عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
13

المشاهدات
6833
 
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي


ساره الودعاني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,905

+التقييم
0.33

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة

رقم العضوية
5654
08-23-2010, 05:48 PM
المشاركة 1
08-23-2010, 05:48 PM
المشاركة 1
افتراضي << رضوى بنت الأسكافي >>


تعيش رضوى في منزل قديم مع مجموعة كبيره من القطط بمختلف الأحجام

والألوان , توطدت بينها وبينهن ألفة عجيبة !

في كل صباح جديد تخرج رضوى إلى السوق لتشتري اللحم وبعض العظم وبقية

حاجياتها ثم تعود على البيت..


تتجمع القطط من حولها متلهفة للحم وبإشارة من يدها تتتسلل هذه المجموعات لتاعود

الإصطفاف في طابور جميل ومرتب وبنظرات مترقبه لرضوى وهي تقوم بتقطيع

اللحم قطع غير متساويه حتى يتسنى لها توزيعها على القطط كل بحسب حاجته وما

تراه هي!

بينما القطط تتناول وجبتها تكون قد فتحت علبة الحليب وصبت جزء منه في انية

مسطحه نوعا ما لتتمكن القطط من شربه بسهوله !

بعدها تقوم رضوى بعملها في البيت وبرعاية شؤونه...

قبل مغيب الشمس يلاحظ الجميع تواجد رضوى وبعض القطط عند مدخل البيت

وهن يرقبنا الماره بصمت طويل !

عندما تبدأ فحمة العشاء بالظهور تدلف رضوى إلى البيت وتتسابق القطط قبلها

للدخول..

لم يتغير رتم حياتها منذ ان عادت إلى بيت ابيها سوى انها تفتقد إلى أمها التي لم يطل

بقائها بعد وفات الوالد فكما يقال : يرحل المتحابون معا !

بعد ان تتناول القطط عشائها تكون رضوى قد أنهت عشائها ايضا , إذا كان الوقت

صيفا صعدت إلى سطح المنزل , ثم تضع رضوى فراشها على الأرض وتسترخي

ترقب القمر اوتعد النجوم إذا لم تكن الليالي مقمره , وكثيرا ما بثت مشاعرها

الصامتة إلى الكواكب السيارة في ملكوت الله ..


حين ترفع بصرها إلى السماء تسارع صور إبن عمها علي الذي توفي قبل زواجها

منه باسابيع إلى مخيلتها عجلى وكانها سحب الصيف بيضاء وصافيه وسريعه

حينها يرتفع صوتها بنحيب داخلي يدمي كبدها قبل عينيها !

لا صديق لي ألتجي له!!

حزني في قلبي لبسته كالقلاده ..


وركب الهنا غادر

وعيي ارمدها السهر.....

وكبدي إستعرت فيها النار

وجرحي عميق لا ينفع فيه الدواء

وحبالي قصيرة ........

وخطا ي قاصرات

وخصمي احبابي......

وخاطري مكسور


.وليس هناك من يسلي !!!

وحين تكاد تنتهي من عد النجوم ! يكون الصبح قد شارف على إستنشاق أنفاسه

الأولى !






بينما القطط كل في حال البعض يسترخي بجانبها بينما الأخريات يقمن بجولة في

المحيط القريب من المنزل والتعرف على أخريات وربما صحبنهن الى منزل

رضوى كما هي بداية تجمع القطط في بيت رضوى كانت تعطف على قطتين

مالبثت ان اصبحت عشرا ومن ثم عشرين وهكذا بعضها يطيب له المقام والبعض

يغادر ولا يعود...


الحي الذي تسكنه رضوى بعد عودتها حي هادي سكانه ناس من متوسطي الحال

لا يتدخلون في شؤؤن الغير إلا إذا طلب منهم أحد فإنهم لا يترددون في المساعده!

