عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1623
 
فيصل الغامدي
من آل منابر ثقافية

فيصل الغامدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
202

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Jul 2014

الاقامة

رقم العضوية
13071
06-06-2020, 03:21 AM
المشاركة 1
06-06-2020, 03:21 AM
المشاركة 1
افتراضي الرجل الذي نجا من الغرق في السماء
الرجل الذي نجا من الغرق في السماء

لا يمكن للعديد من قصص النجاة أن تضاهي المعجزةَ التي حدثت مع العقيد في الجيش البحري ويليام هنري رانكين في سنة 1959. انظر بنفسك: في يوم مشؤوم، كان هذا الرجلُ على وشك الغرق؛ بعد سقوطه من السماء! هل تعتقد أن ذلك غير منطقي تماماً وصعبَ التصديق؟

كانت الرحلة على ارتفاع عالٍ جداً، وكان رانكين، إلى جانب مساعده في الطائرة المجاورة، العقيد البحري هيربيت نولان، يحلقان بارتفاع تجاوز أكثر من 14،300 م. الشيء الوحيد الذي قد يسبب لهما بعض المتاعب؛ عاصفةٌ رعدية تهب تحت الطائرتين، ولكن في هذا الارتفاع، لن تشكل أي خطر. ولكن، يفترض أن يمر الطياران عبر العاصفة للوصول إلى القاعدة البحرية الجوية في بوفورت، التي تقع في شمال كارولينا...

 انقلبت الأمور إلى الأسوأ عندما كانت الطائرةُ على بعد حوالي 15 كم و بضع دقائق عن القاعدة العسكرية. إذ توقف محركُ رانكين فجأة عن العمل، وأومض المؤشر التحذيري للحريق
 بعد محاولات يائسة لمنع طائرته من الزيادة في سرعتها والسقوط من ارتفاع شاهق، اتصل رانكين بشريكه عبر الراديو، ''فشل المحرك. يجب أن أقفز!''
 أصبح رانكين في سقوط حر على ارتفاع 12،000 م، وفي درجات حرارة تصل إلى 54 درجة تحت الصفر.
 عندما وجد الرجل نفسه في الهواء في مثل هذا الارتفاع الشاهق، تعرض لانخفاضٍ شديد في الضغط. وشعر كأن معدته قد تضاعف حجمُها مرتين، وأنفه على وشك الانفجار. ونزفت عيناه وأذناه وفمه.
 واصل رانكين السقوط، وكل ما كان يشعرُ به إلى جانب الرعب الشديد؛ البردُ القارس.
 عندما كان رانكين يسقط عبر الغيوم السوداء تقريباً لمدة 5 دقائق، بدون رؤية واضحة، ومُحاطاً بالبرق والمطر، و وابلٍ من البرد والرياح القوية، حدث خطبٌ ما لمقياس الضغط الجوي الذي من المفترض أن يفتح المظلة تلقائياً.
 لكن لم تكن مجردَ عاصفة رعدية عادية. كلا، علق الطيارُ المُحارب ذو الـ 39 عاماً في السحب المتراكمة.
 صُدم الطيارُ عندما اكتشف بأنه لم يصب بأذى كبير، وأن البرق لم يمسه حتى، وظلت مظلته كما هي، ولم يغرق في مياه الأمطار. الشيء الوحيد الذي يجب أن يقلق بشأنه الآن هو الهبوط بأمان.
 في البداية، كان رانكين يسقط تجاه أرض قاحلة، ولكن تواصل حظه السيء، إذ، في اللحظة الأخيرة، قذفته الرياح في اتجاه الأشجار.
 بعد أن حرر نفسه و وقف على قدميه، توغل الطيارُ داخل الغابة حتى وجد طريقاً ريفياً. ولكن اتضح فيما بعد أن العثور على أي أحد ليساعده أمرٌ أشبه بالمستحيل.
 أمضى رانكين عدة أسابيع في المستشفى وتمكن من التعافي تماماً. وفي وقت لاحق، ألّف كتاباً اسمه ''الرجلُ الذي رَكِبَ الرعد'' حيث وصف تجربته الفريدة من نوعها.

وفيما يلي فيديو يمثل هذه التجربة بحذافيرها :