عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2011, 02:56 PM
المشاركة 805
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عدنان الداعوق

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عدنان الداعوق (1932 - 1986)Adnan Daouk ينتمي بجذوره إلى عائلة الداعوق احدى أعرق العائلات البيروتية المعروفة، والده كامل أفندي ابراهيم الداعوق، كان من أوائل الخريجين العرب من كلية الحقوق بجامعة استامبول أو ما كان يعرف بجامعة الاستانة مكتب الحقوق الشاهاني عمل في سلك القضاء واتسم بالعدل ورفعة الخلق والاستقامة وتنقل بين مدن سوريا واقضيتها المختلفة، ولد عدنان في مدينة حلب وكان الاصغر بين اخوته،
ذاق مرارة اليتم وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، بدأ عدنان بالرسم منذ الطفولة، ولكنه بدا بالكتابة ولم يزل على مقاعد الدراسة يشجعه على المضي في ذلك الدرب أساتذته في ثانوية ابراهيم هنانو أمثال العمالقة خليل الهنداوي، وزكي الارسوزي، وصدقي اسماعيل، نشر العديد من القصص والمقالات في الدوريات المحلية والعربية وخاصة في القاهرة وبيروت، شارك في المؤتمر الأول التأسيسي للادباء العرب الذي عقد في القاهرة عام 1958 وكان أصغر اعضاء المؤتمر سنا (28 سنة)،

انتقل بعد وفاة والده إلى حمص وهو في سن التاسعة عشرة، عاش فيها واحبها وكان في ريعان شبابه.. تحسـس آلام هذه المدينة وتنسم آمالها وسطر أمجادها وبطولاتها فعاشت في كيانه فكراً وأدباً وتاريخاً وعطاء..يصورها أجمل تصوير في قصص يصوغها بأسلوبه العذب، رعى الشوق الذي تكنه مدينة ابن الوليد لأبنائها المغتربين والحنين الذي يجيش في نفوس أولئك المغتربين نحو موطنهم فساهم في تأسيس رابطة أصدقاء المغتربين فكانت له صلات وشيجة معهم فكان صديقاً للشاعر جورج صيدح وكان بينهما مراسلات لم تنقطع حتى فرقت المنون بينهما. كما كانت بينه وبين المرحوم الأديب المهجري نظير زيتون صلات ودٍ ومحبة وقد بادله زيتون الإكبار والتقدير فقدم له كتابه (ذات الخال) القاهرة 1959. كان وحدوياً ووطنياً إلى أبعد الحدود يتحسـس آلام أمته وما زال أبناء حمص يذكرون له مأثرة مساهمته في دعم الهلال الأحمر ونشاطه في جمع التبرعات بالدم لجرحى حرب لبنان. تعرض للسجن مرات عدة بعد انفصال الوحدة بين مصروسوريا عام 1961 وبقيت الملاحقات الأمنية تقض مضجعه حتى فر إلى المملكة العربية السعودية عام 1977 وتوفي في الرياض عام 1986
تزوج في العام 1960 من المربية الفاضلة السيدة أميمة هاشم الجندي وله منها ثلاثة أبناء خالدجاهدوزياد
بدأ كاتباً قصصياً في أواخر خمسينيات القرن العشرين مع إصدار مجموعته الأولى "ذات الخال" (1959) التي حفلت بخصائص القصة القصيرة، واعتنت بعناصرها الفنية، ولا سيما الحديث عن نماذج بشرية في حال معاناتها وقلقها من ضغوط الحياة ضمن أسلوبية تحليلية للواقع والنفس في آن واحد، ثم تتعمق القصة في رؤية المواقف في خضم المشكلات النفسية والاجتماعية.‏
اهتم عدنان الداعوق بوضع الدراسات والبحوث التاريخية والنقدية عام 1968، فوضع كتابه «أبطال وأمجاد ـ سجل في تاريخ حمص الثوري عام 1925»(15) وهو تاريخ الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، وأهدى الكتاب إلى أبنائه «خالد وجاهد وزياد وإلى أبناء هذا الجيل كافة الذي يلتمس خيوط النور ليصنع بها غده المشرق الوضاء» (ص5).‏
ونقل في الكتاب قصة الأبطال كما أملاها الأحياء منهم «بصدق وأمانة، وبندب وجروح غائرة وكسور قد جبرت في غير انتظام، لأنه لم يكن لديهم الوقت الكافي للراحة، وحتى تجبر الكسور.. وبالرصاص الذي اخترق أجسادهم في أكثر من موضع» (ص17).
وقدم لكتابه بلمحة تاريخية، وحوى عدة فصول عن بداية الثورة ومعركة المزرعة ومعارك المسيفرة والغوطة والثورة في حماه وضرب دمشق وثورة النبك، ثم خصص القسم الثاني الأكبر للثورة في حمص: بدايتها والتخطيط لها ـ ثوار حمص في النبك ـ ثوار حمص في الهرمل ـ أول معركة في المدينة ـ مجزرة خربة غازي ـ نظير النشواتي حياً ـ الأسطورة الخالدة ـ من هو خيرو الشهلا؟ ـ تحول وجه الثورة ـ ثوار حمص في معركة كفر بطحا ـ أشهر معارك المدينة ـ العودة إلى حمص ـ اعتقال نساء الثوار ـ واقعة السيباط ـ واقعة الفاخورة ـ مصرع الحاج دلال ـ انتقام الثوار ـ الثورة تحل مشاكل العمال ـ موقف رجال الدين من الثورة ـ اختطاف حسن إدريس ـ اختطاف ريف الحسيني ـ اختطاف عبد المجيد آغا سويدان ـ اختطاف صفا حاكمي ـ دور المدينة المشرف في حماية الثورة ـ آخر المواقع ونهاية الثورة.‏
اعتنى عدنان الداعوق أيما عناية بشكل القصة الإتباعي الذي يهتم بعناصر البناء التقليدي من التقديم إلى العرض فالذروة فالخاتمة ضمن فضاء مفتوح على الاحتمالات في رؤية المشكلات الواقعية والوجودية التي تتمازج مع أمشاج اللامعقول أحياناً، وهو المناخ الأدبي السائد آنذاك لدى شيوع الفلسفة الوجودية وفلسفة العبث والتحليل النفسي.‏
وأشار الروائي نظير زيتون في مقدمته لمجموعة الداعوق الأولى «ذات الخال»(16) إلى الخلجات الإنسانية والقبسات الوجدانية والرهرهات الاجتماعية منسابة على الأوراق وساجية الأحداق وهفافة الأشواق ووردية المذاق ورخيمة الأبواق في قصصه المنسابة انسياب الجدول الرقراق فوق اللآلئ الرِّقاق، بما يفيد شعرية القصة وإيمائيتها وبراعتها في الحب ولباقتها في السرد وطلاوتها في الأسلوب وتساميها في الغاية.‏
وأيد القاص والروائي المعروف محمد عبد الحليم عبد اللّه في تصديره للمجموعة إياها رأي زيتون على أن القصة عند الداعوق(17) صورة شاعرية بحتة ليس فيها إلا حدود الصورة، ويكتمل مبناها الدلالي الثّر بسحر عنوانها، فقد توافر على سبيل المثال لقصة «أعمى» عناصر كثيرة للقص الرفيع، «فحلاوة السرد وتناسقه وتوافق تموجاته واطراد البناء ووفرة عنصر التشويق، كلّها قائمة في هذه الأقصوصة» (ص17).‏
اهتم الداعوق بالتحليل النفسي لنماذجه البشرية تحت وطأة معاناتها من قلق الوجود واختلاط المشاعر والكرب الذاتي المقيم على نحو شديد التبسيط غالباً، فتتحدث قصة «التمثال» عن اندفاعة شاب في الخمرة إثر اليأس من الحبّ، ويتأسى الحبيب من خيبته عندما يخطف المرض محبوبته في قصة «القلوب عند بعضها»، وختم قصته بجذوة تحليله: «ولكنه رغم البعد وطول المسافة بينهما كان يردد في نفسه دائماً: إن من أحبّ أحداً لابدّ أن يكنّ له صاحبه نفس الحب، ولو لم يفصح له أو يقابله.. أو حتى لو فصلت بينهما رحاب الأرض الواسعة، فالقلوب عند بعضها دائماً» (ص40).‏
