عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 12:39 AM
المشاركة 46
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أَرْخَصَتْ من نَفْسِها يا وَيْحَها=ذاتُ عِرْفانٍ وذَوْقٍ عَجَبِ!
ذاتُ صَوْتٍ طَرِبٍ من نَشْوَةٍ=في حَناياها. وشَوقٍ لَجِبِ!
أنا من أَسْوائِها في رَهَبِ=وهي من أَسْوائِها في رَغبِ!
كلما أبْصَرْتُها رَوَّعَني=حُسْنُها في صُورةٍ من لَهَبِ!
مَسَّني من أَجلِها الضُّرُّ. وما=مسَّها. فهي به في طَرَبِ!
كيف يَثْوِي من كِيانٍ واحِدٍ=شَهْوَةٌ تُشْقِي.. وعِلْمٌ يُسْعِدُ؟!
ولقد فكَّرْتُ في هُجْرانِهَا..=وثَناني غَيُّها والرَّشدُ!
فَلَها في القَلْبِ مِنَّي جَنَّةٌ=ولها في القَلْبِ مِنَّي مَوْقِدُ!
حاوراني مَرَّةً واصْطَرَعا=فاسْتَوى أَرْنَبُهم والأَسَدُ!
فاَنا في صَبْوَة مُنْكَرَةٍ=فَرْحَةٌ فيها .. وفيها نَكَدُ!
كيف أَسْلو وأنا مُرْتَهَنٌ=في هَوًى ضَلَّ. ومالي سَنَدُ؟!
كيف أَسْلُوا عن لَعُوبٍ سَخرَتْ=بالتُّقى والأَدَب المُستَشْرفِ؟!
يا لها من صَبَّةٍ غانِيةٍ=ذاتِ طَبْع عابِثٍ مُقْتَرِفِ؟!
بُلْبُلٌ يَشْدو بِلَغْوٍ مُتْرَفٍ=لَيْتَهُ يَشْدو بَفَنَّ مُتْرَفِ؟!
آهِ لو تَعْرِفُ ما قَدْرُ النُّهى=عِفَّةً .. لكنَّها لم تَعْرِفِ!
كم تَطَلَّعْتُ إليها هائِماً=ثم أَغْضَيْتُ عن الدَّاءِ الخفي!
لَيْس لي عَنْه مَحِيدٌ إنَّهُ=قَدَرٌ يسْلِبُني عِزَّةَ نَفْسي..!
ولقد حاولتُ أَنْ أعْصِيَهُ=أَنْ يَقُودَ الطُّهْرُ وُجْداني وحِسِّي!
فَتَراءى الصُّبْحُ في عَيْنَيَّ لَيْلاً=وتراءَتْ سعَةُ الدُّنيا كحبْسِ!
وتَحَسَّسْتُ طَرِيقي في الدُّجى=فَتَعَّثًّرْتُ. وأَدمى الصَّخْرُ دَعْسي!
كان أمْسِي قَبْلَهَا أَمْساً وَضِيئاً=لَيْتَ يَوْمي.. وهو يُشْقيني .. كأَمْسي!
أيُّها القَيْدُ الذي كبَّلَني=أيُّها الجَرْحُ الذي أثْخَنني!
ما أرى في صَفْحتي إلاَّ القَذى=ذلك الشَّيءُ الذي يُثْمِلُني!
وهو أَوّاهِ الَّذي أُسْلِمُهُ=عُنُقي. وهو الذي يُسْلِمُني!
كيف أَشكو من هَوًى طاوَعْتُهُ=وتَهاوَيْتُ . وقد طَوَّعَني؟!
أنا مَن هام فما أَظْلِمُهُ=كذبا .. ثم غَدا يَظْلِمُني!
حينما أحْبَبَتُهُ كنْتُ عَمِيّاً=لم أكُن قَطُّ بَصيراً وسَوِيَّا!
والهوى يَجْنِي على أقْدارِنا=فَيُعيدُ الشَّامِخَ السَّامي زَريَّا!
ويُعِيدُ الفَحْلَ يَنْزو ضارياً=ليس يَكْبو في عَوادِيهِ .. خَصِيٍّا!
ولقد أَوْهَنَنَي مُسْتَشْرِياً=فتدلَّيْتِ إلى القاع .. هُويَّا!
ورأيْتُ العِهْر طُهْراً مُحْصَناً=ورأْيْتُ الطُّهْرَ في القاعِ.فَرِيَّا!
أَفأَلقى بعد غَيَّي رَشَداَ؟!=أم سأَقْضِي عُمُري في دَرَكِ؟!
قُلْتُ للحْسَناءِ ما أَتْعَسني=بِكِ.. قد ألْقَيتَني في شَرَك!
فأنَا الشَيطانُ من هذا الهوى=بَعد أَنْ كنْتُ كَمِثْلِ المَلِكِ!
فاتْرُكي العِهْرَ إلى الطَّهْر فقد=نَسْتوي من شَجْوِنا في فَلَكِ!
وعسانا نَسْتَوِي في مَنْهَجٍ=لاحِبٍ يُفْضِي بنا لِلنُّسُكِ

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....