عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2010, 12:05 PM
المشاركة 334
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اريكسون

منالمؤكد ان حياة أريكسون لم تكن ذات اثر يسير في تفكيره ونظرياته التي عالج منخلالها ازمات الشخصية في علاقتها بالوسط الاجتماعي .
فقد ولد أريكسون سنة 1902 فيفرانكورتالمانياوبعدها بقليل مات ابوه فتزوجت امه من طبيب الأسرة الذي كان يرعاه وهو في المهد وعشقالفن ولم يستجب لزوج امه الذي اغراه بالطب . وقبل المراهقة بقليل انتقل الى فيناحيث عمل مدرسا لدى اسرة كانت على علاقة شخصية بعالم التحليل النفسي المشهور سيجموندفرويد . فاتيحت له رؤية فرويد عن قرب وعلى مستوى غير رسمي ، ولهذا تأثر به طوالحياته .

وعمل بالتحليل النفسي والعلاجوالتدريس والبحث والممارسة الخاصة الى ان حصل على درجة الاستاذية بجامعة هارفرد فيعلم النفس الارتقائي سنة 1962 .
كانمعروفا عنه وداعته وحبه للعمل فقد كان يتولى دوما اكثر من عمل في وقت وأحد ولو انهكان خجولا في الأماكن العامة ومتحفظا في التعبير عن افكاره .
وربما لهذا السبب تاخر في طباعة اول كتاب له وكان ذلك فيسنة 1950 . ولو ان الخوف من الكتابة فارقه بعد ذلك فنشر كثيرا من الكتب اهمها : حقيقة غاندي ، الاستبصار والمسؤولية الذاتية ، أزمة الشباب . اما عن تطوره النفسيالاجتماعي فلندع نظريته تتكلم على نفسها ( ابراهيم ، 1987: ص94 ) .


نظرية أريكسون في تطور الهوية
تعد نظرية اريك اج أريكسون* من ناحية المبدأ امتداداً لنظريةالتحليل النفسي لفرويد . فقد كان متأثرا بفرويد ليس من خلال قراءاته فحسب وانما منخلال الاتصال والاحتكاك الشخصي . وقد التقى الاثنان في عدة مناسبات اجتماعية ،وفيما بعد خضع أريكسون لتحليل نفسي من قبل انا فرويد . وعلى اية حال فان هنالكعدداً من الاختلافات المهمة بين نظريتي فرويد وأريكسون . إذ تبدو نظرية أريكسوناكثر ارتباطا بالواقع الحالي . فمصطلحه " أزمة الهوية " يرتبط ارتباطا وثيقا بحالةمنتشرة على نحو واسع في اواسط الشباب على الرغم من ان هذا المصطلح لا يعد متعلقابظاهرة جديدة كليا اختلف أريكسون مع فرويد في نظريته فقد اهتم بكل مراحل حياةالإنسان ولم يقتصر على مرحلة وأحدة ، فضلاً عن اعتقاده بالدور الايجابي للذات (Ego) ودورها المركزي وسيطاً جيداً بين "الهوId " و " الذاتالعلياSupper Ego " . وهو يرى أن الذات الصحية او السليمة (Healthy ego) تكونفي تماس مع الرغبات الأساسية وكذلك القيم الاجتماعية المتمثلة في الذات العليا
وتعد وجهة نظر أريكسون اكثر انسانية منتلك التي تعود لفرويد إذ يتعامل مع الجانب الذاتي للحياة وكذلك مع تقدير الشخصلذاته وللآخرين . ونرى ان تأكيده على الجانب الحياتي ( البايولوجي ) اقل من تأكيدهعلى الخصائص الاجتماعية فيما يتعلق بتطور الشخصية فقد أكد أريكسون على دور الوالدينفي تشكيل الشخصية وتصويرها وكذلك نراه يعطي كثيراً من الأهمية لأدوار الاشقاءوالاقران والمجتمع في المجال نفسه. وعلى العكس من فرويد كانت توجهاته نحو الشخصيةالمريضة أقل ليتجه اكثر نحو صنع شخصية صحية . كما كان اكثر تفاؤلا من فرويد . ذلكانه سلم بان الأشخاص يمكن ان يتغيروا نحو الأسوأ في أثناء تطور شخصياتهم ولكنه كانيصر على ان التغيير نحو الأفضل يحظى بفرصة جيدة في أعمار المراهقة
