عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2011, 08:47 PM
المشاركة 17
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رافقتني طريق السفر
كنت سأنفجر من الضحك كلما سمعت رنة جوالها التي صدحت ما يزيد على العشرين مرة لكنني تمالكت نفسي بصعوبة
دوما أنا من يفتح الحديث نظرا لطبيعة عملي كصحافبة اعتادت السؤال و التنقيب أكثر من التمركز في موقع الإجابة لكنها هي من بادرتني بالسؤال : كيف حالك؟ شكرتها و سألتها بدوري عن حالها . اجتاحني إحساس أنها لم تتكلم منذ زمن مع امرأة أخرى لذلك لم أفاجا بأنها انفتحت في الكلام و بدأت تسرد لي ظروفها : عندي أولاد تسعة .. أربعة منهم بإعاقات مختلفة .. لم أجد ما اواسيها به سوى : بيعين الله
لكنها فتحت جوالها و أرتني صورا لأربعة أولاد و العته و الإعاقة العقلية بادية على وجوههم
و العته هنا ليش شتيمة لكنه إعاقة عقلية لها معالم محددة من قبل الأطباء و الخبراء بحالات الإعاقة
قلت لها : هل توجهت بهم إلى مراكز رعاية المعوقين ؟ قالت : لا أملك مالا لهذا .. شرحت لها أن هذه مراكز مجانية تمولها الحكومة و الجمعيات الخيرية ..جوابها كان : هل تظنين أنه لم يفت الأوان بعد ؟ وضعني سؤالها أمام أحجية مؤلمة و حقيبة أسئلة انفتقت فجأة في ساحة شعوري : ما الذي أوصلها لإنجاب تسعة اربعة منهم يشتكون الإعاقة ؟ و من المسؤول عن هذا ؟
و السؤال الأكثر ألما كان : كيف أسامح روحي التي اقترفت رغبة موؤدة بالضحك من رنة جوال هذه المرأة ؟
هنا قالت النسوة في سيارة عابرة على الحدود بين امرأتين لن تلتقيا مرة أخرى
شكرا لأنكم تحملتم ثرثرتي