عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 11:11 PM
المشاركة 27
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سونيت 50





ما أثقل الوطأة التي أرحل بها على الطريق


حين يكون ما أَنْشُدُهُ نهاية رحلتي الألمية


هل يُعَلّمُني ذلك اليسر وتلك الراحة أن أقول


"ما أبعد هذه الأميال التي تقصيك عن صديقك"


....


الدابة التي تحملني، مُتْعَباً بمحنتي


تتثاقل مبطئة في مشيتها لتحتمل الثقل الذي بداخلي


كأنما بشيء من الغريزة عَرَفتْ هذه المسكينة


أنّ راكبها لا يحب السرعة طالما جعلته بعيداً عنك


....


المهماز الدامي لا يستطيع أن يستحثها قُدُما


عندما يخزها الغضب في ضلعيها


فتجيبني مثقلة بالأنين


إجابة أكثر حدةً لي من المهماز في جنبيها


....


لأن نفس هذا الأنين يجعلني أتذكر حالي


حزني العميق أمامي، وفرحتي خلفي




ترجمة: بدر توفيق





L





How heavy do I journey on the way


When what I seek, my weary travel's end


Doth teach that ease and that repose to say


'Thus far the miles are measured from thy friend


The beast that bears me, tired with my woe


Plods dully on, to bear that weight in me


As if by some instinct the wretch did know


His rider lov'd not speed being made from thee


The bloody spur cannot provoke him on


That sometimes anger thrusts into his hide


Which heavily he answers with a groan


More sharp to me than spurring to his side


For that same groan doth put this in my mind


My grief lies onward, and my joy behind





سونيت 51




هكذا يمكن أيها الحبيب أن تغفر إساءة البطء


لمطيتي الكسول وأنا أَغُذُّ الخطى مبتعداً عنك


فلماذا أستعجلُ نفسي من حيثما أنت مقيم


وحتى أعود ليس هناك ما يدعو للعجلة


....


أيّ عذر إذن يمكن أن تراه دابتي البائسة


حين يبدو الحد الأقصى للسرعة بطيئاً


أينبغي عليّ استخدام المهماز رغم أني أمتطي الرياح


في السرعة المجنحة لا أقوى على تمييز الحركة


....


إذن، ليس هناك حصان يستوي في سرعته مع رغبتي


لهذا، لو شَبتْ الرغبة في اكتمال الحب


لن يثقلها تراب الجسد في اندفاعها الملتهب


لكن الحب من أجل الحب هو العذر الذي يصفح عن فرسي العجوز


....


لقد أبطأت خطاه السير لأنه يمشي مبتعداً عنك


لكنني أتركه يمشي، وأجري أنا لو كنت راجعاً إليك




ترجمة: بدر توفيق





LI





Thus can my love excuse the slow offence


Of my dull bearer when from thee I speed


From where thou art why should I haste me thence


Till I return, of posting is no need


O! what excuse will my poor beast then find


When swift extremity can seem but slow


Then should I spur, though mounted on the wind


In winged speed no motion shall I know


Then can no horse with my desire keep pace


Therefore desire, of perfect'st love being made


Shall neigh, no dull flesh, in his fiery race


But love, for love, thus shall excuse my jade


Since from thee going, he went wilful-slow


Towards thee I'll run, and give him leave to go



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)