وهو يحافظ على المنطلقات الأساسية المستمدة من التحليلالنفسي لفرويد ولكنه يدخل تعديلات مهمة على دوافع الصراع وإضافات على الصورةالاجمالية العامة لمراحل النمو وبخاصة المراحل الأخيرة من الحياة وقد اشار أريكسونالى مراحل التطور النفسي الجنسي للشخصية عند فرويد ، مؤكدا وجود مراحل حرجة للنمو ،وان التغيرات النمائية في المراحل اللاحقة تعكس محتوىالعمليات التي مر بها الفرداو حققها في الطفولة المبكرة . الا ان اختلافا جوهريا بينهما يتجلى في ان أريكسونيرى ان الشخصية لا تكون محددة في الطفولة المبكرة وانما يستمر نموها طوال حياةالإنسان ، لان خبرة الفرد تزداد يوما بعد يوم، ويختلف مع فرويد في تفاؤله بان الاخفاق في مرحلة مايمكن ان يصحح بالنجاح في المراحل الآتية ومن هنا يمكن القول بان أريكسون ادخلتعديلا على نظرية النمو النفسي الجنسي لفرويد في ناحيتين هما :
اولاً : تأكيد التفاعل المتبادل ، وربما اكثر من فرويدبين المحتوى الاجتماعي والمراحل البيولوجية المعينة .
ثانياً : التوسيع في عدد المراحل من خمس الى ثماني مراحل
اما فيما يخص توسيع أريكسون النظريةالنفسية الجنسية ، وإضافة مراحل أخرى ، فان احسن إضافة معروفة هي ما يعبر عنه مصطلح " هوية الانا " ( Ego-Identity ) الذي هو نتاج الصراع الذي يحدث في اثناء البلوغ للوصولالى عقدتي اوديب والكترا في المرحلة القضيبية . وقد اعطى أريكسون عند توكيده للجهدالذي يبذله الفرد من اجل اكتشاف مكانه في العالم والوصول بنجاح الى طبيعته الموحدة، اعني بلوغ هوية الانا أهمية لمرحلة المراهقة .
واستخدم أريكسون في نظريته فكرة مطالب النمو محاولا تفسيرصراع القوى الداخلية مع مطالب البيئة واثر ذلك في الفرد ، مشددا على اثر الثقافةوالمجتمع والتاريخ في تشكيل الشخصية ، وربما يعود ذلك الى تأثره بالمختصين في علمالإنسان ممن اتصل بهم امثال روث بيندكت ( Ruth Benedict ) وماركريت ميد (Margaret mead ) وهنري مورأي ( Henry Morray ) فضلا عن ان دراسته لطرائق تربية الطفل بين الهنود فيقبيلة السايواكس في ولاية داكوتا الجنوبية عام 1938 وقبيلة يورك في شمال كاليفورنياعام 1939 اثر في كثير من أعماله المهنية اللاحقة فمن خلال نتائج اتصالاته بهاتينالقبيلتين الأمريكيتين الهنديتين بدأ أريكسون يلاحظ أعراضا لا يمكن تفسيرهاباستعمال نظرية فرويد التقليدية
يرىأريكسون ان النمو الإنساني يمر عبر مراحل متسلسلة ولكل مرحلة اهدافها واهتماماتهاومهماتها ومخاطرها . ويرى كذلك ان هذه المراحل متكاملة (Interdependen) اذان النجاح في اتمام مهام مرحلة نمائية يعتمد على حد كبير على النجاح في اجتيازالمهام النمائية المرتبطة بالمراحل النمائية التي تسبقها . ويؤكد ان الفرد يواجه فيكل مرحلة من مراحل النمو أزمات نمائية ( Development crisis ) تتضمن كل أزمة صراعاً بين بدائل ايجابيةوأخرى غير صحيحة وان الطريقة التي يحل بها الفرد هذا الصراع ويجتاز بها الأزماتتؤثر في رؤيته لنفسه والمحيطين به فيما بعد. كما ان الإخفاق في حل المشكلاتالمرتبطة بالمراحل المبكرة يمكن ان تترك اثارا مؤذية على حياة الفرد فيما بعد ، الاان اصلاح الاذى ممكن في مراحل لاحقة من حياة الفرد. ويرى أريكسون ان هوية الفردتنمو من خلال سلسلة من الازمات وهي التي تؤدي الى نمو الشخصية او نكوصها فالفردمرغم على التفاعل مع المحيطين به ومن خلال هذا التفاعل توجد لدى الفرد فرصة لتطويرشخصيته السوية وتحدث مرحلة تعلم الهوية في مقابل اضطراب الهوية في سن المراهقة إذيقوم المراهق بعملية تجريب هويات مختلفة وانتقاء الهوية المناسبة وتبدو هذه العمليةمن خلال التغيرات التي تطرأ على اهتمامات المراهق وميوله وتفكيره وصداقاته وأنماطسلوكه ومعاييره ومعتقداته ومثله العليا ويقوم الأباء بمساعدة أبنائهم باتجاهاتهمالإيجابية في تطوير إحساس الأبناء بهوية واضحة مستقلة وقد يعاني عدد من المراهقينمن مشاعر الاضطراب في الهوية ويعبرون عن ذلك على شكل عصاب وتمرد وخجل وشك
وانطلاقا من جهود أريكسون في تحديد حالهالهوية يرى مارشا ( Marcia , 1985)
ان هناكاربع حالات للهوية عند المراهقين :
1- الهويةالمحصلة : وذلك عندما يتخذ المراهق خيارات وقرارات واقعية .
