عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2013, 11:17 PM
المشاركة 39
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
---------------------------------------------------
26

كانت نحو التاسعة مساءا حينما انهى حاتم اتصاله مع موظفة الاستعلامات بمستشفى رابعة العدوية..اخبرته ان دكتورة سلمى ستنهى عملها فى العاشرة مساء..اصبح يفعل هذا كل مساء ..يعرف موعد خروجها .ينتظرها..تتجاهله.. تركب تاكسى فيمضى فى اثرها حتى تصل المنزل..لا يعرف سبب القلق الذى يأكل صدره..سيعود والدها غدا عليه ان يحسم الامور..لا يرتاح ابدا لهذا الوضع..هو لن يطلق..وهى تعلم هذا..غير عملها فى هذه المستشفى الذى يعتصم امامه انصار مرسى ..لا يعرف كيف تتطور الامور اذا ماعلموا ان الطبيبة التى تقسم ا ونهارها وليلها بين مستشفى رابعة والمستشفى الميدانى ..زوجة ظابط جيش
حاول ان يسير بجانب التاكسى حانت منه التفاته لها ..بادلته النظرة ثم ولت وجهها تجاه الجههة الاخرى
حينما وصلت اطفأ نور سيارته..نزلت وهى تسير بقامتها الهشة صوب المنزل ..المظلم..لايعرف ما الذى يحبه بها ..شيئاً تملكه سلمى ولا تملكه غيرها..طالما من نفسه ان يتزوج ملكة ..لا هم لها سوى جماله..لكنه اختار سلمى ...ابتسم بحزن فرغم انها قريبة منه للغاية الا انه بينه وبينها اميال ..صنعها غبائه..حينما اضاء المنزل .. هم بشتغيل السيارة..دوت صرخة من داخل المنزل..اختلج قلبه رعبا ..تذكر السلاح الذى تسلمه ..
سمع صراع من الداخل ضرب رتاج الباب برصاصة سريعة
كانت سلمى ملقاه على الارض وذلك الملثم يحاول تكبيلها
استقرت رصاصة حاتم الثانية فى فخذه
بينما هرعت سلمى بوجهها الباكى تلوذ به ازاحها برفق كى يكبل اللص
####
بعد ان انهى الامر مع الشرطة
عاد اليها ..مسح برفق على شفتيها يعالج الجرح الذى اصابها من ضرب اللص
تنهدت سلمى للمسة اصابعه..برقت عينه..مازالت تحبه
خرج من افكاره على صوتها ..انها الثانية صباحا عليك الرحيل
قال بتسلية .الباب لا يغلق
نظرت برعب وقد تذكرت ما حدث لها منذ ساعات
اقترب منها ..تراجعت عنه..شدها بقوة اليه
تملصت وهى تقول لا تفعل
قال بتلسية اكثر لا افعل ماذا
لم استطع الافلات من ذراعيه وهو يهمس فى اذنها
اليس هذا من حقى ..الست زوجك..هل ما افعله يخالف الشرع
ترقرقت الدموع فى عينيها
حاتم ارجوك
حملها كالريشة ..ستسامحينى سلمى ..ستفعلين حبيتى
قالت بيأس لن اسامحك ابداً
ضاع صوتها وحاتم يقترب من غرفتها..لم يستمع لتوسلها..ولا لدموعها..هو يريدها..لا يستوعب ابدا ان تبقى بعيداً عنه..خاصة بعد حادثة الليلة سيظل بقربها مهما حدث
استيقظت سلمى على صوت زقزقة العصافير فى السادسة صباحاً..تتساءل بذهول عما حدث لها..كان حاتم ينام بوداعة بجانبها عارى الصدر ..عضت اناملها ..تمتم بأسمها..تعلم انه يحبها..هذا الحب الذى تكره..
نزلت بخفة وارتدت ملابسها على عجل..قبل ان يستيقظ..لن تبقى معه..كانت تمضى بلا هدف مرت بفيلا الندى..ارادت ان تدخل..خجلت من نفسها ..ركبت للمسشتفى..كان تتصارع بداخلها هى لم تفعل شئ لا يقره الشرع..هو اجبرها..هزت رأسها لم يجبرها ...كانت متعبة وبحاجة للراحة..لم يأتى موعد دوامها بعد..نامت فى استراحت الطبيبات
#####################
وصلت ديان تل ابيب بعد معاناة..بعثت لحاييم برسالة مقتضبة..حينما وصلت شقتها فوجئت بيائيل تجلس هناك
قالت ببرود
لا اتذكر انى اجرت الشقة قبل رحيلى
غمزت يائيل بعينها ..حاييم فعل
جلست متعبة
اه حاييم
حانت منها التفاتة لصورة خالد..نظرت له بأسى
ضحكت يائيل بخفة..جلست بجانبها..حينما كنا صغار..كانوا يرفهون عنا بالذهاب الى طبرية ..هل تتذكرين كيف كنا نلهو هناك..كنت اصر ان اخلع حذائى على جسر طبرية قبل الدخول للشاطئ حتى لا يبلى لم يكن لدى سوى حذاء واحد بينما تنتعلين انت حذاءك الثمين.
