عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2013, 11:00 AM
المشاركة 35
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
21

لقد تأخرت ..هتفت سلمى بغيظ
رد حاتم بغيظ ربع ساعة لا يعتبر تأخير واغلق باب السيارة
اعادت سلمى كنت اظن ان العسكرية تعنى انضابط المواعيد
قال وهو يجتز على اسنانه دعك من العسكرية الآن كان مؤشر السيارة يتجه الى المائة وعشرون
هل خففت السرعة قليلا ..اوقف السيارة فى طريق مظلم هادئ ..نظر لوجهها البرئ ثم جذبها اليه وقبلها بعنف لم يفق الا على دموع سلمى وشهيقها..ذهل من نفسه ..ترك السيارة واخذ علبه سجائره ..اشعل واحدة ..لا يعرف ماذا اعتراه ..تلك الديان حركت غريزته ..لقد لفظها بعنف وسبها آمرا إياها ان تخرج من غرفته وحينما لم ترضخ جرها من شعرها لخارج الغرفة ..لم ينسى انها ابنة عمه وان هذا بيت عمه
لكن لماذا على سلمى المسكينة ان تدفع ثمن ضعفه ..لماذا عليها ان تدفع ثمن احباطه واعتلال مزاجه ..انه يحبها ولكنه يشعر انه يخدعها بتمسكه بشقة الزهراء الصغيرة ..هو لم يعتد هذه النمط من الحياة والارجح ان سلمى لن تعتاده وهو يتحجج بضيق ذات اليد كثيرا حتى تعرض هى عليه الاقامة فى الفيلا..يريد ان يكون العرض بالضغط عليه ولكن الى متى يحتمل ..تذكر امر سلمى ..اطفأ سيجارته وعاد للسيارة وجدها تنتحب بصمت وقد اشاحت بوجهها ..لم ينبس سوى ..لماذا كل هذا البؤس ..لاتنسى انى زوجك...نظرت له نظرة مؤنبة
زوجى لا يأخذنى عنوة على جانب طريق مظلم..حينما اوصلها لمنزلها هتفت بصوت غاضب
انت لاتؤتمن ثم صكت باب السيارة خلفها
لم ينتظر حتى تدلف للمنزل ..كان غاضباً منها ومن نفسه
عاد لفيلا الندى وجد ديان تنظر من شرفة الفيلا وتدندن بلحن ما وقد اضاء القمر جسدها المثير وكأنها تنتظر فريسة ما..ادار سيارته مرة اخرى وهو يغمم تباً لك من افعى..يبدو انى على ان اجرب حياة شقة الزهراء منذ الآن
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تثائب حاييم موفاز وهو ينتظر احدهم فى الحى القديم ..كانت الساعة تشير لنحو الرابعة صباحاً بتوقيت تل ابيب..تقدم منه احدهم ..اشقر الشعر نحيل للغاية دلت عينيه الزرقاوين على برودة متناهية برودة قاتل محترف ..تسلم منه المظروف صورتين احدهم لامرأة عربية عجوز وصورة اخرى لفتاة شابة بملامح مختلطة..همس ينفض غبارا وهمياً عن سترته..عليك بقتل العجوز اولاً ثم الفتاة ثم ..
اكمل النحيل بنفس البرود
ان اجعل ان الامر تم كجريمة ثم انتحار
غمز حاييم بعينيه بخبث وهو يعطيه بعض المال
هذا الجزء الاول والجزء الثانى بعد التنفيذ..اذا حدث خطأ ما ..انا لم التقيك مفهوم
اومأ براسه تفهماً وهو يتجه بخطى ثابته حيث تقيم ليلى ويائيل
بينما مضى حاييم موفاز وهو يصفر فى مرح..ستنجح خطته للتخلص من ليلى وتهديداتها وبالمرة من يائيل لم يغفر لنفسه قط ان يكون له طفله من عربية ..مهما كان ولاءها لهم تظل عربية قذرة تستحق الابادة
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
اغلقت يائيل التلفاز نحو الرابعة والنصف صباحاً..شعرت بملل رهيب..لماذا تفعل بنفسها هذا ..هل تخاف بشدة من حاييم موفاز..اعتادت حياة الليل ولم تشتكِ..لم تظفر بشئ من مراقبة ليلى ..فهى تقريباً لا تخرج الا المرة الوحيدة التى عادت تبكى سمعت نحيبها من الشرفة المجاورة..هناك شئ غريب بشأن اقامتها ..حاييم لا يطلب منها اى شئ ولا يجبرها على شيء لا اتصالات ولا غيرها
اطفأت نور الشقة .وذهب للتأكد من اغلاق الباب ولم تنس ان تلقى نظرة من العين السحرية ابتسمت فهى تفعلها كل ليلة لتؤكد لنفسها انها تراقب جيدا..فركت عبينها لتتأكد مما ترى..ذلك المتشح يعالج شقة ليلى بمهارة ويفتحها ..يدخل بهدوء خلفه ثم ارتطام وصرخة خافتة من فوهة الباب المفتوح ظهر وجهه ليلى المرتاع ..وقدمى المقتحم فتحت يائيل الباب..انبت نفسها غبية..ما الذى يقحمك فى المشاكل اشارت لها ليلى فخرجت من شقتها ودلفت من باب شقة ليلى
كان ملقى على الارض شاب نحيل يحمل الملامح السلافية ..ارتعشت يائيل
امسكتها ليلى من رسغها واجلستها
جست نبضه
فارق الحياة
اشارت يائيل كيف
شعرت بشئ مريب عند الباب..عادة احمل هذا الصاعق .يبدو انى صعقته فى قلبه فتوفى على الفور
فتشت جيوبه فلم تجد سوى العنوان وصورتين لها وليائيل
ماذا كان ينوى سألت يائيل بخوف
هزت رأسها بخفة
صورتين لامرأتين ومبلغ من المال وورقة اخرى مدون عليها بقية المبلغ..امسكت موبيله
الوغد صور بطريقة ما لقائه بحاييم موفاز يبدو انه كان ينتوى ابتزازه لاحقاً
ارتعشت يائيل اكثر وهى تدرك ما يحدث
انتفضت على الذهاب .امسكتها ليلى من رسغها ..حياتك فى خطر اى هروب سيجعلك هدف سهل
فاضت دموع يائيل اللعنة كم اكرهكم جميعا..كم اكره هذه البلد رضيت ان اعيش على الهامش..فقط اريد ان اعيش
همست ليلى ستعيشين يا يائيل اعدك انك ستعيشين حياة تستحقينها..حياة كريمة وفى بلد اخر ..انت ضحيتى الكبرى يائيل كما هو خالد ابنى ضحيتى ..يوما ما ساخبرك من تكونى بالنسبة لى
مسحت يائيل دموعها وهى تلقى نظرة على المسجى ارضاً لا تتعبى ذاتك ..اعلم من انت اخبرنى حاييم
وهل اخبرك انه والدك
همست يائيل هذا الوغد لا يصلح ابا كما لا تصلحين اما..علينا ان نعالج امر هذا واشارت الى الجثة الملقاة يجمعنا خطر واحد..ثم تساعدينى على الخروج من هذه البلد ..اخرجت النقود بخفة من سترة القتيل ووضعتها فى جيبها لن يضرنى ماله
ثم استعادت رباطة جأشها
ماذا نفعل بهذا
احمليه فقط معى لمغطس الحمام..قالتها وهى تفكر فى يائيل انتهازية تحمل جينات حاييم ولا شك
ما ان ألقته يائيل معها فى المغطس
والآن
قالت ليلى دون ان تلتفت اليها ..اذهبى واخلدى للنوم وهى تنتزع سترة التمريض من المشجب ولا تنسى ان تغلقى باب شقتك جيدا
ارتعدت يائيل وليلى تنتزع ملابس القتيل بمهارة وبمشرط حاد..همست لنفسها هذه المرأة قاتلة محترفة..لا اصدق قصة انها صعقته فى القلب بالصدفة
همست ليلى لنفسها ستأخذ الكثير من حمض الكبرتيك المركز ايها الوغد..فرغت الحمض ببطء ثم ملأت المغطس بالماء ليعمل المحلول على التحلل ثم غطست قدميه ..رأته يذوب ..غمغمت تحتاج عدة ساعات وبعدها افرغ المغطس بشدة واحدة من هذه السلسلة ..احتاج انا للنوم..اتوق للنوم بشدة..علي بقتلك اكون كفرت عن شئ من اثامى ..فهى لم تكن بالممرضة العادية اطلاقاً بل امرأة قاسية القلب قادت عمليات التعذيب بمهارة للأسرى العرب ..تذكرت كم صعقت من اعضاء وقطعت من اطراف..بكت وهى تتذكر ان خالد حبيبها سيتعرض لنفس المصير ..مصير قررته هى لمئات من الأسرى
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++=
دلفت سلمى من باب الفيلا باكية..كان سالم الجارحى يجلس يفكر فىما يفعله بأومر من الوزير واتباعه لايجرؤ على مخالفتهم فهو جزء من منظومتهم ..يملكون عليه العشرات من الادلة التى تضع القيد فى يده...مازلوا يملكون قوة القضاء .مرت سلمى امامه ..ناداها سلمى ..الا تلقين تحية المساء على بابا
اختنق صوت سلمى بالبكاء وهى ترتمى فى احضانه..تروى خجلة ما فعله حاتم لم تعتد اخفاء شئ عن والدها
همس وجنتها برفق
بريئة انت سلمى مثل امك ..ربت على كتفها ..ساتكلم مع حاتم
همست سلمى لا بابا
ضحك ابوها لا حبيتى ..ساتعجل الزفاف ..عليه ان يتقبل الزفاف فى الفيلا لدينا
سيرفض بابا
قرصها بخفة من وجنتها لدى بابا وسائل تجعله يقبل
همست سلمى فى تأكيد لن يقبل ..قبلت يدى والدها وتساءلت هل يقبل حاتم هذا ..هزت رأسها نفياً مهما كان حنقها على حاتم فهى تعلم عزة نفسه وانه سيصر على الزفاف فى شقته البسيطة وعفش بسيط وضحكت وهى ستقبل
صلت العشاء وشربت كوب اللبن الدافئ الذى تحبه..اضاء جوالها برقم حاتم
اجابت :نعم
همس سلمى هل انت بخير
اجابت بخير تام ..يريد ابى التحدث معك غداً
عن ماذا
اسأله ..تصبح على خير واغلقت الخط بهدوء ثم الهاتف كله ونامت وعلى وجهها ابتسامة
رن موبيل حاتم ..رقم عامر
حاتم اين انت
لا شئ فى شقة الزهراء
لماذا
لاشئ على الاعتياد لانى ساتزوج بها قريبا ..اراك غدا
لم يفهم عامر حديث حاتم المقتضب لكن نزول ديان بملابسها افهمه الوضع بكل روية ..اعتصر قلبه الحزن وندى تخرج من المطبخ تحمل شطائر لتأكلها فى التراس ولم تكلف نفسها ان تسأله هل اكلت ..بل نادت ديان وتجاهلته تماماً
+++++++++++++++++++++++++++++++++
ارتمت لينا فى احضان والدها ..غمغم ابنة قاسية..ثم قبل رأس رئيفة بمودة
تعرف داليا ان الناغى يبدو قوى الشكيمة تعرف ان هذه الرجل ارهقته الحروب والقتل فى فلسطين ..جاء هنا ليبحث عن ذاته بعد تجربة زواج فاشلة وزوجة خائنة..ليتزوج تلك الالمانية الثرية التى تركته بعد عامين وتلقى حتفها تاركة ثروتها لابنته لينا..لم يتزوج رئيفة عن حب ..بل واجب نحو صديقه ووجد فى ابنها تعويض ضئيل عن ابنه..تخلى عن جنسيته واحتفظ بالجنسية الالمانية كان يريد حياة جديدة بعيد عن كل صراعات الماضى ..حتى عاد خالد...رفض عودة ابن الخائنة وطرده من منزله..صار خالد بالنسبة له ماضً يتهرب منه وخيانة لامرأة ضربت شره بمقتل..لولا رئيقة واخلاصها واصرارها على ضم خالد لاسرتهم...تقبل الامر واعتبر خالد امتداد له حتى اختفى رائد وقرر خالد العودة لاسرائيل يومها ضربه فى وجهه
اذهب يا ابن ليلى..اذهب لتنتزع امك من احضان عشاقها اليهود
لم يتسامح مع ترك خالد ابدا وصار عصبياً يثور حتى طرد لينا هى الاخرى..كان يزداد بؤساً واكتائباً ..لولا وقوف رئيفة بجانبه لقتل نفسه من زمن بعيد ..
اتسعت عينيه وهو يتبين وجود داليا
ابنتى الحبيبة..لم ارك منذ زمن..كيف حال الليثى ..طفرت عينى داليا بالدموع ..مات عمى منذ نحو شهرين
جلس الناغى وهو يتمتم
كان رجلا طيباً ..قوى الشكيمة عملنا فترة طويلة معاً..لم يفرقنا سوى رفضه زواجك من رائد ..معه حق من يتزوج فلسطينى
قالت لينا بغضب
بابا كلنا نحمل الدم الفلسطينى
همس بضعف ..اباك متعب لينا ..متعب لا يعرف ما يقول ..ثم نظر لرئيفة ..ورفيقة عمره تركته..رفت عينى رئيفة بالدمع ومن يجرؤ على تركك يا محمد يا ناغى ..نهض متعباً وهو يقبل رأسها
ارتدت لينا سترتها واحضرت لداليا سترتها
علينا تركهما الان يصفيان الخلاف بينهما..ثم ضحكت لم اعرف لأبى قلباً يبدو انه يحب هذه الصابرة عليه وقد ابتلت به وبابنائه
كانت الثلوج تغطى الشوارع بطبقة خفيفة..وقد وقفت عربة صغيرة على جانب الطريق فى مدخل المترو تبيع البطاطس المحمرة والمايونيز .اشترت لينا لها واحدة و لداليا واحدة ..لم تأكلى طعامك ..هذا يفى بالغرض
ضحكت داليا لبساطة لينا كم تغيرت هذه الصبية
اتكأت على احدى الدبب الخشبية
والان ماذا سنفعل
قالت لينا وهى تأكل بنهم اصابع البطاطس ..الاسبوع القادم ساغطى مؤتمر طبى هام ..يستمر اسبوع
أين
فى تل ابيب نفسها..وفرصة لامر على ليلى امه لخالد..قد احصل على بعض المعلومات..تقيم فى شقتها كنت احادثها واحادث خالد..فى الفترة الاخيرة ردت على الهاتف ثم اغلقته..وراءها شئ مريب
وضعت داليا نصيبها فى يد لينا .اكملى هذا..اخذته منها بأمتنان سأعود غدأ للقاهرة ..كيف ساظل على اتصال بك
امر سهل..الانترنت لم يترك مجالا لعدم التعارف
ضحكت داليا بمرارة ..لاتعرف ماذا تخبئ الايام لها..هل ستعود مرة اخرى يا رائد..تذكرت حاتم شقيقها..فاكتئبت بصمت