الموضوع: تكاوين قلبي....
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2010, 10:04 AM
المشاركة 3
حسن زكريا اليوسف
شاعر وأديب عربي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

حقيبة القلب ممتلئة ...منتفخة أوداجها ..مترعة حتى الثمالة
فككت أزرارها فانطلقت منها تكاوين كثيرة كانت تنتظر خلف البوابة ساعة الحرية ...إطلاقها من عقالها ...حقيبة القلب أنّت من حملها الثقيل الذي يكاد يطبق على أنفاسها و لما اكتشفت خرقا في جانبها الأيسر عرفت لم لا تنفجر
قررت هذا الصباح أن أمنحها حريتها ...فخرجت أسراب من عصافير ملونة من كل الأنواع أبو الحناء و عندليب ٌ و شحرورٌ و بجعات و بطات و عصفور دوري ملوّن و حتى غراب لا أدري من أين أتى ..!
خرجوا جميعا بمظاهرة كرنفالية غريبة يعزفون لحنا غير متناسق كأوركسترا فقدت المايسترو.
رأيت أشجارا خضراء وارفة تغادر متمشية على جذورها .. انتعلت فيها أحذية ملونة و هي ترفع أغصانها للأعلى في محاولة لمحاكاة رقصة ما .
نخلة قديرة كتلك التي زرعها جدي في باحة منزله منذ مئة عام تقود المسيرة و شجرة دراق عزيزة حفرنا يوما على جذعها أسماءنا في لحظة صداقة وود إنسانية نادرة ..خرجت الجوزة العتيقة تتأود متصابية فرحا بالربيع بعد أن مكثت في صبر عجيب أمام مداعبات الخريف و مشاكسات الشتاء.
من قلبي خرجت أيضا فراشات كثيرة ..كبيرة و صغيرة ملونة و منقطة و مخططة و متموجة ...
رأيت كلمات ، حروفا من كل اللغات ، جملا متشابكة مرة تعلن معاهدة حب أبدية و مرة تعلن خصاما و مرة تشن حربا ظالمة.
و كانت النوتات الموسيقية تخرج وراءها متتابعة دون ترتيب :دو..ري..فا ..لا ..صول ..مي...سي.. و معهم مستديرة و بيضاء و سوداء و ذات السن يتبعهم السلم الموسيقي و هو يطالبهم التزام النظام و مفتاح الصول يصادق كلامه .
أعين كثيرة خرجت أيضا زرقاء.. سوداء.. خضراء.. عسلية .
عينا طفل كان يحس أني ملاذه الأول و الأخير.. عينا أم كنت لها كموضع عيني الطفل مني..عينا حبيب احتوتني بين الحدقة و الجفن بحنان من نوع غريب و غامض.
خرجت من قلبي قناعات و أفكار. الغريب أنني عندما حفظت هذه الأفكار بادئ الأمر كانت في ملفات العقل ...لست أدري كيف انتقلت إلى هنا ..عبرت مجرى الدم لتقفز عبر جسور الجسم إلى حقيبة القلب.
غادرت قلبي أيضا الفصول ...ربيع يغص بالفرح و شتاء رضيع و صيف منتشٍ و خريف صديق !!
تأبط الربيع حقيبة كبيرة و عندما فتشتها وجدت فيها الشمس و الزهر و العطر و ...وجدت ذاكرتي.
حمل الخريف دفتره الذي احتوى حزني و قلقي و بين طياته دس هدوئي فاستغربت تناقضاته.
قال لي الشتاء متألما أنه لكثرة ما حمل البرد و الزمهرير تجمدت أوصاله و تيبست أصابعه فرمى ما في جعبته نثارا أبيض َ .
و كانت خاتمة هذا الكرنفال صيف برائحة الدراق و الكرز و بجمال ليله الساجي
ألوان الطيف استعرضت هنا في إشارة إلى أنها المشترك الرئيسي لكل التكاوين الأحمر يداعب البرتقالي و الأصفر يلتف على الأزرق ليولد الأخضر ثم تتشابك معا في رقصة دائرية يقف الأبيض في وسطها حاملا ثوب النقاء
يا الله كم أحبها تلك الكائنات !
مارست قوتي الجاذبة و أعدتها إلى القلب بعد أن منحتها فسحة من حرية



صباحك الشهد يا ريـم دمــشــق

وأميرة بردى

ما تظنين أني قائل فيك وفي هذا الذي قرأت ؟!

هناك من المواهب ما تشب ناره حينا ً وتخبو حينا ً أو أحيانا ً

ومنها ما يثور لهبه ثم يخبو ويكبو وينهار في استكانة وراحة أبدية

ولكن إبداعك مشتعـل على الدوام

لا يكبو ، ولا يخبو ، ولا ينام

نص في غااااااااااية الروعــة كما أنت ِ

حقيبتك حُبلى بكل ألوان وأطياف الحياة

تكتنز كل هذه المكنونات الكائنات

وما إن تداعبها أناملك حتى تغـرد في رحلة الحرية

فتشدو لنا وتحاكي صفوة إعجابنا

كنت ِ قد تمنيت ِ علـي َّ ألا أثبت لك نصا ً

لئلا يُقال بأني أثبته لأنك قيادية وتلبسين الرداء الأحمر

رغم علمك بأن الجميع يعلم جيدا ً أني لا أحابي ولا أجامل

ولكنه الحق

فاعـذريني هذه المرة

هيجان دهشتي بروعة هذا النص

تجعـلني أتشرف بالأخذ بيمنيه إلى عـرش التثبيت

حرصا ً على تمكن القريب والبعـيد من التمتع بألقه وسحره وفتون منطقه

ت ث ب ي ت

مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

قناتي على يوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCjD...VUEJrfj86v0h-Q
فيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100060987426703
إنستغرام hasan_zakaria_alyousef