الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2021, 04:59 PM
المشاركة 3430
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كشكول منابر
مقالة أعجبتني

جرت العادة على وصف

المرأة بالرجولة عندما تحسن

التصرف فى موقف من المواقف

التى تعودها الناس أن لا تصدر إلا من الرجال

يقولون : فلانة وقفت وقفة رجال

و أحيانا توصف بأنها

بمائة رجل من فرط الاعجاب بها

فى حين تسلب صفة الرجولة

من بعض الرجال

عندما يقفون وقفة لا تليق بالرجال ..!!

رجل .. كلمة لا تقال إلا لصفوة

البشر كلمة .. حين تسمعها

لا تستطيع إلا أن تقرنها

بتحمل المسؤولية و الثبات

على الحق و الوفاء بالعهد و مع ذلك ..

تاه معناها

و أختلطت مفهومها الحقيقى

عند الكثير من الناس

العجب كل العجب أن يرى أحدهم أن الرجولة

ما هى إلا تحرر فكري و مادي

يكسر بهما كل القيود ..

حرية تكفل له فعل أي شيء

و كل شيء فى أي وقت و في أي مكان

و منهم من يرى أن الرجولة

هيمنة و سيطرة و زعامة

و فرض رأي و هناك من يراها قوة و شجاعة

و فتوة و صوت جهوري

سواء فى الحق أو فى الباطل

و الآن ..تعددت المفاهيم الخاطئة للرجولة

و تاه معناها فى هذا الزمان

و لأن بالرجولة ترفع أقوام

و تذل و تدخل الأمم التاريخ

و لان الرجولة ..

غاية كل الآباء لأبنائهم و حلم

يراود كل فتاة تبتغيه فى زوج المستقبل

عندما تهتز القيم و يعم الفجور

و يموت الحياء

و تنعدم المروءة

و يستبد الهوى

لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟

عندما ترى الرقعاء المخنثين

فى كل مكان

لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟

عندما تعول النساء البيوت

في وجود الرجال

لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟

عندما ترى المقاهي و النوادي

مرتع للكسالى الخاملين

لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟

عندما تتمايل الكاسيات العاريات فى

الطرقات و على الشواطئ و فى الاسواق

لا تسأل أين الرجــال .. ؟؟؟

أسوق لك هذا النموذج الرائع

لامرأة من السلف

أحيا الله بإيجابيتها

آلاف أموات الهمم من الرجال

الأشداء إنها ميسون رحمها الله

تلك المرأة الدمشقية

التي استشهد إخوتها الأربعة

في جهاد الصليبيين

على أرض فلسطين

ولما رأت تقاعس رجال دمشق

عن نصرة إخوانهم في فلسطين

جمعت النساء اللاتي حضرن لتعزيتها

وقالت لهم

[[إننا لم نُخلق رجالاً لنحمل السيوف

ولكن إذا جبن الرجال لم نعجز نحن

عن العمل، فهذا والله شعري أثمن ما أملك

أجعله قيدًا لفرس تقاتل في سبيل الله

لعلي أحرك به هؤلاء الأموات]]

وأخذت المقص وجزت شعرها

وقلدها في ذلك جميع النسوة

ثم جلسن يضفرنه لجمًا

وقيودًا لخيل الله وأرسلن

تلك اللجم إلى خطيب الجامع الأموي

سبط بن الجوزي رحمه الله

فحملها معه إلى خطبة الجمعة

وخطب في المسلمين

خطبة ملتهبة لم يسمع

بمثل بلاغتها وقوتها

فكان مما قال فيها

[[أتدرون مم صُنعت هذه اللجم والقيود؟

لقد صنعها النساء من شعورهن لأنهن

لا يملكن شيئًا غيرها يساعدن به فلسطين

فإذا لم تقدروا على الخيول تقدونها بها

فخذوها فاجعلوها لكم ذوائب وضفائر]]

ثم ألقاها من فوق المنبر

على رؤوس الناس صارخًا

تصدعي يا قبة النسر، ميدي يا عُمُد المسجد

وانقظي يا رجوم فلقد أضاع الرجال رجولتهم

فصاح الناس صيحة

لم يسمع بمثلها ووثبوا

يدكون جحافل الصليبيين

حتى جاء النصر المبين

على يد امرأة فذة أحيت

بإيجابيتها أمة ميتة

عندما استخدمت دائرة نفوذها

لتغيير ذلك الواقع المهين