عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 09:23 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




المنارات



ريبنز Rubens



يا نهراً للنسيان


وبستاناً للكسل


ووسادة من لحم غضّ


لا للغزل


ولكن لتزدحم عليها الحياة


وتضطرب بغير انقطاع


كما يضطرب الهواء


في الفضاء والموج في البحر



ليونارد دي فنشي Leonard de Vinci


يا مرآة عميقة فاتحة تلوح فيها فاتنات الملائكة


بابتساماتهن الغامضة من خلال جبال الجليد


وأشجار الصنوبر التي تحاصر بلادهم


رامبراندت Rembrandt


أيها المشفى الحزين


المملوء بالهمسات


المزين بصليب ضخم تفوح منه الصلوات


من بين الأقذار ممزوجة بالدموع


لم يظفر من الشتاء إلا بشعاع مفاجئ


مايكل أنج Miehel Ange


أيها المكان الغامض الذي تختلط فيه


العمالقة بالمصلوبين


وتنتصب الأشباح الجبارة


ممزّقة أكفانها عند الشفق ممدودة الأصابع


بيجي Puget


أيها الإمبراطور الحزين


للمحكومين بالأشغال الشاقة


أيها القلب المملوء كبراً


والرجل الشاحب الكئيب


يا من عرفت كيف تلملم


الجمال من ملامح الأوغاد


ويا غضب الملاكمين وقحة الحيوان


واتو Watteau


أيها الكرنفال الذي تهيم


فيه القلوب الكبيرة مضيئة كالفراش


والزخرف الغض المجنّح


الذي يغمره نور الثريات


فيسكب الجنون


على هذا المرقص الصاخب


غويا Goya


أيها الكابوس المملوء


بالأسرار المجهولة والأجنة


التي تطهى في اجتماع السّحرة والأطفال


والعجائز بأيديهن المرايا عاريات


يسوين من جواربهن لإغواء الشياطين


دي لاكروا De lacroix


يا بحيرة من دم


يسكنها ملائكة أشرار


تظللها غابة من أشجار الصنوبر


الدائمة الخضرة تمر بها


تحت سماء حزينة أنغام غريبة


كأنها زفرة مجنونة


من زفرات الموسيقي


ويبير Weber


هذه الشتائم واللعنات والشكاوى


والنشوات والعويل والدموع والصلوات


كل ذلك ليس سوى صدىً تردده المتاهات


وأفيون إلهيّ للقلوب الفانية


والصرخة التي يرددها آلاف الحراس


والإيعاز الذي ترجّع آلاف الأبواق صداه


والمنارات التي تضيء فوق القلاع


ونداء الصيادين التائهين في الغابات


حقاً يا مولاي إن خير شهادة نرفعها إليك


هي هذه الزفرة الحارة


التي تنتقل من جيل إلى جيل


لتموت على شاطئ أبديتك




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)