عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2541
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
07-02-2015, 05:52 PM
المشاركة 1
07-02-2015, 05:52 PM
المشاركة 1
افتراضي مقالات في المعرفة : المعلم أرسطو
أرسطو " المعلم الأول"

رغم كون سقراط عقلا متفلسفا إلى أبعد الحدود متسما بالتواضع كخصلة ربما يكون منشأها انتسابه إلى الطبقات الدنيا في المجتمع ، ففلسفته ألهمت أفلاطون ذي العقل الشاعري المتسع للخيال أكثر ، فأسس المدرسة المثالية الصرفة و نظّر للنظام السياسي في كتابه الجمهورية نقدا للديمقراطية اليونانية التي أعدمت أستاذه . و أنتجت مدرسته عقلا جبّارا ، زاوج بين المعرفة الطبيعية الاستقرائية و ملكة النقد الأدبي ، اسمه أريسطو ، ذو الثقافية الموسوعية و الفكر المتقد . شهدت المعرفة في عهد أرسطو نقلة نوعية كبيرة ، إذ استطاع أن يجمع قواعد الفكر السليم مؤسسا علما جديدا به يستطيع العقل أن يعصم فكره من الوقوع في الخطأ ، يعتقد الكثيرون أن علم المنطق ولد تاما ومكمولا مع أرسطو ، بل يعتبر علامة فارقة في فلسفته ، فبه استطاع أن يمأسس العقل و عمله ، فالإنسان عند أرسطو هو الحيوان الناطق أو بصيغة أوضح هو الحيوان العاقل المدرك للكليات ، و الكليات هي معقولات تصورية يعني تحصل صورها في الذهن انطلاقا من الجزئيات المحسوسة أو المتخيلة "الموجودة في الذاكرة " عن طريق التقشير أو بالتسامي " التجريد" ، و تنقسم هذه الكليات إلى "ماهيات "كمعقولات أولية تبنى عليها المعقولات المنطقية " كالجنس والنوع ..." وهي مفاهيم ذهنية خالصة ، تختلف عن الماهيات التي عروضها و اتصافها في الخارج ، كما تختلف عن المعقولات الفلسفية التي عروضها في الذهن واتصافها في الخارج التي تعرف بالضدية و ينتزعها الذهن بالمقارنة مثل العليّة والوجود ...

لن أستطرد في علم المنطق الذي سطر أريسطو قوانينه الأساسية كقانون الهوية و قانون التناقض و الثالث المرفوع وكما يعني أكثر بالدلالات اللفظية الوضعية " مطابقة ـ تضمن ـ لزوم " ........

لكن أكتفي بالقول أن المنطق يدرس التصورات و التصديقات و الاستدلالات ، فالتصورات تسمح بإدراك الماهيات بدون إثبات أونفي و الثانية توحد أو تجزئ بالإيجاب أو بالسلب نسبة الموضوع للمحمول ، و الثالثة يظهر من خلالها المجهول انطلاقا من المعلوم .

يكاد المنطق الأرسطي الصوري يمؤسس لنظرية معرفية كاملة ، فالحواس عند أريسطو تعطينا الجزئيات التي نأخذ منها الصور ، التي يبلورها العقل إلى تصورات ماهوية ثم منطقية و فلسفية ، فإذا كان أفلاطون يعتقد أن الفكرة منفصلة تماما عن المادة و عالمها مختلف أيضا فأريسطو يعتقد أن التصورات هي ما يعطي للمادة كمالها ، فإدراك العقل هو ما يجسد المادة ويحققها بالفعل و إلا كانت أجزاء لا قيمة لها ، أي ليس بينها روابط " جنس ، فصل .... ، و لما استطعنا أن نميز ارتباط السبب بالمسبب .

تتدرج المعرفة عند أريسطو كالتالي :

1ـ المعرفة بالمحسوسات أي الجزئيات . التي تتخذ صورا في المخيلة " الذاكرة "

2ـ المعرفة الحدسية التي تكون بإدراك الماهيات .

3ـ المعرفة العقلية التي تكتمل باستخدام مبادئ المنطق الاستدلالة و الاستنتاجية .

فالمعرفة عند أريسطو بالأساس قائمة على الخبرة الحسية والتجريد العقلي . ولا يمكن تصورها خارج هذا المنطق .