عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2010, 08:49 AM
المشاركة 76
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


* في المحراب
وحين ندفت عيناي بحفنة من الثلوج المستعرة بالندم ..
كنت أرتجي عبودية من آمنت بربها فزادها هدى ..
لم يعد في حوزة البصر غير هشيم متشظي من النظرات المجللة بالبلل ..
والروح تطفق صوب الغيم وتحلم بسدرة المنتهى ..
تهيم هناك بجوار الجليل وأحجبة النور تبزغ ولا تدركها الأبصار إذا ما دكت الجبال .. وخر الآنام صعقآ ..
قال لي قلبي وهو يجلس أمامي كرجل حكيم :
- ما جدوى التردي في التهلكة وقد أوتيتِ مزامير الحكمة المنقوصة .. ولن يزيدها الألم إلا بترا ..
وأقبلت كياستي من جوف الصمت الذي آل علي كبحر وخيم لجي .. تستقبلها رجفة حطت على أطرافي :
- لا تدعي واعز الهوى يحط من قدرك في محراب تحفه الملائكة ..
وقام ضميري ينتحب : وأنى الغفران بعد " وإن عذابي هو العذاب الأليم " ؟
وتمتم وعيي : أجل .. ملائكة كرام .. فهل تظنينها تصلي بمعيتك بكرة وعشيا ..!
وعكفت الأصابع على التهليل , وعقدت بين فواصل العظام .. تريدها شاهدا يوم التغابن ..
وعاود الصدى يتردد في بين الحنايا " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم "
وكدت أن أقصص على نفسي الأمارة بالسوء .. بأمنيات تشرذم وهجها .. وغارت كما تغور النجوم ..
فأنى لي بنور كمصباح دري في زجاجة تفوح بعطور " جنة عرضها السماوات والأرض "
وما فر من الأماني في تلجلج الخشية والأضلاع تنكمش بالفزع , كآلاء من السماء اشتقتها ذات فقد ..
وهمهم الحارث في صلاتي . فزجرته باستعاذة خنس على إثرها وهو يتوعدني بمرة أخرى ..
وعزني الندم في خطابه .. والركعات تنساب على ركبتي والدمع يهطل ..
وفي هنيهة التسليم .. كانت السكينة تهبط على حواسي " ومن يتق الله يجعل له مخرجا "
فامتشقت الطمأنينة وخلدت إلى ذكر لا تشوبه الأوهام ..
وإنما حسن الظن والتوكل ..
فاستكانت نفسي رويدا .. ونامت ..