عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2015, 01:37 AM
المشاركة 2028
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جورج كينان مهندس الحرب الباردة يتيم الام في السنة الاولى

قرات قبل قليل عنوان مقال في القدس العربي يتحدث عن دبلوماسي امريكي اسمه جورج كينان واصفا اياه بانه مهندس الحرب الباردة والتي نعرف انها ادت الي انهيار الاتحاد السوفيتي، فقلت ان هذه الفكرة لا بد ان تكون من بنات افكار يتيم وفتشت عنه في وسائط البحث وتبين انه يتيم الام بعد الولادة بشهرين

سيرته الذاتية

جورج كينان
جورج فورست كينان (بالإنجليزية: George F. Kennan) (ولد 16 فبراير 1904 - مات 17 مارس 2005) كانَ ولسنوات عضواً في قسم الشؤون الخارجية للولايات المتحدة. وكمُخططٍ للسياسات الخارجية في آواخر الأربعينيات والخمسينيات، ولقد أُعتبر "مهندسَ" الحرب الباردة بدعوته للاحتواء الاتحاد السوفيتي. أحد أسلافه، جورج كينان، كان مستكشفاً وكاتباً.

وُلد كينان في ميلواكي، ويسكونسن لكوسِث كينان وفلورنسا جيمس كينان، ولقد التحق بأكاديمية ساينت جون العسكرية وفيما بعد بجامعة برينستون، وتخرجَ منها في 1925 مُلتحقاً بالسلك الدبلوماسي.

كانت مهمته الأولى في جنيف، ثم انتقل بعدها لهامبورغ في 1927 وتالين في 1928. وفي السنة التالية كُلف بمهمة كسكراتيرٍ ثالثٍ متصل بجمهوريات البلطيق. وفي 1931 تزوج من النرويجية آناليس سورانسين، وهو نفس العام الذي بدأ فيه بتعلم اللغة والثقافة الروسية في برلين وهي محاولة من وزارة الخارجية للاعتراف بالاتحاد السوفيتي.

وعند افتتاح السفارة الأمريكية في موسكو في عام 1933، انتقل كينان مع السفير وليام بولت، حيث خدمها حتى عام 1937. بعدها قضى عاماً في الولايات المتحدة، وعاماً في براغ، وبعدها في 1940، انتقل للسفارة الأمريكية في برلين، حيث خدم كسكراتيرٍ أول تحت سمنر ويلز حيث عمل جاهداً لإيجاد تسوية سلام. ولقد كان في برلين حينما أعلنت الولايات المتحدة الحرب على ألمانيا النازية حيث مكث عدة شهور لم يستطع فيها الهرب إلا في 1942.

وأثناء الحرب مَثل كينان الولايات المتحدة في البرتغال وأصبح مفوضاً من قبلها في اللجنة الأوروبية الاستشارية، ثم عاد في 1944 ليعمل في السفارة الأمريكية بموسكو.

وفي 1947، وكل جورج مارشل كينان مهمة التخطيط لسياسات وزارة الخارجية حيث خرج بسياسة الاحتواء تحت اسمٍ مجهول في مقال بمجلة الشؤون الخارجية تحت عنوان "مصادر التحكم بالاتحاد السوفيتي"، واشتهرت باسم مقال المجهول (أو مقال سين) في يوليو من عام 1947. ثم عيّن سفيراً للولايات المتحدة في الاتحاد السوفيتي في 1952، ولكن تم استعداءه في أكتوبر بشأن تعليقاتٍ أطلقها في برلين تسببت بأزمة دبلوماسية. تحديداً حينما قارن الاتحاد السوفيتي بألمانيا النازية، حيث اعتبر شخصاً لا يحضى بالترحاب.

وتقاعد كينان من الشؤون الخارجية في 1953، حيث اشترك في مؤسسة الدراسات المتقدمة في برينستون حتى فترة التقاعد، ولقد مُنح جائزة بولتزر لكتابه "روسيا تترك الحرب" و"الذكريات."

راجع أيضاً: أصول الحرب الباردة

مؤلفاته
السياسة الأمريكية من عام 1900 - 1950، (1951)
الواقعية في سياسة أمريكا الخارجية، (1954)
روسيا تتركُ الحرب، (1956)
الرغبة في التطفل، (1958)
روسيا، والذرة، والغرب، (1958)
روسيا والغرب إبان عهد لينين وستالين، (1961)
الذكريات، من عام 1925 - 1950، (1967)
من براغ بعد ميونخ، أوراق دبلوماسية، من عام 1938 - 1940، (1968)
الماركيز دو كوستين وروسياه في 1839، (1971)
الذكريات، من عام 1950 - 1963، (1972)
تراجع نظام بسمارك الأوروبي، والعلاقات الفرانكو-روسية، من عام 1875 - 1890، (1979)
الوهم النووي: العلاقات الروسية-الأمريكية في العصر النووي، (1982)
الحليف الضرورة: فرنسا، وروسيا، وبداية الحرب العالمية الأولى، (1984)
صور من الحياة، (1989)
التل الصعب: فلسفة شخصية وسياسية، (1993)
على نهاية القرن: انعاكاسات من العام 1982 - 1995، (1996)
عائلة أمريكية: آل كينان، الأجيال الثلاث الأولى، (2000)

سيرتة بالانجليزية من وكيبيديا والتي تشير الي يتمه المبكر :


Kennan was born in Milwaukee, Wisconsin, to Kossuth Kent Kennan, a lawyer specializing in tax law, a descendant of dirt-poor Scotch-Irish settlers of 18th-century Connecticut and Massachusetts, who was named after the Hungarian patriot Lajos Kossuth (1802–94),[3][4] and Florence James Kennan. Mrs. Kennan died two months later due to peritonitis from a ruptured appendix, though Kennan long believed that she died after giving birth to him.[5] The boy always lamented not having a mother; he was never close to his father or stepmother, however, he was close to his older sisters.

At the age of eight he went to Germany to stay with his stepmother in order to learn German.[3] He attended St. John's Military Academy in Delafield, Wisconsin, and arrived at Princeton University in the second half of 1921.[6] Unaccustomed to the elite atmosphere of the Ivy League, the shy and introverted Kennan found his undergraduate years difficult and lonely.[7] After receiving his bachelor's degree in 1925, Kennan considered applying to law school, but decided it was too expensive and instead opted to apply to the newly formed U.S. Foreign Service.[8][9] He passed the qualifying examination and after seven months of study at the Foreign Service School in Washington he gained his first job as a vice consul in Geneva, Switzerland. Within a year he was transferred to a post in Hamburg, Germany. During 1928 Kennan considered quitting the Foreign Service to attend college, but was selected for a linguist training program that would give him three years of graduate-level study without having to quit the service.[8]

In 1929 Kennan began his program on history, politics, culture, and the Russian language at the University of Berlin's Oriental Institute. In doing so, he would follow in the footsteps of his grandfather's younger cousin, George Kennan (1845-1924), a major 19th century expert on Imperial Russia and author of Siberia and the Exile System, a well-received 1891 account of the Czarist prison system.[10] During the course of his diplomatic career, Kennan would master a number of other languages, including German, French, Polish, Czech, Portuguese, and Norwegian.[9]

In 1931 Kennan was stationed at the legation in Riga, Latvia, where, as third secretary, he worked on Soviet economic affairs. From his job, Kennan "grew to mature interest in Russian affairs".[11] When the U.S. began formal diplomacy with the Soviet government during 1933 after the election of President Franklin D. Roosevelt, Kennan accompanied ambassador William C. Bullitt to Moscow. By the mid-1930s Kennan was among the professionally-trained Russian experts of the staff of the embassy in Moscow, along with Charles E. Bohlen and Loy W. Henderson. These officials had been influenced by the long-time director of the State Department's division of East European Affairs, Robert F. Kelley.[12] They believed that there was little basis for cooperation with the Soviet Union, even against potential adversaries.[13] Meanwhile, Kennan studied Stalin's Great Purge, which would affect his opinion of the internal dynamics of the Soviet regime for the rest of his life.[11]

Kennan found himself in strong disagreement with Joseph E. Davies, Bullitt's successor as ambassador to the Soviet Union, who defended the Great Purge and other aspects of Stalin's rule. Kennan did not have any influence on Davies's decisions, and the latter even suggested that Kennan be transferred out of Moscow for "his health".[11] Kennan again contemplated resigning from the service, but instead decided to accept the Russian desk at the State Department in Washington.[14] By September 1938, Kennan had been reassigned to a job at the legation in Prague. After the occupation of the Czechoslovak Republic by Nazi Germany at the beginning of World War*II, Kennan was assigned to Berlin. There, he endorsed the United States' Lend-Lease policy, but warned against displaying any notion of American endorsement for the Soviets, whom he considered to be an unfit ally. He was interned in Germany for six months after the United States had declared war on Germany during December 1941.[15]

