عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2014, 11:08 PM
المشاركة 2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه نبذة مختصرة في أصول التفسير جمعت فيها مهمات مسائل هذا العلم، وخلصتها من النقول والتطويل ليحسن شرحها وحفظها ولتكون مقدمة للمبتدي وتذكرة للمنتهي ، وسميتها: (الركيزة في أصول التفسير).
وأرجو الله أن يتقبلها ويجعلها خالصة ويباركها وينفع بها شداة العلم وأهل القرآن.
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
______________________
الشرح:
يقول الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ! اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و ارزقنا علماً ينفعنا ، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحَزْن إذا شئت سهلا ، أيها الأحبة:
أسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعل هذا الاجتماع اجتماعاً مباركاً عليَّ و عليكم و على من يسمعه من إخواننا المسلمين ،هذه مجالس في شرح هذا الكتاب الذي بين أيديكم و هذه هي طبعته الأولى و اسمه الركيزة في أصول التفسير وكثير من الناس يدخل إلي العلوم من دون مقدمات و بهذا يُحرم فائدة العلم، فهو يقرأ كثير من المسائل و المشاكل في كتب أهل العلم و لا يستوعب و لا يدري كيف حصل هذا و لا يدري كيف يخرج من تلك الإشكالات. فإذا تعلم الأصول و القواعد الممهدة و المقدمة لذلك العلم؛ انتفع كثيراً بما يقرأ، و على سبيل المثال كتب التفسير كثيرون من الناس يقرأون فيها و لكنهم يخرجون منها بكثير من الإشكالات و لا يستفيدون بما فيها من العلم بسبب أنهم لم يتعلموا الأصول التي بُني عليها التفسير ، بعض الناس يقول لي: قرأنا في تفسير ابن كثيرو ليتنا ما قرأنا فيه لأننا لما قرأنا في الأية وجدنا خمسة أقوال و والله ما ندري أين الصحيح و لا أين السقيم و لا الراجح من المرجوح و لا عرفنا لمَ ذكر ابن كثير ذكر هذه الأقوال ،وجدنا ابن عباس يذكر عنه قولان ، وله في الآية روايتان ، ولا شك أن هذا الأمر الذي وقع فيه هذا الشخص إنما أوقعه أنه ما تعلم أصول التفسير.
و أحيانا تجد ألفاظاً و مصطلحات مشى عليها العلماء المتقدمون و اختار المتأخرون غيرَ ما كان عليه المتقدمون؛ فصار هذا الطالب لا يدري و لا يعرف كيف يتخلص من هذه المصطلحات ، يقرأ مثلا في قول الله عزَّ وجلَّ :
( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) (سورة الشعراء)
يقول (المفسر من المتقدمين)هذه الآية ناسخة لقول الله عزَّ وجلَّ (و الشعراء يتبعهم الغاوون) ،فيقول (طالب العلم) :كيف تكون ناسخة و ما فيها نسخ و هذا مثله لا يُنسخ
، نعم! السلف كانوا يستعملون كلمة النسخ أو هذا المصطلح لكلِّ ما يرد من استثناء على النص أو من تخصيص له يسمونه نسخاً ، و لكنَّ المتأخرين استعملوا مصطلح النسخ في شيء محدّد أو أمر معين موصوف لا يتعداه إلي غيره ، فالتخصيص له اسم و الاستثناء و النسخ كلها لها مصطلحات مستقلة .
إذاً دراستنا لهذا العلم ضرورية جدا لكي نفهم كلام المفسرين و لكي نتقي الغلط و الانحراف في التفسير و لكي نعرف الراجح من أقوال المفسرين إذا اختلفوا و لكي يكون عندنا قواعد نستفيد منها و نعتمد عليها في فهم كلام الله عزَّ و جلَّ ، و هذا كله بإذن الله سنمر عليه مرورا عابرا و ليس عميقا لأن خمسة أو ستة مجالس لا تكفي لكي يتعمق الإنسان في مثل هذا العلم ، و لكنها تعطيه نبذاً و مقدمات مهمة منها يدخل إلي فصول هذا العلم و مسائله العميقة ، و أسأل الله أن ينفعني و إياكم بهذه المجالس و أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم و أن لا يحرمنا أجرها و أن يرزقنا فيها العلم النافع و القول السديد و الرأي الرشيد و أن يجنبنا و إياكم الخطأ و الخطَل و العُجْب و الرياء و السمعة أنه وليّ ذلك و القادر عليه!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا