الموضوع: الأدب الإفريقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2011, 10:40 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي






سيراليون Sierra Leone:


أقامت في المنطقة المسماة اليوم سيراليون قبائل ماندي وتيمنه Temne وغيرها. تعدّ قبائل ماندي أهم قبائل سيراليون منذ أربعة قرون، وتتحدث بلغة ماندي فو Mande-Fu وقد أبدع صناعها أعمالهم المتميزة بالعفوية والبساطة والجمال.


ومن هذه الأعمال الفنية تماثيل معروفة باسم مينسره Minsereh تستخدمها سادناتٌ في فنون الطب السحري انطلاقاً من الاعتقاد بفكرة «حيوية المادة» وقدرتها على نقل إرادات الأرواح بوساطة السادنات.


كان بين قبيلة تيمنه وقبيلة باغا المقيمة في غينيا قرابة وثيقة. وقد تركت قبيلة تيمنه وجماعة شيربرو Sherbro التي كانت تبدع منحوتات حجرية جميلة تعرف باسم نومولي Nomoli، آثاراً في معظم أراضي بلاد سيراليون. ولكن من المتعذر اليوم تمييز تلك الأعمال من أعمال قبيلة ماندي.


ومهما يكن، فإن الأعمال المذكورة تتصف بحرية الخط الممتد، مما أوحى إلى وليم فاغ أن يُشبهها بلوحات الفنان ماتيس Matisse التي تمثل الوصيفات Odalisque. ومن الأعمال المتميزة في سيراليون الأقنعة التي لها شكل خوذة.



ليبيريا Liberia:


وفي المنطقة المعروفة باسم ليبيريا أدرك الفنان دوره ومسؤوليته في المجتمع الإفريقي، فأبدع آثاره الفنية متأثراً ببيئته الإفريقية وملتزماًَ تلبية متطلبات مجتمعه، ولكن أحوال بلاده جعلته متأثراً بأوربة أكثر من زملائه في بقية الأقطار الإفريقية.



ساحل العاج Cote D’Ivoire:

حرصت قبيلة بولي Baule التي تقطن منطقة ساحل العاج الشرقية على التعبير عن الجمال أكثر من رغبتها في التعبير عن القوة بحسب تعبير وليم فاغ. ولكن الرقة تؤدي أحياناً إلى التبذل. وتتجلى نفحة إنسانية تميز فن الأقنعة لدى قبيلة بولي كما تميز فن قبيلة يوروبا Yoruba الشهيرة في نيجيريا. والجدير بالذكر أن قبيلة بولي انفصلت عن قبيلة أشانتي Ashanti منذ نحو ثلاثة قرون، وكان للموارد الطبيعية في منطقتها أثر كبير في ازدهار فن النحت على يد فنانين من قبيلة بولي كانوا يفضلون الأشكال البسيطة، شأنهم في ذلك شأن بقية فناني غينيا ونيجيريا.


أقامت جماعات قبيلة سينوفو Senufo في شمالي بلاد ساحل العاج، وجاورتها جماعات قبيلة نافانا Nafana أيضاً. وقد تميزت حضارة سينوفو بغناها بالأقنعة المتنوعة التي تمثل أحياناً أشكالاً نصف آدمية ونصف حيوانية. وهناك تماثيل جميلة مختلفة تعرف باسم دبلي Deble، كان أعضاء الروابط كرابطة لو Lo يدوسون الأرض بوساطتها وهم يؤدون رقصاتهم التي تتطلبها المناسبات المختلفة. وقد عثر في قرية لاتاها Lataha في منطقة كورهوغو Korhogo على أحد هذه التماثيل القديمة المتميزة بجمال التشكيل والمنحنيات في الجذع والأعضاء حول محور شاقولي غير مرئي.


وتجدر الإشارة إلى التماثيل الفخارية الجميلة التي استطاع مبدعها بمهارته أن يجعل من مادة الطين روائع فنية جميلة. أضف إلى ذلك منتجات الزخرفة المعتمدة على عناصر مؤلفة من وحدات على صورة السمك.


ومن أشهر الأعمال في فن ساحل العاج:

ـ تمثال أحد الأجداد يبدو واقفاً.

ـ تمثال لملكة (ربما كانت أورا بوكو Aura Pokou) تبدو واقفة ويعلو رأسها مايشبه التاج.

ـ تمثال رجل وتمثال امرأة يبدو كل منهما واقفاً ويداه على جانبي بطنه.

ـ تمثال قرد بحركة لها علاقة بموضوع الهذيان والمسّ والاستحواذ.

ـ قناع مزدوج، وأقنعة مختلفة كان لها أهمية كبيرة في المجتمع الإفريقي.

ـ حاملة الروح، وتدل على الاعتقاد بأن الروح «أوكرا» توجد قبل الولادة، وتكون حامية الإنسان طوال حياته، مما جعل ذلك الصانع الفنان يبدع صفائح تمثل الوجه يحملها الإنسان على صدره.

