عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2012, 08:06 PM
المشاركة 651
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السنديانة الحمراء تكرم كاتبها واحد جذورها البارزين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة الكاتب/ lcparty 17/12/2009
كاترين ضاهر– "النّداء"
استكمالاً لاحتفالات الذكرى الـ85 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني، واحتفاءً باضاءة الشمعة الثمانين من النضال والابداع. اقام الحزب الشيوعي اللبناني حفلاً تكريمياً للاديب، الناقد، الكاتب، محمد دكروب، في 3 الجاري، في قاعة توفيق طبارة. وذلك بحضور الامين العام للحزب د.خالد حدادة واعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية في الحزب، وفعاليات سياسية وثقافية وفنية وإعلامية..

القاعة اكتظت بالحضور الحاشد الذي انتظر ذلك الشاب "المشاكس" الثائر دوماً والرافض للاستسلام والتخاذل، داعياً دون ملل الى التغيير والغَرْف من كنوز الثقافة بكافة انواعها.
ما أن دخل دكروب القاعة تراه يوزع نظرات الشكر، الشوق والمحبة لأصدقاء الدرب وللجيل الجديد الذي يحثه دوماً على الثقافة. وسرعان ما وقع نظره على الفنان مارسيل خليفة فاتجه اليه فاتحاً ذراعيه معاتباً له معاتبة الأب لغياب ولده، ومبتسماً ابتسامة الحنين الى ايام الثورة الفكرية، الثقافية والفنية التي أطلقها الحزب منذ تأسيسه.
بعد النشيدين الوطني اللبناني والحزب الشيوعي اللبناني، قدّم عريف الحفل د.حسن إسماعيل كلمة تناول فيها مسيرة دكروب الثقافية وكتاباته.

صيداوي
أما رفيق الدرب، الأخ والرفيق.. الأديب جواد صيداوي، تكلّم عن صديقه دكروب قائلاً: "على أيّ جانب من جوانب هذا الانسان الكبير اتحدث؟ أعلى نشأته وعصاميته وانتصاره على قدره؟ أم على بداياته الأدبية المبكرة والناضجة؟ أم على أبحاثه ودراساته الأدبية والنقدية، وعمارته التاريخية، وجذور السنديانة الحمراء؟
أم على وفائه النبيل للنهج الفكري والسياسي الذي اختاره بمحض ارادته وقناعاته غير مدفوع باليأس ولا بالاحباط؟ أم على جَلدِه الأسطوري في العمل الثقافي وهو على قمة الثمانين غير مبالٍ بوطأة السنين على كاهله؟
فحين يكون النعاس قد ملأ الدور والمخادع، ينصرف هذا الأرق المجافيه النوم الى اوراقه والوثائق، ينقب، ويدقق، ويقارن، ويستنتج، ويخبو، لينهال علينا، ومن ثم، مُصنفاً إثر مصنف..."
وتابع "لقد سبق ان تكلمت على بعض هذه الجوانب، عبر الصحافة وعبر إذاعة صوت الشعب، فلكي لا اقع في التكرار، سأقف عند عبارة وردت على لسان دكروب، قبل سنوات قليلة، في مقابلة اذاعية او صحفية، جاء فيها قوله "يا ريتني بقيت سمكري".هل قال صديقنا هذه العبارة مازحاً؟ هذا ما يدل عليه ظاهرها. ولاسيما ان هذا الشيخ، الوقور جداً، شغوف بالفكاهة في مجالس الأنس، دون تبذل في القول او تجريح، وانما هو تلاعب ذكي بالمتناقضات الكلامية، وقد يضحك جالسه وهو يهجوه. اما باطن العبارة فشيء آخر...".
تساءل صيداوي "أهي ضآلة المردود المادي لجهد الباحث او الكاتب او الشاعر، التي جعلت صاحبنا يعبّر عن ندمه لتخليه عن مهنة السمكرة؟ ان دخل السمكري، في الشهر يفوق بكثير دخل استاذ الجامعة، فلو استمر سمكرياً لغدا من اصحاب الثروات ولعاش ايامه الزائدة في دعة واسترخاء... ان نفس دكروب تأبى ذلك لان نسخ سنديانته الحمراء يخالط منه الدم والعصب...".

وأشار بأن دكروب محكوم في دراسته النقدية والتاريخية بعاملين اساسيين هما العقل والعاطفة، و"لكنه لا يضع عاطفته حيث ينبغي ان يتوسل العقل، ولا يسلّط عقله حيث ينبغي ان يمتشق العاطفة، لذا لا يتخبط في الحيرة والارتباك..". مشيراً الى ان عاطفية دكروب، كانتسبباً لتماهيه مع بعض الشخصيات التي تشملها دراساته، في حالات الألم أو الإحباط أواليأس أو الحزن، وتأثره بعذابات من كتب عنهم من رفاق العمر والدرب.. أو بما عاينهوتابعه حول واقع الثقافة والمثقفين في العالم العربي، ولربما كان ذلك ما دفع دكروبليقول ذات يوم: يا ريتني بقيت سمكرياً!".
وختم صيداوي مداخلته شاكراً الحزب الشيوعي اللبناني "على بادرته الجليلة لأن تكريمه شيخ أدبائنا تكريماً لجميع المثقفين اللبنانيين الاحرار، سواء أمن يغرد منهم داخل خيمة الحزب الشيوعي او من يغرّد خارجها...
وتحية من القلب الى محمد دكروب وهو على قمة الثمانين الشماء، وسوف نُحيّيه، آملين له ولنا، في تسعينياته وفي مئته. وسلام عليه طفلاً يقظاً، مع اترابه، اشجار البرتقال في بساتين صور، وفتى سمكرياً فخوراً باسوداد يديه وانفه، وشاباً أديباً قصيصاً، وكهلاً باحثاً وناقداً ومؤرخاً، وشيخاً مواظباً في الظروف والعطاء، ومحباً للحياة وللاحباء، ومعتصماً في عزلة تنبت في تويجها، في كل ساعة، بتلة من نور"