2- الهوية المكبلة : وذلك عندما يتخذ المراهق قيماً واهدافاًخاصة بالآخرين .
3- الهويةالغامضة : وذلك عندما لا تكون لدى المراهق خطط واضحة .
4- الهوية المؤجلة : وذلك عندما يكون المراهق في حالة نضاللاتخاذ القرار لتحقيق هوية واضحة .
وكانلأريكسون الفضل في ادخال هذا المفهوم (أزمة الهوية) في نظريته عن النمو النفسيبوصفه حلقة ضمن سلسلة حلقات تصور كل منها وجود مواجهة بين الفرد والمجتمع وقد بدأفي ادخال مفهوم الهوية سنة 1950 ثم استمر يطوره حتى سنة 1974 ويعكس هذا المفهومعندهالادوار والتوقعات المصاحبة لها التي يتوقع الفرد ان يقوم بها في المستقبل والىجانب هذا او ذاك يستبعد أريكسون العوامل الثقافية سواء منها ما يتصل بالقيم السائدةلدى الجماعات المرجعية او القيم السائدة في المجتمع ككل .
واستخدم أريكسون مصطلح أزمة الهوية لوصف حالة المراهقالذي يخبر الانفصال الذي يكون العديد من المصادر أولها هو الانفصال عن الخبراتالسابقة للشخص اما المصدر الثاني فيتمثل بالتغيرات في الجسم والشكل ويتمثل المصدرالثالث في حث جديد يرتبط بعدم التحقق في مجال الممارسة ، والتغيرات الناتجة في موقعالشخص والادوار المتوقعة التي تخلق الموقف الذي يجد المراهق فيه صورته المتكونة علىانه لم يعد الشخص نفسه الذي كان في السابق
وفضلا عن وجهة نظر أريكسون في هوية المراهق يشير جانكروكر ( Jan Kroger ) في كتابه عن الهوية في المراهقة " Identity in Adolescence " الى جهود اربعة منظرين اخرين وهم : بلوس ( Blos ) وكولبرك ( Kohlberg ) ولوفنجر (Lovinger ) وكيجان ( Kegan ) ، وعلىالرغم مما قدمه هؤلاء المنظرون من نماذج نظرية فان الانموذج النظري لأريكسون قد حظيبالريادة وباهتمام عدد من الباحثين على امتداد العقود السابقة ومنذ منتصف الستينات

مراحل النمو النفسي الاجتماعي :
يذهب اريكسون الى القول بان عمليةالتطبيع الاجتماعي تمر بثماني مراحل ، وهو متأثر في ذلك بعمق باتجاهات فرويد في هذهالمراحل ، وقد افترض أريكسون هذه المراحل افتراضا ولم يتوصل اليها عن طريق أعمالتجريبية . وقد مكنت خبرات أريكسون الطويلة في العلاج النفسي ، وخاصة مع الأطفالوالمراهقين ، من وضع درجة كافية من الوقائع الاجتماعية التي يعيشها الفرد ليجعلمنها خطة ناجحة في توجيه الانتباه الى مشكلات النمو الاجتماعي . ويرى ان كل مرحلةمن المراحل الثماني تمثل أزمة نفسية تتطلب الحل قبل ان يتمكن الفرد من الانتقال الىالمرحلة التالية بسلام
ويرى أريكسون انهذه المراحل مرتبة وفق نظام هرمي متسلسل ، وان كل أزمة تحل على نحو ايجابي او سلبي، وان الحل الايجابي لأية مرحلة يعتمد على النجاح السابق والإحساس باستمرارية الفردنفسه والشعور بقوة الذات ، اما الفشل او الحل السلبي فانه يؤدي الى الشعور بالوحدةوالإحساس بانه شخص غير مالوف ومن هنا ينظر أريكسون الى نمو الإنسان وتطوره على انهعبارة عن سلسلة من الصراعات فالشخصية يجب ان تكافح وتتغلب على صراع خاص في كل مرحلة، وكل صراع موجود بشكل كامن في الولادة ولكنه يبرز في مرحلة معينة من النمو فحسبوذلك عندما تتطلب البيئة من الفرد مجموعة من المتطلبات ، واطلق أريكسون على هذهالمواجهة او التحدي مع البيئة اسم الأزمة
