عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
6487
 
نهاد رجوب
كاتبـة فـلسطينيـة

نهاد رجوب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
242

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة

رقم العضوية
9515
12-07-2010, 12:24 PM
المشاركة 1
12-07-2010, 12:24 PM
المشاركة 1
افتراضي رسالة إلى ذلك الصغير..أحمد
صغيري ومهجة قلبي، أحمد:

ربما لا تعي حياة الكبار ومسؤولياتهم، لكني على يقين بأنك تدرك أسباب غيابي، فلا تلمني على هذا الأمر،
أخبرني الجميع بأنك كنت تأتي إلى بيتي كل يوم وتبحث عني، تدق الباب وتصيح بأعلى صوتك وتبكي إلى أن تملّ البكاء والانتظار خلف بابي المغلق، كم آلمني يا صغيري أن أسمع حديثهم، تمنيت لحظتها لو أنك قريب لأضمك وبشدة لأروي عطش حرماني منك،

لا تعلم كم أثر فيّ حديثهم، أحسست أني أهملتك فعلاً سامحني على ما فعلت..
ذهبت مساءً إلى بيتك لأراك، فوجدتك نائماً، لم أحب إيقاظك، قبّلتك ومسحت على شعرك ثم تلمست يديك الصغيرتين وبرفق أرجعتهما إلى دفئهما ونومهما العميق، نازعتني رغبتان وأنا واقفة بقرب سريرك، رغبت بانتشالك وضمك إلى قلبي لأدفئك بحبي وأعطيك فرح الدنيا.أو أن أتركك لنومك الذي طالما انتظرته والدتك فقد علمت منها أنك أتعبتها وهي تحاول إرضاءك.


رجعت إلى بيتي لا أحمل في ذهني إلا صورتك المطمئنة في سريرك الصغير، وتداعب خيالي قسمات وجهك العذبة، فتوقظني ملامحك البريئة لساعات طويلة ليلاً، أحدق في سقف غرفتي فلا أرى إلا عينيك الصافيتين تتابع ناظري أينما أَجَلتـه، وغمازتين صغيرتين تدعواني لأسافر بخيالي إلى تلك الأماكن المنسية من ذاكرتي، أبكي في سرّّي وأدعو الله أن يرزقني طفلاً رائعاً مثلك، يملأ أيامي فرحا وبهجة، كم تمنيت لو أنك طفلي بحق، كنت سأحميك حتى من نفسي وأنا أحن الناس عليك،
حديثهم أوقد نارا بداخلي، إن حبي لك ليس وهماً،فهم لا يعلمون مدى الألم الذي يصاحبني في ليلي ونهاري ، يخاف الجميع على أبنائهم مني، يعتقدون أني أحسدهم على نعمتهم باحتضانهم أطفالهم، حتى أمك منعتك عن المجيء إلي، لست سيئة يا صغيري لألحق الأذى بك وبمن حولك، وكم تكون سعادتي كبيرة وأنا أقوم برعايتك وترتيبك..

تغيرت كل مفاهيم حياتي بلمسات طفولية نقشتها على جدران حياتي، عندما تأتي إلي تتناثر الفرحة في بيتي وروحي،أحس بالحيوية تملأ جسدي، أتمنى لو تبقى معي للأبد وأمنحك كل ما أستطيع من سعادة، كم أنت جميل يا بني، عذراً ربما الآخرون لا يريدون أن أناديك بهذا اللفظ.


ستكبر يوما يا صغيري وستعلم أني أحببتك أكثر من نفسي، وأني دائما تمنيت لك الخير، ستكبر غداً لكني لا أدري ربما لن تجدني في أيامك تلك ..لذا سأبقي هذه الرسالة للزمن ليخبرك بها ويبرهن لك ولغيرك صدق حبي، فلا تنسَ حينها أن تدعو لي بالرحمة. لا أريد أن أختم رسالتي بقولي: أمك المحبة، لأن لا أحد يملك الحق بقولها غير أمك الحقيقية وهي جديرة بذلك وأوصيك بها دائما.

وداعاً يا صغيري الرائع

نهاد





عندما يوزع الله الأقدار ولا يمنحني شيئا أريده أدرك تماما

أنه سيمنحني شيء أجمل مما أريد




اللھم لا تعلق قلبي بما ليس لي ... واجعل لي بما أحب نصيب