In September 1942 Kennan was assigned as a counselor in Lisbon, Portugal, where he begrudgingly performed a job administrating intelligence and base operations. In January 1944 he was sent to London, where he served as counselor of the American delegation to the European Advisory Commission, which worked to prepare Allied policy in Europe. There, Kennan became even more disenchanted with the State Department, which he believed was ignoring his qualifications as a trained specialist. However, within months of beginning the job, he was appointed deputy chief of the mission in Moscow upon request of W. Averell Harriman, the ambassador to the U.S.S.R.[16]


هذا مقال عن احد كتبه :
* * *كتاب جورج ف. كينان «الدبلوماسية الأميركية» هذا الذي يطالعه القارئ العربي هو من الكتب القليلة التي تصل القارئ بهذا الموضوع الدقيق من زواياه المختلفة، وعلى يد رجل خبر موضوعه جيداً حتى غدا كتابه هذا مطلب الاختصاصيين والساسة منذ ان صدرت طبعته الأولى قبل أكثر من ثلث قرن.
تعود معرفة الرجل بموضوعه إلى احترافه الدبلوماسية منذ ان تخرج من احدى أعرق الجامعات الأمريكية وهي جامعة برنستون ، حيث اختص بالشؤون الروسية، وعمل بعدئذ في سفارات بلاده في المانيا وفي ولايتي البلطيق «تاليق» و«ريغا»، ثم في موسكو في الثلاثينات، التي عاد إليها سفيراً في مطلع الخمسينات، وبلغراد في اوائل الستينات. وكان للرجل مساهمات ذات شأن في رسم سياسة الولايات المتحدة بعيد الحرب العالمية الثانية، منها وضع الاساس النظري لسياسة الاحتواء حيال الاتحاد السوفييتي»، هذه السياسة التي عبر عنها في مقاله الشهير«أصول النهج السوفييتي»الذي نشره في مجلة «الشؤون الخارجية» ذات النفوذ الكبير، ثم مساهمته الاخرى فيها عرف باسم مشروع مارشال لإعادة أعمار أوروبا.
كتاب «الدبلوماسية الامريكية»، في هذه الطبعة الموسعة، هو حصيلة رجل متمكن بحكم ثقافته، ودبلوماسي ضليع واسع الخبرة بموضوعه، يأتينابنظرات شاملة من داخل مؤسسات القرار ليلقي ضوءاً على مجمل عناصر السياسة الخارجية الامريكية، والعملية التي تنهض بها الدبلوماسية لبلوغ اهداف هذه السياسة.
وليس كينان بالرجل الراضي عن هذه السياسة حين تجنح الى «الامبريالية»، كما ان ليس بالناقم عليها حين يرى انها تقصر عن تحقيق تصوراتها وترجح كفة الخسارة على كفة الربح. فهو ينتمي الى «الواقعية»، كما يفهمها المفكرون السياسيون في الولايات المتحدة.
و«الواقعية»هنا هي المفتاح الاساسي في فهم (كينان) المؤرخ والدبلوماسي، وقد وجدناه يبسط لمستمعيه وقرّائه على أوسع نحو في فاتحة كتابه هذا.
يرجع (كينان) إلى التاريخ ليستلهم دروسه، فيجد أن التوسع الإمبريالي يفرض على الولايات المتحدة ان تتمثل في النظام الإمبريالي شعوباً، وانظمة اجتماعية، ومؤسسات ثقافية لا تتناسب مع تجربتها التاريخية ونظامها السياسي.
ولكن (كينان) يشعر بالقلق كذلك مما يفرضه عالم اليوم من حاجة الولايات المتحدة الى العالم الخارجي، في وضع من توازن القوى فكيف تظل الولايات المتحدة في موقع الريادة، وهي تواجه هذا العالم المتغير؟
ان (كينان) يقدم عرضه بوضوح مستأنسا بالتجارب الاوروبية بدءاً من القرن السابع عشر، أي بالعودة الى سياسة التوازانات الاقليمية. وهو بذلك يضمن عدم التورط في وضع امبريالي لا بد من أن يؤدي إلى زعزعة النظام الامريكي ذاته.