لقد وصف أريكسون مراحل النمو التي تحدث في ثماني مراحلتمتد من مرحلة الطفولة حتى مرحلة الرشد ، على انها تغير في كفايات الفرد التي تنبثقمن خلال سياق التوقعات الاجتماعية ، ولقد نظر أريكسون الى عملية النمو بوصفهانتاجاً لدرجة معينة من الصراع او التوتر في كل مرحلة من المراحل النمائية التييكافح فيها الفرد من اجل التكيف لمتطلبات الثقافة وفي الوقت نفسه يحاول ان يحافظعلى فرديته ووجوده الشخصي. ويمكن ايجاز المراحل والازمات التي تقابل كل مرحلة فيالاتي :
1.المرحلة الفمية الحسية : الثقة في مقابل عدم الثقة ( Trust versus mistrust ) يؤكد أريكسون على هذه المرحلة والممتدة من الولادةوتستمر الى الشهر الثامن عشر من حياة الطفل تأكيده على المراحل الأخرى لكنه يربطالحقبة الزمنية لكل مرحلة بالفروق الفردية التي يعطيها الدور الرئيس لتحديد طول اوقصر كل مرحلة من مراحل النمو ويكون اعتماد الطفل في هذه المرحلة على الوالدين ،وخاصة الأم في تقديم ما يحتاجه الطفل فاذا وجد الطفل طعامه جاهزا عندما يشعر بالجوع، واهتمت به امه عندما يحتاج الى الاهتمام يتطور لديه الشعور التام بالراحةوالطمأنينة والثقة ، ومن العوامل الرئيسة في تطوير هذا الشعور الانتظام في تقديم مايلزمه وتلبيه حاجاته الملحة ، ويرى أريكسون ان الطفل سيمتلك فهما او حسا للثقةTrust اذا ما حصل على امومة جيدة في حين يكون كثير الخوف والقلقعندما تكون امومته سيئة وغير مراعية لحاجاته بالشكل الصحيح فاذا تمت رعاية الطفل فيبدء حياته ورضاعته باشباعه من ثدي الأم مضيفة اليه حرارة الالتصاق بها بحب وحناننشأ الطفل وقد غرست فيه الثقة والشعور بالأمن ، واحسن دليل على ذلك هو استطاعةالطفل تحمل غياب الأم عنه دون شعور بالقلق ، لثقته انه يتمكن من الاعتماد عليها فياشباع حاجاته ، ويمكننا حينئذ القول بان الطفل قد مر بهذه المرحلة بسلام . اما اذااسيئت معاملة الطفل في السنة الاولى من حياته ، فانه ينشأ فاقدا للشعور بالأمنوالثقة في الناس وفي نفسه وتقابل هذه المرحلة المرحلة الفمية عند فرويد
2.المرحلة الاستية العضلية : الاستقلالية مقابل الشك والخجل ( Autonomy versus shame and doubt ) تبدأ هذه المرحلة من عمر (18) شهرا وتستمر حتى السنةالثالثة من عمر الطفل وتتميز هذه المرحلة بتطور نمو الطفل البايولوجي كي يكونمستقلا عن الآخرين إذ يرغب الطفل في اداء الأفعال بنفسه ليثبت قدراته ومهاراتهالحركية الجديدة في التحكم والقفز وقدراته العقلية وعندما لا يسمح للاطفال بممارسةإرادتهم ، يعتقد أريكسون بانه ينشأ لديهم الشعور بالخجل والعار في علاقاتهم معالآخرين كما يتولد لديهم الإحساس بالشك في أنفسهم ، وقد تتاح للطفل الفرصة لاستخدامجهازه العضلي والسيطرة عليه فاذا كان نصيب هذه المحاولات النجاح ( كما يقول أريكسون ) فان الطفل سينمو لديه الإحساس بالاستقلال والكفاية وضبط النفس ، واذا ما قصرت هذهالمحاولات وكان نصيبها الإخفاق فقد الإحساس بالكفاية والاستقلالية وسوف يؤثر هذاالإحساس في المراحل التالية من مراحل النمو النفسي ، وتقابل هذه المرحلة عندأريكسون المرحلة الشرجية عند فرويد .