ـ تماثيل جنائزية مثل تمثال امرأة تزين الأطواق عنقها.

ـ تمثال امرأة واقفة وتبدو أصابع يديها معبرة عن حيوية وحركة.

ـ باب معبد يتوسطه قرص يرمز إلى قلب العالم، ومركزه، يشع منه شعاعان، وحوله فارسان، وشخص له قناع بقرن، وهناك طائر له منقارٌ طويل، وقناع بشكل وجه إنسان، وتمساح وسلحفاة وثعبان.

ـ باب ملكي تزينه صورة جانبية لفيلة على خلفية من أشكال المعينات الزخرفية، وفي الأسفل فيل له نابان منحنيتان، وكان هذا الباب يعود إلى «كواكو آنوجبيلي» زعيم قبيلة بولي وحفيد الملكة أورا بوكو، وكان يعتقد بأن الفيل رمز القوة والخصب وطول العمر. وكان المثلث يعد رمز الثالوث، وشكل المعين رمز الأنوثة.




بوركينا Burkina:


أقامت جماعات قبيلة بوبو Bobo وموزي Mosi وغيرها في المنطقة المسماة اليوم بوركينا فاسو. وتضم قبيلة بوبو جماعات كثيرة من أشهرها بوبوفينغ Bobo-Fing أو بوبو السود، وبوبو أولي Bobo- Ule أو بوبو الحمر، وبوبو غبي Bobo-Gbe أو بوبو البيض، (بحسب رأي وليم فاغ).


وأنتج فنانوها الأقنعة الجميلة المستخدمة عادة في الطقوس المختلفة ولا سيما الزراعية، ومعظم النماذج المعروفة هي من إبداع فناني جماعات بوبو السود من منطقة بوبو ديولاسّو Bobo-Dioulasso.


ويميز وليم فاغ في أعمالهم طرازين مختلفين:

- الأول ذو بعدين، بأشكال هندسية وتجريدية، ملونة بالألوان الأحمر والأبيض والأسود.

- أما الطراز الثاني فإنه قريب من فن النحت البارز، ويتخذ شكل قناع خوذة بيضوي الشكل ويعلوه أحياناً تمثال صغير يمثل إنساناً، ويضاف إلى ذلك استخدام مادة الخشب القاسي.


وتعد قبيلة موسي أو موشي القبيلة الرئيسة في الفولتا العليا، وتتألف من جماعات مدنية اعتنقت الإسلام منذ مدة بعيدة. وهناك جماعات ريفية لها معتقداتها القبلية ويتمثل فنها بالأقنعة التي تتصف بالبساطة والتجريد. وينسب وليم فاغ سبب ذلك إلى اعتناقها الإسلام. وهكذا اعتمد الفنان على التشكيلات الهندسية وقد يدخل عليها نادراً الشكل الإنساني.


وكان مجتمع بوبو يقدس الأرض، ويعدّها أصل كل الأشياء، ويعتقد أن مورونابو Moro-Nabo امبراطور جماعات قبيلة موزي مرتبط بالشمس، وأن أقدامه تحرق الأرض إذا لمستها. وتناقلت الأجيال المتعاقبة مختلف القصص الأسطورية معبرة عن رغبتها في معرفة أسرار هذا الكون الصاخب، واستنتاج التدرج غير المحدود في هذا العالم الواسع، والاعتقاد أن الكون يتمتع بقوة حلت فيه من عالم علوي.


وجدت في منطقة فاد نغورما Fad n’gourma شعائر ذات طابع فني تعتمد على هدايا وأضحيات تقدم عند قبر الجد. وهكذا كان رجل الدين الإفريقي يقوم بالطقوس بدقة فنية يملؤه شعور الاحترام والقداسة والصفاء، ويضع على الأرض وعاء طعام من صنع محلي يتبرك الحاضرون بالاشتراك في تناول ما يحويه.


وكانت لدى مجتمع يارسي Yarsi جلسات ورقصات إيقاعية منسجمة مع ضربات الطبل الذي يتبارك به الأطفال. ويعبر الطين الأبيض الذي يدهنون به أجسادهم عن انتقالهم من مرحلة الطفولة إلى حياة الرجولة. وهكذا فإن الطقوس ومتطلباتها الفنية من أهم واجبات الفنان.


وكان لفنون النحت والموسيقى والرقص والغناء التي تكوّن ثقافة شعب بوركينا فاسو (الفولتا العليا) وحضارته أثر كبير في الشعائر والمعتقدات، شأنها في ذلك شأن الشعوب الأخرى في الأقطار الإفريقية. ومن روائع فناني هذا الشعب أيضاً:

ـ الأقنعة المسماة وانغو Wango، ويسمى من يحملها «نابا» أي زعيماً أو سيداً.

ـ قمة قناع بشكل رأس غزال.







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)