عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2016, 11:04 AM
المشاركة 65
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
سعيد بن مسلم قال: كنت واليا بإرمينية فغبر أبو هفان أياما ببابي ولا أعلم به، فلما وصل إلي مثل قائماً بين السماطين وقال: والله إني لأعرف أقواماً لو علموا أن سف التراب يقيم من أود أصلابهم لجعلوه مسكة لأرماقهم إيثاراً للتنزه عن عيش رقيق الحواشي. أما والله إني لبعيد الوثبة بطيء العطفة. إن الله ما يثنيني عنك إلا ما يصرفك عني، ولأن أكون مقلاً مقرباً أحب إلي من أكون مكثراً مبعداً. والله ما نسأل عملاً لا نضبطه، ولا مالاً ونحن أكثر منه. وهذت الأمر الذي قد صار إليك وفي يديك كان في يد غيرك قبلك فأمسوا والله حديثاً، إن خيراً فخير وإن شراً فشر. فتجنب إلى عباد الله، وبغضهم موصول ببغضه، لأنهم شهداء الله على خلقه، ورقباؤه على من اعوج عن سبيله.
أبو مسهر قال: أتيت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن عبد كان فحجبت، فكتبت إليه:
إني أتيتك للتسليم أمس فلم ... تأذن عليك لي الأستار والحجب
وقد علمت بأني لم أرد و لاوالله ما رد إلا العلم والأدب
فأجابني محمد بن عبد الله بن عبد كان فقال:
لو كنت كافأت بالحسنى لقلت كما ... قال ابن أوس وفيما قاله أدب:
ليس الحجاب بمقص عنك أي أملاً ... إن السماء ترجى حين تحتجب
وقف بباب محمد بن منصور رجل من خاصته فحجب عنه، فكتب إليه:
علي أي باب أطلب الإذن بعد ما ... حجبت عن الباب الذي أنا حاجبه
وقف أبو العتاهية إلى باب بعض الهاشميين فطلب الإذن؛ فقيل له: تكون لك عودة فقال:
لئن عدت بعد اليوم إني لظالم ... سأصرف وجهي حيث تبغى المكارم
متى يظفر الغادي إليك بحاجة ... ونصفك محجوب ونصفك نائم
ونظير هذا المعنى للعتابي، حيث يقول:
قد أتيناك للسلام مراراً ... غير من منا بذاك المزار
فإذا أنت في استتارك باللي ... ل على مثل حالنا بالنهار
وقف رجل بباب أبي دلف، فأقام حيناً لا يصل إليه، فتلطف برقعة أوصلها إليه، وكتب فيها:
إذا كان الكريم له حجاب ... فما فضل الكريم على الليئم
فأجابه أبو دلف:
إذا كان الكريم قليل مال ... ولم يعذر تعلل بالحجاب
وأبواب الملوك محجبات ... فلا تستعظمن حجاب بابي
وقال حبيب الطائي في الحجاب:
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يلين قليلا
فما خاب من لم يأته متعمداً ... ولا فاز من قد نال منه وصولا
ولا جعلت أرزاقنا بيد امرئ ... حمى بابه من أن ينال دخولا
إذا لم نجد للإذن عندك موضعاً ... وجدنا إلى ترك المجيء سبيلا
وأنشد أبو بكر بن العطار:
مالك قد حلت عن وفائك واس ... تبدلت يا عمرو شيمة كدره
لستم ترجون للحساب ولا ... يوم تكون السماء منفطره
قد كان وجهي لديك معرفة ... فاليوم أضحى بابا من النكرة
وقال غيره:
أتيتك للتسليم لا أنني امرؤ ... أردت بإتيانيك أسباب نائلك
فألفيت بواباً ببابك مغرماً ... يهدم ما وطدته من فضائلك
وقد قال قوم حاجب المرء عامل ... على عرضه فاحذر خيانة عاملك