عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2016, 11:08 AM
المشاركة 5
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



مظانّ الفوائت الظنية (مصادرها):

مظانُّها لهجاتُنا الفصيحة مما امتدَّ عبر الزمان حتى وصل إلينا مسموعا، وأعني بها لهجات القبائل التي لم تزل في ديارها بجزيرة العرب حجازها ونجدها ويمنها وعمانها وشمالها وجنوبها، التي أيضا لم تزل تحافظ على قدر غير قليل من الألفاظ الفصيحة ودلالالتها، واستعنت في ذلك بمحفوظي من لهجتي البدويّة الحجازية وبروايتي الشخصية بالإضافة إلى الاستعانة بالنقاشات اللغوية الجادة في حساب مجمع اللغة الافترضي الذي أسسته لخدمة العربية ولهجاتها في أبرز مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وقد شارك معي في الرواية أساتذة جامعات وأكاديميون متخصصون في العربية وطلاب دراسات عليا وشعراء وأدباء وكُتّاب ومحبون للعربية ولهجاتها. ويضاف إلى ما سبق عدد من المراجع منها على سبيل المثال: معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة، وكلمات قضت، والأمثال العامية في نجد، ومعجم الحيوان عند العامة، وهذه الأربعة للشيخ محمد بن ناصر العبودي، وغريب لغة شمّر (حائل وما حولها) لهزاع بن عيد الشمّري، ومعجم الكلمات الشعبية في نجد (منطقة الوشم) لعبدالرحمن بن عبدالعزيز المانع، ومعجم لبعض الكلمات الشعبية في نجد للمانع أيضا، ومن غريب الألفاظ المستعمل في قلب جزيرة العرب لعبدالعزيز بن محمد الفيصل، وفصيح العامي في شمال نجد لعبدالرحمن بن زيد السويداء، وأصالة لهجة منطقة جازان لمحمد إبراهيم عبده شامي، ومعجم الألفاظ المتداولة عند أهل المدينة المنورة لعدنان درويش، وبعض مؤلفات عاتق بن غيث البلادي، ولسان ظفار الحميري المعاصر لمحمد بن سالم المعشني.. وغير ذلك. ولهجاتنا الفصيحة وبخاصة ما نجده في البيئات البدوية والقبائل الأقل اختلاطا تعد مصدراً غنيا للفوائت الظنية، وقد احتفى العلماء باللهجات منذ بدء التدوين والتقعيد، وقدّروها حقّ قدرها وعدوها أحد المصادر المهمة للثروة اللغوية المعجمية. يقول الدكتور عبدالله الجبوري في شأن اللهجات: ((اللهجات العربية (لغات العرب) ثروة كبيرة للموروث اللغوي، لما حفلت به من استعمالات لهجية، وأثرها الحميد في درس القراءات القرآنية وفي وضع الضوابط النحوية.. وما وصل إلينا منها إلا القليل)) ولذا فإن إن الاكتفاء في تدوين اللهجات بما وصل إلى علمائنا القدامى ونقلوه ودوّنوه تفريطٌ في ثروة لغوية مفقودة ، وهذا ما أدركه الدكتور الجبوري بفطنته وحسّه اللغوي؛ لأن القبائل لم تنقرض ولم تزل في ديارها ولم يصب لهجاتها على مستوى الألفاظ والدلالة إلا القليل من التطور مما لا يخل بها، ويستطيع الباحث اللغوي أن يستخرج منها مادة لغوية لا يستهان بها تثري معاجمنا القديمة وتعين على فهم نصوص غامضة في تراثنا الأدبي واللغوي.






وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا