الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2020, 11:44 AM
المشاركة 2471
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كشكول منابر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (9)



غول التقاعد/ للشاعر محمد الحسن منجد يرحمه الله



اليومُ أكملتُ في التعليمِ أعمالي
وصِرتُ كالماءِ في أحضانِ غِربالِ

مهما نخلت به لم يبقَ لي أثر
تغلغُلَ الماء في صحراء آمالي

جاروا عليَّ أحالوني إلى هَمَلٍ
كأنَّني لم أكن أهلاً لإجلالِ

سَلوا الذين مضوا قبلي لمأتمِهم
كم من أبيٍّ قضى في ثوبِهِ البالي

* * *
غولُ التقاعُدِ شلَّ اللهُ قبضتَهُ
شقَّتْ براثنُهُ بالخوفِ سِربالي

ألوذُ بالنَّومِ خوفاً منْ حبائلِهِ
فيدخُلُ الحلمُ يغريني بأغلال

ويشتري النومَ من عيني ببارقةٍ
تلوحَ لي بينَ وسواسٍ وبلبالِ

ولستُ أملِكُ شيئاً أستطيعُ به
دفعاً لهذا سوى صمتي وإعوالي

فأرقبُ الفجرَ والآلامُ تطحنُني
طحنَ الرَّحى بينَ إدبارٍ وإقبالِ

ومن رآني أُغني اليأسَ محترِقاً
لاكَ الكلامَ ولم يعجبْهُ موَّالي

وازورَّ عنِّي كمنْ يزورُّ عن دَنَسٍ
أو عن وباءٍ سرى في كلِّ أوصالي

كذا بدا الناسُ مذْ لملمتُ أمتعتي
فجلُّهم بين غدَّارٍ ومحتالِ

* * *
ستُّونَ مرَّتْ وما هلَّتْ سحائبُها
غيرَ الدُّموعِ وقيل الناس والقالِ

ستُّونَ ما كحَّلتْ عينيَّ بارقةٌ
وما أطلَّتْ سوى الأوهامُ في بالي

حتَّى وصلتُ لحالٍ في مجاهلِها
أستعذبُ الصَّمتَ في حِلِّي وتَرْحالي

ألوكُ خبزَ شقائي في مُجابهةٍ
معَ النفاقِ فساءتْ كلُّ أحوالي

حتى الذينَ غدا دمعي لهم شُعلاً
نَسَوْا ودادي أحالوهُ لإهمالِ

وما تعودتُ إغضاءً وتَرضيةً
وما مددتُ يديْ سلْبَاً لأموالِ

وما خفضتُ جناحيْ عند مُنْتَفِجٍ
وما انحنيتُ سوى للخالقِ العالي

أمضي إلى سُدَّةِ السبعين مرتقِياً
سلالمَ الطّهُرِ مزهواً بأفعالي

وسوف أمضي إلى التسعين لو سَمَحتْ
كفُّ المنونِ ولم أعبأْ بأثقالي

تشدّني أمنياتٌ أينعتْ صُوراً
من الجمالِ تحدَّتْ كلَّ جوَّالِ

* * *
سأمتطي القهرَ بالإيمانِ أسرجُهُ
أحاصرُ الزيف في أوكارِ أنذالِ

حتَّى إذا لم أدعْ للغدرِ مُتَكأً
أهوي عليه وألقيه لأوحالِ

وأضرِمُ النَّارَ في أوكارِ معقِلِهِ
ليرقصَ الحقُّ تيَّاهاً بخَلخالِ

هناكَ أَبراُ من يأسٍ يمزِّقني

فأستريحُ .. لقد ألقيتُ أحمالي