---

جورج كينان… مهندس الحرب الباردة
د. مدى الفاتح
OCTOBER 6, 2015

â–* هنالك عدة أسباب تدعو لإعادة تقليب دفاتر الحرب الباردة وما ارتبط بها من صراعات بين الشرق والغرب، أهمها الأثر الذي أنتجته تلك الصراعات المحمومة والذي أدى لتحول الولايات المتحدة لقوة عالمية وحيدة وبلا منافس. ذلك يجعل الموضوع معاصراً وذا تشويق دائم، كما يجعله صعب التجاوز لمن أراد فهم تعقيدات العالم الأمريكي الحديث وأسرار ما يسمى بالجيوبوليتيك.
سبب آخر يجعل لمناقشة الموضوع أهمية متجددة، وهو أن استراتيجيات الحرب الباردة وما ارتبط بها من مفاهيم، كمفهوم الاحتواء والردع والحروب الاستباقية، كل ذلك ما يزال مستمراً ومطبقاً من حين لآخر بالتماشي مع ما تعتبره القوة الوحيدة تهديداً لها.
- أود أن أقف اليوم بتفصيل أكثر أمام إحدى الشخصيات الأمريكية التي ساهمت في تغيير العالم بطرحها لمبدأ الاحتواء. أعني هنا الدبلوماسي الأمريكي جورج كينان (1904-2005)
- الذي يطلق عليه لقب مهندس الحرب الباردة، لكونه أول من دعا لهذا المفهوم الجديد للحرب، والمرتبط بفكرة «احتواء» الطرف الآخر، القطب السوفييتي في تلك الحالة، عوضاً عن القتال المباشر التقليدي.
- كان كينان مهتماً بالدراسات الروسية منذ وقت مبكر، واجتهد خلال إقامته في برلين 1931 في تعلم اللغة الروسية، حيث التحق حينها بمعهد الدراسات الشرقية في جامعة برلين.
- استفاد الدبلوماسي الشاب الذي عمل في موسكو خلال الفترة 33-1937 ثم 44-1947 من اقترابه من الرئيس ترومان، ومن وزير الخارجية جورج مارشال، أحد الأسماء البارزة في الحرب العالمية الثانية، من أجل إيصال أفكاره التي سرعان ما سيتم تبنيها على كل المستويات، في الخارجية التي سيكون مسؤول التخطيط لسياساتها، وفي وزارة الدفاع التي جعلت ما يقول أحد مراجعها المهمة وفي غيرها من نقاط صنع القرار.
- أما الرئيس الأمريكي ترومان فقد تأثر بشكل واضح بتحذير كينان من الخطر الشيوعي الداهم، وهو ما جعله يطبق نصائحه التي كان أهمها ضرورة المبادرة لتلافي الخطر الأحمر قبل أن يصل إلى الديار، بحماية حلفاء المشروع الغربي.
هكذا اعتبر ترومان في جلسة شهيرة أمام الكونغرس في 12-3-1947 أن تهديد أمن اليونان ومحاولة ضمها إلى المعسكر الشرقي هو تهديد للأمن الوطني الأمريكي، الذي يجب أن يتم التصدي له بقوة وبشتى السبل. ليس فقط اليونان، بل أن هذا المفهوم يجب أن يطبق على كل مكان مما كانت تسميه الدعاية الأمريكية بـ»العالم الحر»، تلك كانت خلاصة ما سيعرف في العلاقات الدولية بمبدأ ترومان.
يجب التصدي بشتى السبل، ذلك كان يعني الدعم المالي والتأهب للحرب، كما كان يعني أيضاً ضرورة بناء جهاز استخباري قوي يستطيع أن يكون العين التي تنقل، وفي وقت سريع، مخططات العدو ونواياه، ومن هنا كانت ولادة جهاز المخابرات الأمريكية الـ»سي آي إيه» الذي سينشط ليس فقط في اليونان، بل في كل شرق أوروبا والعالم. لقد لفت جورج كينان أنظار المهتمين وصناع القرار بمقاله الذي نشر في 1947 في مجلة «فورين أفيرز» باسم وهمي )اكس) حاملاً عنوان: «أسباب المسلك السوفييتي» الذي كان في الأصل تلغراماً أرسله من موسكو في العام السابق لوزارة خارجيته في محاولة لشرح أسس التعامل مع السوفييت. انتقل كينان بسرعة كما رأينا من مجرد كونه دبلوماسياً منظراً ليصبح من أهم واضعي السياسة الخارجية الأمريكية.
