عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2020, 12:47 PM
المشاركة 615
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أبْطَشُ مِنْ دَوْسَرَ ....

قالوا : إن دَوسَرَ إحدى كَتَائب النعمان بن المنذر ملك العرب
وكانت له خمس كتائب : الرهائن ، والصنائع ، والوضائع
والأشاهب ، ودوسر ؛ أما الرهائن فإنهم كانوا خمسمئة رجل
رَهَائن لقبائل العرب ، يُقِيمون على باب الملك سنةً ثم يجيء
بدلَهم خَمسُمئة أخرى ، وينصرف أولئك إلى أحيائهم ؛ فكان
الملكُ يغزو بهم ويُوجِّههم في أموره .
وأما الصنائع فبنو قَيْس وبنو تَيْم اللَّاتِ ابني ثعلبة ، وكانوا
خَوَاصَّ الملك لا يَبْرَحُون بابه .
وأما الوضائع فإنهم كانوا ألفَ رجلٍ من الفُرْس يَضَعهم ملكُ
الملوك بالحِيرة نَجْدَةً لملك العرب ، وكانوا أيضاً يقيمون سنةً ثم
يأتي بدلَهم ألفُ رجلٍ وينصرف أولئك .
وأما الأشاهب فإخْوَةُ ملك العرب وبنو عمه ومَنْ يتبعهم من
أعوانهم ، وسموا الأشاهب لأنهم كانوا بيضَ الوجوه .
وأما دَوْسَر فإنها كانت أَخْشَنَ كتائبه وأشدَّها بطشاً ونكايةً
وكانوا من كل قبائل العرب ، وأكثرهم من ربيعة ، سميت دوسر
اشتقاقاً من الدَّسْر ، وهو الطعن بالثقل ؛ لثقل وطأتها ، قال الشاعر :


ضَرَبَتْ دَوْسَرُ فيهم ضربةً
أثبتَتْ أَوْتاد مُلْكٍ فاسْتَقَرْ


وكان ملك العرب عند رأس كل سنة - وذلك أيام الربيع -يأتيه
وُجُوه العرب وأصحاب الرهائن ، وقد صير لهم أكلاً عنده ، وهم
ذوو الآكال ، فيقيمون عنده شهراً ، ويأخذون آكالهم ، وَيُبَدِّلون
رهائنهم ، وينصرفون إلى أحيائهم .