عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2011, 05:53 PM
المشاركة 21
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ص17
وعلى كلّ حال، فإنّ ضغط هموم الجندر (Gender) والانشغالات السياسية في كتاباتهنّ عَجَّل بتحوّلها تحوّلا طفيفا من الأدبي/الروائي إلى اللا أدبي/ اللا روائي، لم تصادر الروائيات "الإبداعي" من أجل "الواقعي" ولكنّ حجم الظروف السياسية التي تركنها وراءهنّ في الوطن الأمّ تجعل التحوّل مبرَّرا.
كان عمل سويف الأخير "ميزاتيرا: شظايا من حقّ الامتلاك/الملكية المشتركة (Mezzaterra :Fragments from Common Ground) مجموعة من المقالات حول مواضيع الهويّة والفنّ والسياسة العربية التي تسعى لموقعة " Mezzaterra " في عالم يزداد عولمة" (57)خلَقت المجموعة التي عكَست هويّة الكاتبة الإسلامية والغربية استجابات إيجابية لدى النقّاد الذين دعوها "الوريثة الفكرية لإدوارد سعيد"(58)، تبدو كتابات سويف السياسية في تنافس مستمرّ مع أعمالها الإبداعيّة، منذ صدور روايتها "خارطة الحبّ عام 1999 تغيّرت خرائطيّتها (cartography) (59) فالخريطة التي ترسمها الآن هي خريطة فلسطين، والحملة التي تطلقها هي الدعوة للسلام والعدالة من أجل الفلسطينيين، بدأ نشاط سويف السياسي في سنة 2000 مع (Under the Gun) واحدة من أولى السلسلات التي قدّمتها للغارديان والتي عكست رغبة شجاعة وجريئة كي تُبرز أنظف وأوضح ما في نفسها (60)وتَشهد عمّا يحدث في هذه البقعة المضطربة من العالم، كانت شهادتها مؤثّرة، ومؤلمة، وتمسّ شغاف القلب.
وعلى نحو مماثل، كانت زينة غندور مصرّة على الإدلاء بشهادتها، تستكشف "العسل" (The Honey) (1999) ـ وهي روايتها الوحيدة حتّى الآن ـ التجربة الصّدمية لمفجّر انتحاري تراجع عن تفجير نفسه حين سمع صوت "روحيّة"، حبيبة الصبا، تؤدّي نداء صلاة الفجر الذي يعدّ {الانتحار} في حدّ ذاته خرقا لتابوهات الإسلام، تعلن غندور في هذه الرواية وفي أيّ مكان المرّة تلو الأخرى أنّ هذه هي مهمّتها في الحياة "أن تخبر الجميع عمّا يحدث".
تذكّرنا غندور بأسطورة جاهلية مفادها أنّ المرء حين يموت، فإنّ روحه تأخذ شكل هامّة تظلّ تحوم حول قبره و تصرخ متعطّشة إلى الدّم إلى أن يؤخذ بثأر الميّت، ويستعاد/ يحفظ النظام الاجتماعي.ترى الغندور نفسها
واحدة من مئات الآلاف الطيور العطشى التي لن تهدأ حتّى تُستعاد أرض [أجدادها](61)

هوامش ص17:
(57) يتضمّن وجهات نظر كتّاب من جان جينيت(Jean Genet ) وأميتاب قوش(Amitav Ghosh) إلى فيليب هنشر (Philip Hencher) مرورا بمقاطع من " قناة الجزيرة" و"الملكة الإسلامية" و"الحجاب".
(58) صحيفة (Publisher Weekly)
(59) ترجمت سويف إلى الإنجليزية رواية مراد برغوثي العربية رأيت رام الله" (I Saw Ramallah) (نيويورك2000، انشور / راندوم 2003)، وهي رواية سياسية عن مأزق الفلسطينيين المشرّدين وحجّتهم/التماسهم هويّة سياسية معترف بها.
(60) The Guardian (18 December 2000) http :www.ahdefsoueif.com/Artticles/Under_ The_ Gun.pdf

(61) Writing in exile , »http :www.literaturefestival.co.uk/2004zeina.html[/COLOR]