عدا عن تساؤلات تدور في ما بينهم حول ظروف رضوى وطريقةعيشها ,

يتبادرإلى أذهانهم كثيرا ويصدقونه أحيانا أن لهاعلاقة بالجن والبعض يظنها تمارس

أعمال السحر ! وكانوا يتساءلون عن المصدر الذي تنفق منه على نفسها وعلى

قططها الكثيره ! هم يعلمون أن البيت يملكه والدها بالإضافة إلى محل صغير

يبيع فيه الأحذية المصنعة محليا والتي يقوم هو بإصلاحها والتي يصنعها إذا دعت

الحاجه أو طلب منه نوع معين.. ولكن هل يفي بكل ما تنفقه على القطط وما

تقضي به شؤونها الخاصة ؟

إذا هم يعرفون والديها جيدا و حزنوا كثيرا عند رحيلهم تباعا فبعد وفات ولدهم الوحيد

بعد مرض عضال طويل وهو لم يكمل العشرين عاما , بعده بعام توفي والدها وهو

جالس في المسجد بعد صلاة الفجر تبعته والدتها بعد اشهر قضتها في حزنا عميق

كان أعمق بكثير من فقدها لأبنها !! حينها قام الجيران بالبحث عن اقارب لهم فلم

يجدو من الأقارب إلا من كان له صلة من بعيد بهم بعدها توقف البحث ...


يالا هذه المسكينه لم تكن حياتها في بيت زوجها تسمى حياة كانت تعاني منه الأمرين

زوجها لم يكن رجلا بعرف الرجال بل حجرا قاسي وربما كان الحجر ألين منه

بكثير , تمر ايامها معه كسحابة شتاء قاتمه وبطيئه وكأن الشمس لن تشرق بعدها

ابدا! وما يجعلها تصبر على هذا الضيم امرين الأول والدتها وابيها لا تريدهم ان

يتالموا من أجلها وهم لا ذنب لهم , الأمر الأخر الخوف من ان الشكوى لأحد سوف

تتسبب في غضبه ومن ثم أخذه للولد والبنت وطردها من البيت وحرمانها من

رؤيتهم مدى الحياة وهي العبارة التي تسمعها منه بشكل متكرر!

لم يكن صاحب سكر ولا عادات سيئه ولكنه يتصف بطباع سيئه ومزاج حاد ورؤية

قاصرة للمرأة وكثير ما عانت من تقصير وحرمان مادي وعاطفي منه ولم تكن

تستبعد وجود إمرأة إخرى في حياته وخاصة وأنها ترى تقصيره وعدم طلب

حاجاته العاطفيه منها , وتمر بعض الأيام يقوم يقفل باب البيت عليها قبل الخروج!

في بعض الليالي يبيت خارج البيت !

بعد معرفتها بموت والدتها وبعد أن مزق الحزن بقية مشاعرها قررت الهرب من

هذا البيت بأية وسيلة ! حينها إتفقت مع ولديها على الهرب .

ويا لا قسوة الظروف ! ويالا سوء الحظ لم تدري ما ذا دها الأبن والبنت ؟ لقد

رفضا الفكره وقررا عدم مصاحبتها!! لم يكتفيا بالرفض بل ابلغا والدهم بنيتها!

وما كان منه إلا أن طلقها وطردها !

تتساءل دئما .. مالذي يجعل من ولدين في عمر السادسه عشر والخامسه عشر بهذه

القسوة على إمهم ؟ هل هي طباع موروثة ؟ ام سلوك مكتسب ؟


.......

ما تت رضوى وهي بين قططها الوفيه التي لم تترك البيت حتى بعد رحيلها!

حينها عرف الناس حقيقة هذه المسكينة التي لم تذق طعم السعادة بين البشر وحاولت

إجادها مع القطط !!

مرت الشهور وجاء أقربائها البعيدين وباعوا البيت ودكان الاسكافي حينها تفرقت


القطط وهي تجر خلفها حزنها وجوعها..








خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!