خلاصة أفكار كينان هي أن إرضاء السوفييت المطلق يضر بالمصالح الأمريكية، والدخول معهم في صراع مفتوح هو أيضاً أمر قد لا تحمد عقباه، والنتيجة هي أنه يجب أن نخلق مساراً ثالثاً لا هو بالسلم ولا هو بالحرب التقليدية.. مسارا يعتمد على الاقتصاد والتغلغل داخل الحركة الشيوعية العالمية واعطاء صور إيجابية للديمقراطيات الرأسمالية. دعا كينان من ناحية أخرى للتغلغل داخل الحركة الشيوعية، معتبراً أن المشكلة ليست مع الفكر الشيوعي بقدر ماهي مع السوفييت، كما تبنى الطرح الذي يقول إن العقيدة الاشتراكية يمكن التأثير عليها باستقطاب شخصيات فاعلة ومدارس تكون أقرب للغرب وأبعد عن الشيوعية العدائية الراديكالية، بهدف الوقيعة بين الكرملين والحركات الإصلاحية المتعددة.
من الخطأ أن نفهم الاحتواء على أساس أنه كان استراتيجية دبلوماسية فقط، فكينان صاحب النظرية لم يتورع، بحسب ما ذكره المؤرخ الأمريكي تيم واينر، عن إعلان انحيازه للوسائل العنيفة حين يقتضي الأمر، فقد كان صاحب الدعوة لتكوين «فيلق حرب عصابات» يكون جاهزاً لحرب المدن السريعة، كما كان من أنصار التدخل في إيطاليا عن طريق الجواسيس والعملاء من أجل منع الشيوعيين من الفوز بالانتخابات.
مسؤولية كينان عن كل ذلك كانت واضحة، فقد كانت مقالاته من أهم المصادر التي يرجع إليها من يريد البحث في شؤون قيادة الكرملين للمعسكر الشرقي، في حين ظلت آراؤه ووجهات نظره بمثابة البوصلة لصانع القرار الأمريكي لعدة سنوات.
ربما لا يعرف الكثيرون أن كينان كان من أصحاب مشروع مارشال لإعادة بناء أوروبا وفق طراز جديد وروح أمريكية، ذلك المشروع الذي وصفه تيم واينر صاحب كتاب «تاريخ السي آي إيه» بـ «المخطط العالمي لتبييض الأموال»، كما كان صاحب فكرة شن عمليات سرية في أنحاء العالم المختلفة، وهو ما تم تبنيه رسمياً في مجلس الأمن القومي في 18-6-1948 ليصبح سياسة أمريكية راتبة.
إن التعرض للعمليات الاستخبارية أو العسكرية التي تمت متأثرة بفكرة الاحتواء ولو على سبيل العرض السريع في هذا المقام، هـــو عمـــل غير ممــــكن، إذ أنــــها عملــــيات استمرت لعشرات السنوات وفي مختلف مناطق العالم وبأشكال مختلفة، ابتداء من التجسس وانتهاء بالتدخل لكسب الانتخابات أو إنجاح انقلاب أو تغيير حكومة، وكل ذلك تفاصيل تاريخية يمكن الرجوع إليها في مظانها لمن يرغب في التوسع فيها.
أخيراً، فإن مفهوم الاحتواء لم يلبث أن انتهى بشكل درامي بعد أن أصبح الذريعة التي رعت بموجبها الوكالة السرية الأمريكية عدداً كبيراً من أعمال التخريب والاغتيال والإرهاب، ما جعل كينان نفسه يتراجع عنها بعد سنوات قلائل ليكتب منتقداً السياسة الخارجية العدائية التي وضع أسسها داعياً لنهج جديد قوامه التعاون والحوار، وهي الآراء التي تم تهميشها بقوة بعكس سابقاتها.
من الدروس التي وقفت عندها وأنا اقرأ حول هذا الموضوع هو ذلك الاختلاف بين الدول التي تصنع التاريخ والدويلات التي يجرها التاريخ وتجرفها الأحداث، فانظر كيف تحول مقال لكاتب لم يذكر حتى اسمه لسياسة تتبناها دولة عظمى، ثم أنظر كم من الأفكار والآراء والبحوث القيمة التي تنشر في أوطاننا المختلفة كل يوم ثم لا تلبث أن تذروها الرياح كأن لم تكن. إننا لن نتغير نحو الأفضل حتى نغيّر ما بأنفسنا.. هذا هو الدرس الدائم.

ظ* كاتب سوداني

د. مدى الفاتح