ينمو عند الأطفال بسرعة عدد من القدرات الجسمية والعقلية . ولأول مرة يستطيعون القيام باشياء كثيرة لأنفسهم ، يبدؤون بالمشي ، والتسلق ،والدفع ، والسحب، ومسك الشيء او رميه ويستطيعون الاتصال بالآخرين والتفاهم معهم علىنحو اكثر فاعلية ويفخر الأطفال كثيرا بهذه المهارات والقدرات التي ظهرت عندهم توا ،ويرون ان يعملوا وينجزوا لأنفسهم كل ما يمكنهم عمله . ومن بين كل القدرات الجديدةيضع أريكسون تأكيداً خاصا على تلك التي تشمل مسك الأشياء والاحتفاظ بها او طرحها (Holding on and latting ) فهو يعد هذه الأنواع من السلوك نماذج أولية وبدائيةلسلوك الصراعات والاتجاهات اللاحقة . وهكذا يمارس الأطفال " إرادتهم المستقلة " ومعانهم لا يزالون يعتمدون على والديهم فهم يرون أنفسهم أشخاصاً او قوى قائمة بذاتها . فهم يرغبون في ممارسة الإرادة ويصبح السؤال الرئيس الى أي حد سيسمح لهم العالمممثلا في الوالدين ان يؤدوا ما يستطيعون تأديته بالسرعة والوقت اللذين يناسبانهم ؟وهناك يحدث تصادم وتضارب بين إرادة الوالدين وإرادة الطفل والاختيار الرئيس هومسألة التدريب على استعمال المرحاض او حالة تنظيم اجتماعي لحالة غريزية
وبذلك يتفق أريكسون مع اخرين في التحليلالنفسي مثل سيجموند فرويد وماركريت مهلر ( Margaret Mahler ) في وجهة النظر القائلة بان تحقيق الاستقلالية وشيء من الانفصال عن الأم هو منالغايات الأساسية للنمو الطبيعي في سنوات ما بعد الرضاعة
3.المرحلة الحركية التناسلية : المبادأة مقابل الإحساس بالذنب ( Iditiative versus Guilt Sensorg ) تبدأ هذه المرحلة من عمر (3) سنوات وتستمر حتى بلوغالطفل السنة السادسة ، ويحتاج الأطفال في هذه المرحلة الى متطلبات الإحساسبالمبادأة فهم يبحثون بنشاط عن الفرص للقيام بعدد من الأعمال ومن خلالها يحققونالإحساس بفعاليتهم في البيئة
ولابدللطفل في هذه المرحلة من التحرك والانطلاق في بيئته دون الاعتماد على الوالدين اومن يقوم مقامهما فاذا حدث ذلك يمكن القول ان الطفل قد طور شعورا بالمبادأة ، امااذا استمر الطفل في الاعتماد الشديد على والديه فانه يطور شعورا بالذنب لانه يشعرانه مازال عاجزا عن تلبية توقعات المجتمع في التفاعل مع بيئته مستقلا عن والديه
وهذه المرحلة تماثل المرحلة القضيبيةعند فرويد ، وتقابل هذه المرحلة حقبة ما قبل المدرسة وهي حقبة نشاط اللعب المتلاحقعند الطفل السوي ، فاذا وجد الطفل انه يلفت اهتمام والديه ورفاقه وهو منطلق فيالعابه وتخيلاته ، ويجتذبهم للوقوف عنده ومجاراته ومداعبته فانه يزداد نشاطا وتزدادمهاراته . اما اذا اعيق عن اللعب او تم اهماله ولم يكترث به أحد ، او تم زجره وصدهواسكاته ، فانه ينطوي على إحساس بالخوف والذنب
والطفل في الرابعة والخامسة من عمره يريد ان يكتشف أي نوعمن الأشخاص يستطيع ان يكون وهو يرى بوضوح ان هذا يتضمن القدرة على ان يعمل انواعامعينة من الأشياء وعلى هذا يلاحظ باهتمام بالغ ما يعمله الراشدون من حوله ابواه ،بائع اللبن ، سائق عربة النقل…. الخ ، ويحاول ان يقلد سلوكهم ويرغب في ان يشارك فيانواع نشاطهم وهذه هي حقبة الخيال للطفل.
