عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2012, 04:25 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ورقة عمل

عنوان ورقة العمل:
"إتاحة الفرص للإبداع ومساندة الأنشطة الداعمة للموهوبين".

هذه الورقة مقدمة ل: شعبة العلوم والابداع جامعة الدول العربية .

محاور ورقة العمل:
اولا: رؤية تربوية حول رعاية الموهبة والإبداع وإثرائهما عن قرب وعن بعد.
ثانيًا : تقديم بعض النماذج العلمية لتصميم تعلم الموهوبين والمبدعين.
ثالثًا : اقتراح بعض أساليب وبرامج إثراء الموهبة والإبداع .
رابعا : تقديم بعض الحلول العلمية لتوظيف التقنية في رعاية الموهبة والإبداع.
خامسا: توصيات.

==============
مقدمة ،،

ان سمة الابداع هي اهم سمة من سمات الشخصية الانسانية، كونها مصدر كل عمل يأتي بجديد، ويكون خارج اطار السائد والمألوف، ومن هنا فأن الابداع هو مصدر التقدم والتطور الحضاري الانساني.

لقد حاولت البشرية منذ عصر الفلاسفة الاغريق فهم سر الابداع، واجتهدت في تقديم نظريات حاولت تفسير هذه السمة الانسانية المهة واستمرت هذه الجهود، وحققت قفزة نوعية في القرن التاسع عشر بعد ولادة مبدأ الطاقة، ونظرية داروين.

حيث اصبح ينظر الى الانسان بشكل عام على انه نظام طاقة وان الدماغ والذي هو مصدر كل عمل ابداعي هو نظام طاقة ايضا، وعليه حاول بعض المفكرين خاصة اتباع مدرسة التحليل النفسي والتي اعتمدت على ملاحظاتها الكلينيكية تقديم تفسير لسمة الابداع اعتمادا على هذا الفهم.

ابرز هؤلاء المفكرين هو عالم النفس فرويد الذي اعتبر ان الابداع عبارة عن حالة نفسية تنتج عن الصراع الحاصل بين رغبات الفرد الجنسية والمجتمع الذي غالبا ما يسعى لاحباط تلك الرغبات وكنتيجة لهذا الصراع يحدث الابداع.

لكن ادلر تلميذ فرويد رفض ان الابداع هو نتاج احباطات جنسية تنتج عن ذلك الصراع الذي تحدث عنه استاذه فرويد ووضع نظرية جديدة اسمها "نظرية التعويض" حيث ادعى بأن الابداع ما هو الا عمل تعويضي لنقص في الحواس تحديدا.

كارل يونج تلميذ آخر من تلاميذ فرويد رفض طرح استاذه وطرح ادلر وادعى ان الابداع سمة يتم توارثها عبر حجرات وراثية تحمل في ثناياها الخبرة والحكمة الانسانية اسماها الاركيتايبس the archtypes .

وفي تزامن مع طروحات مدرسة علم النفس التحليلي حاول عدد من الباحثين ومن خلال استخدام اساليب البحث الحديثه والتي تعتمد القياس والاستدلال والبيانات الاحصائية حاولوا تقديم تفسير للسر المرتبط بمصدر القدرة الابداعية، ولكن الدراسات هذه لم تكن حاسمة فبعضها رجح ان القدرة على الانتاج الابداعي هي موروثه، لكن دراسات اخرى قدمت العوامل البيئية المحيطة على العامل الوراثي.

ولكن هذه الدراسات لم تحسم الجدل بشأن طبيعة السمة الابداعية ومن اين يأتي الابداع ولذلك ظلت هذه السمة محور اهتمام لكثير من الباحثين والمفكرين حتى الوقت الحاضر حيث ادعى ميشيل انفري الفيلسوف الفرنسي ان سر القدرة الابداعية يكمن في طاقة الجسد.

في بحث لي بدأته منذ اربعين عام تقريبا، وقمت به بعد ان لمع في ذهني ان هناك ارتباط بين سمة الابداع واليتم، تبين لي وبعد اجراء عدد من الدراسات التحليلة والاحصائية بأن فئة الافراد الاعلى اداءا في المجتمع الانساني ( العباقرة في كل المجالات القيادة، واعظم الناس، واصحاب الانجازات الفذة الخالدة الخ ) جاءوا من بين فئة الايتام، وقد اظهرت الدراسات الاحصائية المنشورة هنا في منبر الدراسات ان ( اليتم ) عامل مشترك اعظم لدى افراد كل العينات التي اجريت عليها الدراسات وبنسة تتعدى 50% وهي نسبة تتعدى عامل الصدفة بكثير( فيما عدا عينة كتاب افضل مائة رواية عربية حيث يبدو ان العيب هو في الية الاختيار غير الموضوعي لافراد العينة فلم تكن الروعة والافضلية بحد ذاتها هي العنصر الاساسي في الاختيار وانما الانتماء الى اتحاد الكتاب العرب وربما عناصر اخرى اثرت سلبا على النتيجة، كما ان غياب الكثير من تفاصيل السيرة الذاتية للكتاب العرب اثر سلبا على النتيجة ).

هذه الدراسات لم تدع مجالا للشك ان الافراد الاكثر ابداعا وعبقرية وقدرة على الانتاج الابداعي المميز والخارج عن السائد والمألوف في كل المجالات، يأتون من بين الايتام فعليا وبنسة تتعدى %50 ثم من بين الايتام اجتماعيا والمأزومين في طفولتهم وحتى سن الحادي والعشرين.

كل ذلك اكد ان الايتام هم "مشاريع العظماء" وهم عظماء المستقبل، وقد الفت كتاب بعنوان "الايتام مشاريع العظماء" يعالج ويرصد كل ما يتعلق بهذا الطرح.

ورقة العمل هذه تأخذ في الاعتبار وتقوم على ما توصلت اليه هذه الدراسات والاستنتاجات، وهي لذلك تعتمد اسلوب ثوري في معالجة ظاهرة الابداع، وتطرح تصورات ومقترحات غير مسبوقة للكيفية التي يجب ان يتم اتباعها من اجل تأهيل مشاريع العظماء وصناعة عظماء المستقبل والذين يأتون من بين شريحة الايتام كونها الشريحة الاهم في هذا المضمار.

يتبع،،