نظرت ديان باستهزاء ..كانت سامنتا تبعث لى الكثير من الاحذية ..الكثير من الثياب

القت يائيل بظهرها لتسترخى اكثر ..كنت اسير حافية ..حتى اطلق احدهم على يوماً حافية على جسر طبرية
حافية على جسر طبرية..يومها خلعت انت حذاءك..حتى تحظين باللقب الذى اطلقه (اورى) هل تتذكرين اورى..ذلك الفتى الوسيم الاشقر ذو العيون الزرقاء وضعه ابوه يعد وفاة امه هناك..وترك اسرائيل
قالت ديان بنفاذ صبر وهى تشعل سيجارتها
نعم اتذكر اورى وقالت باستهزاء ولكنى لم انافسك على اللقب..انت الحافية الاشهر على جسر طبرية هل ارتحت
ضحكت يائيل بأسى
لكنك نافستنى على اورى
اطفأت ديان سيجارتها بعصبية
ماذا تريدن يائيل ..تسكنين شقتى..وتذكرين احداث مرت ونحن فى الثالثة عشر من عمرنا
دمعت عينى يائيل..تعلمين ما حدث لاورى بعد حادثة اغتصابى ..انتحر اورى ..ظل سنوات يتحمل القهر والفقر فى الكيبوتس..حتى اخبرته انت قبل ان اخبره بما حدث لى ..كانت لدينا احلام ديان..ان نخرج من هنا ..نعود لبولندا ارض اجداده..شعر اورى بالعجز ديان..هل تعلمني ماهو شعور بالعجز
دمعت عينى لوهلة وقد بدأت تفهم ما ترمى له يائيل وهى تكمل
خرجنا انا وانت من الكيوبتس انا كائن مهترئ ضعيف لا يجذب غير ذباب الليل..بينما انت بحذائك الثمين تسيرين وتنجحين وحصلت على اورى اخر ...اعنى شخص يختارك ويحبك ..اعنى به خالد..
دمعت عينى ديان وهى ترتجف .سيخرج يائيل ساعمل على يخرج..سيعود لى ..سنترك هذ البلد
ضحكت يائيل باستهزاء
هذا الخطاب وصل اليوم..يخبرونك بوفاة زوجك وتعجيل استلام جثته
نظرت ديان بذهول للورقة التى القتها يائيل وجرس الباب يرن وبشدة
فتحت يائيل الباب وهى تقول
ليلى مرحب بالماما
&&&&&&&
استيقظ حاتم فى الحادية عشر ..لم يجد سلمى..كان شء من شعرها الاسود على الوسادة ..شئ منها فى كل مكان..تمطأ بكسل ..لديه نبطشية فى دار الحرس الجمهورى تبدأ فى السادسة مساءاً..اخذ دوشا سريعا واتجه لشقته لتغير ملابسه..اتصل بمستشفى رابعة ليطمئن على وصول سلمى هناك..بعد ان حاول مررار الاتصال على هاتفها دون ان تجيب.

انتهت سلمى عملها فى الثالثة عصراً..ثم جلست فى المستشفى الميدانى..تستقبل حالات الاغماء وارتفاع ضغط الدم من قبل المعتصمات والمعتصمين ..كان اعتصام رابعة يزداد بقوة ..ترى الطبيب والمهندس والعالم والفلاح والتاجر ..تتعاطف معهم بشدة ..تكره تدخل الجيش فى السياسة ..لكنها تثق ان الجيش سيصل بحل للأمور يرضى الجميع..تذكرت حاتم الم تثق به قبلاً
كانت تراجع الادوية الناقصة وهى تستمتع للترتيل النورانى للقرأن الكريم من احد المعتصمين القريبين
دمعت عينها وهى تقول
اللهم عدلك ورضاك
&&&&&&&
حاول حاتم مرارا الاتصال بسلمى ..يعرف الاوامر المشددة بالا يخرج..يعلم انها مازالت فى رابعة..كلم عامر ان يذهب لاحضارها..اخبره عامر انه بالفعل هناك وسيحاول ان يصل اليها
ثم عاد واخبره انها مازالت فى المستشفى الميدانى وستنهى عملها فى العاشرة مساءاً لكن لديها نبطشية مرة اخرى فى مسشتفى رابعة تنتهى صباحا
غمم حاتم قى سخط منذ متى تبتين يا سلمى خارج المنزل
كانت نحو العاشرة مساءا استلقى بهدوء وسرعان ما غلبه النعاس
لا يعرف من اين يأتى هذا الصوت
ايقظه احدهم
قام بذهول
ماذا يحدث
اجاب زميله بهدوء وتشفى
انهم يقتلون بعض الخرفان التى تجرأت واعتصمت امام الحرس الجمهورى
ابتسم حاتم ثم خبت ابتسامته سريعاً
تذكر سلمى وعامر
اتصل برقمها بسرعة
جاء صوتها صارخا ودوى الطلقات حولها يدوى وصوت طائرة فى أذنه
لماذا يا حاتم
صرخت حاتم .حاتم
ثم انقطع الصوت بغتة بينما مازال دوى ضرب النيران وهدير الطائرة يدوى فى اذنه
قام بسرعة وهو يقطع المسافة من مكتبه الى البوابة الرئيسية
كان كل شئ انتهى ..الامن المركزى يحيط بالمكان والجنود يذهبون لخلف عمارات العبور
لم يستوعب شئ
اتصل بارتعاش بعامر ..جاء صوته باكياً ثم انقطع الاتصال
حاول الدخول لرابعة وقد احاطها الجيش من كل اتجاه
جاء صوته باكيا للظابط المسئول زوجتى هناك تعمل طبيبة
اخبره بوجوم..ذهابهك خطر كبير ببدلتك العسكرية
نظر لبدلته العسكرية فى أسى
عاد مسرعا لسيارته ليبدل ملابسه فى شقته
تمكن اخيرا من دخول رابعة
لم يكن الاعتصام يحوط المستشفى بل حولها
اذهله كم الجرحى والموتى
سأل على سلمى لم يعطه احدهم جوابا
فقد تحولت المستشفى لساحة من الصراخ والعويل وهرولة اللاطباء لانقاذ ما يمكن انقاذه
الدماء تغرق كل شئ
حينما وصل لاحد الادوار ..وجده هناك عامر يرتكن على احد الجدران ويبقى فى صمت
قال حاتم وهو يسأله فى خوف
هل اصيبت سلمى
هل اصابتها خطيرة
هزه من كتفه
اخبرنى عامر
اين هى
نظر له عامر والدموع تغرق وجههه
هزه حاتم بعنف
ايها الاحمق
كل لحظة تضيع معناها حياتها
اين هى دعنى انقذها
ضربه حاتم بعنف على وجهه وعامر لايرد
صرخ وصرخ وهو يشير له للحجرة المجاورة..استراحة الطبيبات
وقف على الباب وهو ينظر للجسد المسجى وقد احاطه الكفن الابيض وغطى الوجه
التفت لعامر..لا يوجد احد هنا..سوى جثة هناك
قال بارتعاش ..عامر
اين هى ..رفعه بخفه..والدموع تتساقط من عينيه اخبرنى يا عامر..اخبرنى
نزع عامر يده برفق
وهو يربت بقوة على كتفه
شهيدة يأذن الله
اقترب ببطء غير مصدق..رفع الغطاء..مازالت هناك بعض الدماء المتخثرة عند عنقها..المه ذلك الثقب وقد انغرست فيه الرصاصة غرساً
كان بعض شعرها يلتصق بجبينها
نظر غير مصدق لوجهاا البرئ
اه يا سلمى لم اعرف ابدا انك بمثل هذا الجمال
كان جسدها مازال دافئاً..طار لبه
اصمدى يا حبيتى
هو جرح بسيط
ستتعافين يا سلمى
صار يهذى
سلمى هل سامحتنى
هل استحق ان تسامحينى
قبل عيونها المغمضة
استيقظى يا سلمى
استيقظى يا دكتورة سلمى
تحبين لقب دكتورة
ساناديك لبقية عمرى حبيتى الدكتورة
هيا يا سلمى..كفاك دلاًلا
انت تعاقبينى..كفاك انا لا احتمل هذا العقاب..اضعف من أن احتمل هذا العقاب
امسك يدها وعامر ينظر اليه
كان عامر ينظر اليه ويبكى
قال غاضباً لا تنظر لشعر سلمى المكشوف ساغطيه ..تعرف انها لن تسامحنى
لكن ساعدنى يا عامر ارجوك فى ن اوقظها
جلس عامر على الارض مرة اخرى وهو يضع رأسه على ركبته
لا يعرف ماذا يصنع ..لم يهتز هكذا يوم وفاة والده..رفع رأسه على صوت الطبيب والممرضة ينتزعون حاتم نزعاً هو يصرخ بهستريا
سلمى مازالت حية ..سلمى لم تمت
--------------------------------------