ويستغرق الداعوق في تأمل مشاعر الحبّ في حالاته المتأججة الصاخبة أو الهادئة، ففي قصة «عندما يخطئ الحب» تنغمر نفس الزوجة باعترافاتها عن نأي زوجها ومكنونها لشاب جذاب علقته ذات مرة في مصيف، وما زالت تتهجى لغة الحبّ المعذبة:‏
«وعند المساء.. وكل مساء، عندما كنت أطل من نافذتي إلى الصخرة العالية، كنت أجد شبحاً يجثو هناك، عند أعلى الصخرة.. وكأنه عابد يكّفر عن ذنوبه وخطاياه في هيكل العبادة والتقوى.. فأهمس مع الليل همسة مؤلمة، وأقول:‏
- ويل للمرء عندما يخطئ الحبّ معه» (ص122).‏
واستفاد الداعوق في مجموعاته القصصية اللاحقة من تيار الوعي والتداعيات الحرة وتشظية الزمن من خلال تثمير تقانات الاسترجاع في الإحاطة بالتجربة البشرية موضوع القص كما هو الحال مع قصتي «في الطريق» و«الساعة الخامسة» من مجموعته «السمكة والبحار الزرق» (1962)، وتهتم الأولى برصد أحزان زيارة قبر الأم، وتقوم الثانية على التداعي وفيض الذكريات لامرأة تأمل اللقاء المعسول بالحبيب.‏
أصدر 17 مجموعة قصصية وروايتين منها :
1- 15 قصة سورية. القاهرة1957.‏
2- ذات الخال. قصص. القاهرة1959.‏
3- وحدة الحب. رواية. بيروت1959.‏
4- ستشرق الشمس زرقاء. قصص. القاهرة1961.‏
5- 15 قصة من حلب. بيروت1962.‏
6- السمكة والبحار الزرق. قصص. بيروت1964.‏
7- مدينة العبيد. قصة مطولة. مدريد1967.‏
8- من روائع القصص العربي الحديث. مدريد1968.‏
9- أبطال وأمجاد. سجل في تاريخ الثورة السورية. حمص1968.‏
10- نظير زيتون الإنسان. دراسة في حياته وأدبه (تحرير وجمع). دمشق1968.‏
11- أزهار البرتقال. قصص. دمشق1969.‏
12- قارب الرحيل. قصص. تونس1975.‏
13- آدم والجزار. قصص. دمشق1979.
14- الغد والاحلام. قصص الرياض1984.
(15) - عدنان الداعوق: أبطال وأمجاد ـ سجل في تاريخ حمص الثوري عام 1925. مطبعة الأندلس ـ حمص1968.‏
(16) أنظر أعماله القصصية:‏
- ذات الخال. قصص من الإقليم الشمالي ـ دار مصر للطباعة ـ القاهرة1959.‏
- السمكة والبحار الزرق. مجموعة قصص ـ دار مكتبة الحياة ـ بيروت1964.‏
- آدم والجزار. قصص. منشورات اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق1979.‏
الرحلة الأخيرة...
كان هناك ما هو أقوى من الصمت بكثير يلف وجوده ووحدته وأرقه.‏
الفراش اللين يطرده، والهدوء الساكن يخاله صخباً وعنفاً مرعباً.‏
والجو. كل الجو المحيط به يظنه يريد أن يبتلعه ولا يبقي له أي أثر. ويسمع من بعيد عجلات القطار تتحرك.‏
ويمتد أمام المارد الأسود قضيبان، يبتعدان ويبتعدان إلى أن يصلا إلى منطقة لم تطأ أرضها قدم إنسان.‏
وتبدأ الرحلة...‏
‏ القطار يسير ببطء.. والعجلات تطوي طريقاً مظلمة.. ثم تأخذ السرعة كل شيء، فتلف الوجود كله بصمت. هو صمت السرعة يأكل كل شيء ولا يترك أخيراً صورة واحدة مهزوزة مطموسة المعالم.‏
كانت تجلس مبتسمة على أريكة طويلة في إحدى المقصورات.. وكان زوجها