" سفر آخر .. آخر سفر " (مصافحة أولى)
بنفس الحقائب ..
و بنفس الألم ..
و بذات العطر الذي عطر آخر اللحظات ..
و بنفس مقدار الشوق الذي رسمناه ,حتى قبل أن أرحل ..
..
.
هنا ليس للوجهات أهمية طالما هو ارتحال ..
كل الأسفار علقم بالنسبة لها...
..
.
كالعادة .. حزمت حقائبي و تركت فيها مكانا شاغرا لتملأه هي بشيء ..
و في كل مرة تملأ ذات المكان بشوقها ..
حسبتها تعودت على غيابي و آن لها أن تألفه ,,
لكنها تعايش كل سفر جديد بروح أخرى جديدة . و لكأنه أول سفر ..
وفي كل مره تعيش كالمغترب في وطنه ..
و لسان حالها يقول : كفاااااك اغترابا ..
..
.
ألفت ذلك المطار ..
تلك الوجوه المتكررة هنا و هناك ..
المصاعد ../كاونترات التذاكر ..
الزوايا ذاتها التي ودعتني آخر مرة ..
و الكراسي لا تزال قابعة في مكانها في قاعات الانتظار ..
آآآه كم هو ممل ..
..
.
أتمعن في أعين المسافرين لمختلف الوجهات .. / تشدني ملامح وجوههم .. فأقرأ فيها قصصا مختلفة ..
لكنني لا أحتمل نظراتهم , فأشيح بوجهي بمجرد أن يلحظني أحدهم بنظرة ..
لا أعلم لماذا لا أحتمل نظراتهم .. أتراه لأن أشواقي تفضحني حتى قبل أن أغادر المطار ..؟؟
..
.
.
دقت ساعة المغادرة ..
و بهذا وضعت حدا لما يختلج داخلي من إمكانية الرجوع و لو إلى بعد حين..
مشيت بخطى مثقلة لا تكاد توصلني بوابة المغادرة ..
تعمدت عدم النظر للوراء لكي لا أترك ذكرى / أي ذكرى تستوجب مني الدموع ...
لكن الذكرى تلاحقني ..
لم أستطع إنكار عطرها /رائحة شعرها / تفاصيل كل حلم يقظة أو منام معها ..
..
.
.
خاتمة // ..
..
أنكسر أخيرا أمام هذا الكم من المتناقضات ..
فتسقط دمعة لم تختر لنفسها الزمان و لا المكان ..
تختصر عليّ آلاف المشاعر و الكلمات ..
فابحثي لنفسك مكاناً في دمعتي ..!!
..
النهاية ..//
.
التعديل الأخير تم بواسطة حميد درويش عطية ; 04-20-2012 الساعة 03:46 PM