شعورا بالذنب لانه يشعر
انه مازال عاجزا عن تلبية توقعات المجتمع في التفاعل مع بيئته مستقلا عن والديه
وهذه المرحلة تماثل المرحلة القضيبية
عند فرويد ، وتقابل هذه المرحلة حقبة ما قبل المدرسة وهي حقبة نشاط اللعب المتلاحق
عند الطفل السوي ، فاذا وجد الطفل انه يلفت اهتمام والديه ورفاقه وهو منطلق في
العابه وتخيلاته ، ويجتذبهم للوقوف عنده ومجاراته ومداعبته فانه يزداد نشاطا وتزداد
مهاراته . اما اذا اعيق عن اللعب او تم اهماله ولم يكترث به أحد ، او تم زجره وصده
واسكاته ، فانه ينطوي على إحساس بالخوف والذنب
والطفل في الرابعة والخامسة من عمره يريد ان يكتشف أي نوع
من الأشخاص يستطيع ان يكون وهو يرى بوضوح ان هذا يتضمن القدرة على ان يعمل انواعا
معينة من الأشياء وعلى هذا يلاحظ باهتمام بالغ ما يعمله الراشدون من حوله ابواه ،
بائع اللبن ، سائق عربة النقل
….
الخ ، ويحاول ان يقلد سلوكهم ويرغب في ان يشارك في
انواع نشاطهم وهذه هي حقبة الخيال للطفل
.
وهناك تطور اخر في هذه المرحلة
–
المبادرة بهيأة
تخيل
–
هو رغبة الطفل في تملك الوالد من الجنس الاخر ، يصاحبه شعور بالمنافسة مع الوالد من
الجنس نفسه . ويجب على الوالدين في هذه المرحلة عدم معاقبة الطفل فاذا عاقبوا الطفل
منعوا هذه المبادرات ، واذا تسببوا في جعله يشعر بان تلك المبادرات الجديدة هي شيء
(
سيء ) فسوف تتكون لدى الطفل مشاعر الذنب ، والشعور بالذنب يستمر ويلون كل انشطة
المبادرة الذاتية في الحياة المستقبلية ولكن اذا قاد الوالدان مبادرة الطفل هذه
بالحب والفهم فسيتمكن الطفل من الحصول على مفهوم خلقي للتميز بين السلوك المسموح به
والسلوك غير المسموح به ويمكن توجيه مبادراته نحو اهداف اكثر واقعية واكثر قبولا
اجتماعيا وسيكون الطفل عندئذ على الطريق الصحيح السوي في رحلة النمو لتكوين مفهوم
الكبار للمسؤولية الأخلاقية
–
وبكلمة أخرى تكوين الانا العليا
.
4.
مرحلة الكمون
:
المثابرة مقابل الإحساس بالنقص
( Industry versus Inferiority sensory )
تبدا هذه المرحلة عند بلوغ الطفل السنة السادسة من
العمر وتستمر حتى يبلغ الثانية عشرة وقد اطلق أريكسون على هذه المرحلة اسم ( مرحلة
العمر المدرسي
) (Erikson , 1959 )
اذ يرى ان بالطفل حاجة لان يجد مكانا ضمن الأطفال
الآخرين في مجموعته العمرية لكنه عاجز عن شغل مكان مساو لذلك في المجتمع الذي يشغل
الكبار فيه مكانته ، وهذا ما يعده أريكسون الوجه القطبي الذي يتجلى عنه تعارض
المفهوم الصناعي للمجتمع ومشاعر النقص عند الطفل ، وإحساس الكبار بان الطفل مازال
كائنا
غير مكتمل يؤثر عليه من خلال تاثير مشاعر النقص الناجمة عن عدم كفاية الحلول
للصراعات المتقدمة ، والطفل عندما يقارن نفسه بوالده فأنه سيعاني من إحساس بالذنب
ويتولد شعوره بالنقص نتيجة المقارنة ، لذلك فانه يحاول علاج مشاعر الذنب والنقص
باستثمار كل الفرص ليتعلم من خلال تصرفاته وتجاربه ومن خلال مهاراته الأولية
الأنماط الحضارية التي يتطلبها مجتمعه . ويتمتع الطفل بحرية في عمل الأشياء على نحو
جيد فهو يستخدم عدد من مواقف الحياة الواقعية في ممارسة لعبه وفعاليته . كما يميل
الاولاد والبنات الى الانفصال عن بعضهم بعضا في لعبهم وعاداتهم ، ومع ذلك يلاحظ
اشتراك أحد افراد الجنس في اللعب مع الجنس المغاير في بعض الاحيان ، ويطلق عدد من
العلماء على هذه المرحلة مرحلة الانجاز او الانتاجية مقابل الشعور بالدونية وتحدث
هذه الأزمة في المدة ما بين مرحلة رياض الأطفال ومرحلة البلوغ ويجب على الطفل في
هذه المرحلة ان يكون قادرا على القيام بافعال واشياء بطريقة جيدة ، وان فشله في
الانجاز يقوده الى تطوير الشعور بالدونية
http://www.elssafa.com/vb/showthread.php?t=12851
.
رد مع الإقتباس