وهناك تطور اخر في هذه المرحلةالمبادرة بهيأةتخيلهو رغبة الطفل في تملك الوالد من الجنس الاخر ، يصاحبه شعور بالمنافسة مع الوالد منالجنس نفسه . ويجب على الوالدين في هذه المرحلة عدم معاقبة الطفل فاذا عاقبوا الطفلمنعوا هذه المبادرات ، واذا تسببوا في جعله يشعر بان تلك المبادرات الجديدة هي شيء ( سيء ) فسوف تتكون لدى الطفل مشاعر الذنب ، والشعور بالذنب يستمر ويلون كل انشطةالمبادرة الذاتية في الحياة المستقبلية ولكن اذا قاد الوالدان مبادرة الطفل هذهبالحب والفهم فسيتمكن الطفل من الحصول على مفهوم خلقي للتميز بين السلوك المسموح بهوالسلوك غير المسموح به ويمكن توجيه مبادراته نحو اهداف اكثر واقعية واكثر قبولااجتماعيا وسيكون الطفل عندئذ على الطريق الصحيح السوي في رحلة النمو لتكوين مفهومالكبار للمسؤولية الأخلاقيةوبكلمة أخرى تكوين الانا العليا.
4.مرحلة الكمون : المثابرة مقابل الإحساس بالنقص ( Industry versus Inferiority sensory ) تبدا هذه المرحلة عند بلوغ الطفل السنة السادسة منالعمر وتستمر حتى يبلغ الثانية عشرة وقد اطلق أريكسون على هذه المرحلة اسم ( مرحلةالعمر المدرسي ) (Erikson , 1959 ) اذ يرى ان بالطفل حاجة لان يجد مكانا ضمن الأطفالالآخرين في مجموعته العمرية لكنه عاجز عن شغل مكان مساو لذلك في المجتمع الذي يشغلالكبار فيه مكانته ، وهذا ما يعده أريكسون الوجه القطبي الذي يتجلى عنه تعارضالمفهوم الصناعي للمجتمع ومشاعر النقص عند الطفل ، وإحساس الكبار بان الطفل مازالكائناغير مكتمل يؤثر عليه من خلال تاثير مشاعر النقص الناجمة عن عدم كفاية الحلولللصراعات المتقدمة ، والطفل عندما يقارن نفسه بوالده فأنه سيعاني من إحساس بالذنبويتولد شعوره بالنقص نتيجة المقارنة ، لذلك فانه يحاول علاج مشاعر الذنب والنقصباستثمار كل الفرص ليتعلم من خلال تصرفاته وتجاربه ومن خلال مهاراته الأوليةالأنماط الحضارية التي يتطلبها مجتمعه . ويتمتع الطفل بحرية في عمل الأشياء على نحوجيد فهو يستخدم عدد من مواقف الحياة الواقعية في ممارسة لعبه وفعاليته . كما يميلالاولاد والبنات الى الانفصال عن بعضهم بعضا في لعبهم وعاداتهم ، ومع ذلك يلاحظاشتراك أحد افراد الجنس في اللعب مع الجنس المغاير في بعض الاحيان ، ويطلق عدد منالعلماء على هذه المرحلة مرحلة الانجاز او الانتاجية مقابل الشعور بالدونية وتحدثهذه الأزمة في المدة ما بين مرحلة رياض الأطفال ومرحلة البلوغ ويجب على الطفل فيهذه المرحلة ان يكون قادرا على القيام بافعال واشياء بطريقة جيدة ، وان فشله فيالانجاز يقوده الى تطوير الشعور بالدونية