الموضوع: الصبر
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2019, 02:43 AM
المشاركة 29
زمزم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الصبر
الصَّبـر




حزناً على أعتابِ عينِكِ أنظـرُ
ووراء حزنِكِ عَبــرةٌ تتحجَّرُ

ولقد قرأتُ على جبينك قصــةً
عن سوء حظك في الغرام تُخَبِّرُ

ورأيتُ شوقاً في خدودك مضرَماً
وعلـى نهودِكِ رغبـــةً تتضــوَّرُ

مأساةُ حـبٍّ في عيونكِ غادتي
والعينُ تفضحُ ما كتمتِ وتُظهِـرُ

لا تعجبي إني بقلبكِ عالمٌ
أدري لُباناتِ النفـوس وأسبرُ

كم ألهبتني في عيونك حسـرةٌ
واستوقفتني في كتابـك أسطُرُ

بُوحي بما تُخْفينَ من ألم الجوى
فـإذا كتمتِ لنار حبك تَسْعَرُ

صنوان ِلا تتهيبـي لخطيئـةٍ
عندي من الأخطاء ما لا يغفـرُ

بوحي بمكنون السريرة علَّنـا
عمَّـا جنينـا في الحيـــاة نُكَفِّــرُ

لم تعرفِ الدُّنيــا امرأً متعلِّمـــاً
نحـن الأنام كــذا نسيــرُ ونعثـرُ

يا لَلْمصادفـة التي سنحتْ لنا
وكـذا الزمانُ إذا يشـاء يقـدِّرُ

وتآلفت روحي وروحُكِ فاعلمي
أن التآلف للسرائـر ينشرُ

قد تسعف الأرضَ المَواتَ غمامةٌ
حبلى يناديها الربيـعُ فتمطِــرُ

أنت الربيعُ وفنُّ سحرِكِ خالــدٌ
ولكـلِّ ألــوان الجمال يصـوِّرُ

قد أفرغت فيك المشيئةُ فنَّها
حسنا ً لأحـداق البريـة يــأسـرُ

* * *

حزن ٌ أنا لا أستطيعُ دفاعَــهُ
فالحزنُ في قلب الكريـم مقـدَّرُ

فإلى متى تعبُ الحقيقة غايتي
بعضُ الحقائق قد يُميتُ ويقبرُ

العمرُ لو تدرين نجلُ غمامةٍ
من أين أطفال السحائب تمطرُ ؟

الدهرُ حُلْمٌ كاذبٌ يا غادتي
فَلْتَسألي عنـه المقابرَ تخبرُ

وَلْتُرْجِعي كيدَ الزمانِ لنحــرهِ
ولتغنمي في الحـب مـــا يتيسَّــرُ

إني الأسيرُ ونارُ حبِّكِ جنَّتـي
و وصالُكِ الأمـلُ الـذي أتصبَّـرُ

وأنا بما أُبْديه من ألمِ الهــوى
عندي مـن الأسرار مـا لا يُذكـــرُ

فلكلِّ جارحةٍ بلاءٌ فاعلمــــي
أن الفؤادَ مــن الصبابة يُعصَـــرُ

والعينُ مني قد تمنَّتْ بعدَكـمْ
أنْ ليتَها عَمِيَتْ فلا هــيَ تُبْصِــرُ

قالت وقد جادتْ بكلِّ دموعِها
أنا بعد هذا الحسن كيف أصـوِّرُ

يا ليتني ما كنتُ شيئاً إنَّمــا
يا ليتَ لا تُغني ولا هـي تُفْقِــرُ

يا غادتي إنْ ضل َّ قلبي قبلَكـم
قد جئتكـم لخطيئتــي أستغـفــرُ

لا تُمطليني بالوصال فربَّمــا
قـــد يسبق القــدرُ الذي لا يُنْظِـرُ

فأموتُ عنكِ وقد تركتُ شبيبتي
مفجوعـةً في حبِّها تتحسَّـرُ

فابكـي علي َّ أنا شهـــيدُ محبتي
والحــب في الدنيا الجهـاد الأكبــرُ


15/9/1996
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في منتهى الروعة ..
ماسطرت
أستاذنا الراقي الذويق

عبد السلام مُبدعـــــــــــاً
بكل ما تحويه الكلمة
من حروف ...
سلمت يداك

دمت ودام تألقـك